نعمت شاهين
نعمت شاهين

د

هل الإنسان مُخير أم مُسير؟

سؤال لطالما كنت أفكر فيه بكثرة في الآونة الأخيرة، هل نحن أحرار في اختياراتنا وقراراتنا أم نحن عبيد و مُسيرين حسب مصالح مجتمعاتنا وحكوماتنا وجماعات معينة تتحكم في هذا العالم الذي نعيش فيه .الجميع يعتقد أن الإنسان حر و مُخير في معظم قرارته ، لكن بالرغم من التطور والتقدم الذي نعيشه أعتقد أن ذلك غير صحيح فنحن لسنا أحرار ابداً ونحن عبيد بصورة أكبر مما نتصور .فمنذ الطفولة يتم قمع الأطفال من خلال وضع قوانين صارمة قد تكون هدامة لشخصياتهم وطموحاتهم وحرياتهم ، قوانين (إفعل ولا تفعل ،يجب ولا يجب )، وهذة القوانين والأوامر التي تستخدمها كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع .

ولا زلت أذكر سنة الثانوية العامة تلك السنة المأساوية، كُنت أشعر أني في السجن فالطعام له وقت والحمام أيضا ، والخروج من الغرفة مسموح في أوقات محددة ، وحتى في المدرسة، كانت تعليقات المدرسين وقتها ، تتضمن أن جميع تصرفاتنا لا تتناسب مع هذه السنة على حسب اعتقادهم ويجب علينا أن نكون أكثر صرامة وجديه مع أنفسنا.لا زلت لا أعرف سبب هذه الصرامة التي تجعل من هذة السنه مختلفة عن غيرها وما الذي يجعلها مصيرية هكذا.
ونحن ايضاً لسنا أحرار في عملنا فهناك العديد من المعوقات التي ‏تواجهنا وتجعلنا محكومون للعمل والمادة فنعيش في خوف دائم من فقدان مصدر الرزق هذا حتى نتحول عبيد للمال والعمل.

نحن نشبه بعضنا البعض في نهج وأسلوب حياتنا فمعظمنا يسلك هذا الأسلوب والنهج ويطبقه ويتقنه بشكل حرفي دون نقص أو حتى زياده ، نولد ونطبق العديد من الأوامر ، وبعدها نذهب للمدرسة ونلتزم بالأوامر أيضًا كما في الجامعات والعمل ، ونتزوج ونرزق بالأطفال لتبدا هنا مرحلة التربية التي هي نفسها تلك المرحلة التي لطالما لم تعجبنا وتمنينا تغيرها ولكننا نطبقها على أطفالنا حرفياً والشيء الوحيد المختلف هي التكنلوجيا ، وإعطاء الأطفال أجهزة حديثة لتدميرهم وجعلهم عبيد لهذة التكنلوجيا.

كما أننا لسنا أحرار عندما فرض علينا لقاح لا أريد الدخول في موضوع المؤامرات الآن ،ولكن ما أقصده هو أننا لسنا أحرار ابداً لا نستطيع والتنقل والسفر ودخول المطاعم ومراكز التسوق دون التطعيم ، ولا يعني ذلك أننا ضد التطعيم، ولكنه لا يزال جديد وتحت التجربة وكل يوم تصدر تعديلات جديدة عليه فلماذا لا يحق لنا تأجيل أخذه والانتظار حتى يُثبت فاعليته بصورة أوضح.

الحرية أصبحت بأن أكون مثل الأخرين صورة طبق الأصل عنهم دون إختلاف، أن تكون حر يعني أن تنفذ الأوامر فقط دون تفكير ، قد تكون حراً في مجال الموضة والأزياء والانفتاح الغريب الذي وصلنا له اليوم فقط ، أما أن تفكر بطريقة مختلفة فهو أمر مستهجن هذه الأيام وغير مقبول ، لإنك إذا أردت أن تكون مختلف عنهم وحر ،سوف تدرك وقتها أن لا أحد حر وجمعينا مُسيرون.