د. إيمان بقاعي
د. إيمان بقاعي

د

مكتبات الأَطْفَال والنَّاشِئَة (العامة، والمدرسيَّة)

المَكْتَبَةُ:

مكانُ وَضْعِ الكُتُبِ أو مكانُ بَيْعِ الكُتُبِ والأدَواتِ المَكتَبيّةِ. وقد أُطْلق عليها أَحيانًا اسم خِزانة الكُتب أو دار الكتبِ، وهي نَوْعان:

(أ) الخاصّة الّتي يَتَعَهَّدُها صاحِبُها ويَفِيدُ منها، فتكونُ وَقْفًا عليه.

(ب) العامّةُ الّتي تَمْتَلِكُها مُؤَسَّسَةٌ حُكُومِيَّةٌ أَو خَاصّةٌ أَو جامعةٌ، أَو مَعْهدٌ للدِّراساتِ العُليا. والاتّجاهُ الحديثُ في المكتباتِ الخاصّةِ والعامّةِ هو اتّجاهٌ نحو الإكثارِ من الأَفلامِ أَو البِطاقاتِ الّتي تُصَوَّرُ عليها صَفَحَاتُ الكُتُبِ، وتُعْرَضُ في أَضيقِ حَيِّزٍ مَكَانِيٍّ، وتُسْتَعْمَلُ في قِراءتِها آلاتٌ بَصَرِيّةٌ خاصّةٌ، والجمعُ: مَكاتِبُ ومَكْتَباتٌ.

مكتبات الأَطْفَال والنَّاشِئَة العامَّة:

تستطيع الخدمة المكتبية للأَطْفَالِ الإسهام في تحقيق النُّمُوّ المتكامل للطِّفْل في كل النّواحي الجسميَّة والوجدانية والرّوحية والاجْتِماعِيّة، كما تساهم في نموه العَقْلِيّ الّذي يتطلب:

1. أن يتمكن الطِّفْل من أدواتِ المعرفة الأساسية [قراءة، كِتَابَة، حساب].

2. أن يكتسب الحقائق والمَعْلُومَات والخبرات الحية الَّتي تزيد فهمه للحياة.

3. أن يتدرب على التَّفكير العِلْمِيّ المنظم مع البعد عن التّعصب والتّحرر من الانحرافات.

4. أن ينمّي قدراته تنمية الابْتِكَارية والإِبْداعِيّة.

على هذا، فإن قدرة المَكْتَبَة العامة تحقق هذه الأهداف؛ لأنها: (أ) تمد الطِّفْل برصيد دائم ومتجدد من المواد المكتبية (ب) تساعده على التَّعَلُّم الذَّاتي والاعتماد على نفسه في تحصيل المعرفة (ت) تساهم في إرشاد الطِّفْل وتوجيهه عند اخْتِياره الكُتُب (ث) تغرس فيه متعة القِرَاءَة (ج) تشجعه على التَّعْليم مدى الحَيَاة من خلال الاسْتِفَادَة من مصادر المَكْتَبَة العامة (ح) تتيح له الوصول إلى التّكنولوجيا الحديثة (الأقراص المدمجة، الإنترنت..) وتنمية مهارات التَّعامُل مع المَعْلُومَات.

تجهيزُ المكتبةِ العامةِ:

يجب أن يتوفر في مكتبة الأَطْفَال العامةِ: (أ) البعد عن الضَّوضاء (ب) مساحة مستقلة للأَطْفَالِ تحت سن الخامسة (ت) مساحة الواجب المدرسي، وأُخْرى لاختزان المواد والتَّجهيزات السّمعية والبصرية، ومساحة لدورة المياه، وتسهيلات للعناية بالأَطْفَال (ث) تدفئة، تهُوِيَّة، إضاءة، شمس (ج) يفضل أن تكون من طابق واحد على أَنْ يَكُونَ أرضيًّا لسهولة الوصول إليه (ح) يفضل أن تكون محاطة بحديقة جميلة (خ) وجود كافيتيريا تقدم الطَعَام للطِّفْل إذا جاع (د) بالنّسبة إلى الأثاث والتَّجهيزات؛ يجب أن تكون: متينة، قادرة على التَّحمل، سهلة التَّنظيف والصِّيانة، إمكانية التَّغيير والتَّعديل فيها، آمنة، وجميلة. كما يجب أن تحوي أرففًا، وكتبًا، وطاولاتٍ، وحوامل صحف ومجلات، بحيث تتلاءم وحجم الأَطْفَال. كما يجب توافر أمكنة أجهزة التسجيل، وأمكنة سماع الأسطوانات، وعرض الأفلام، واسْتِخْدام أجهزة الكومبيوتر، كراسٍ كافية للنّدوات وعقد المناقشات. وهناك حاجة لعربات نقل الكُتُب، وطاولات للإعارة، ومكاتب للعاملين، وأدراج للفَهارس.

مجموعة مواد الأَطْفَال والنَّاشِئَة في المكتبة العامةِ:

(أ) الكُتُب: كتب الصّور، القصص، المَعْلُومَات، الثَّقَافَة، التَّرويح عن النَّفس، الكُتُب المساعدة للمنهج الدّراسي (ب) المراجع: مَعَاجِم، موسوعات، تراجم، كتب أماكن، أطالس… (ت) المَجَلَّات والدَّوريات: الخاصة بالأَطْفَال والنَّاشِئَة (ث) مجموعة المواد السّمعية والبصرية: التَّسجيلات الصَّوتية والمرئية، الأفلام، الخرائط (هـ) الـ cd (و) ألعاب ثقافية.

تصنيف المكتبة:

هو التَّرْتيبُ المنهجي للكتب وغيرها على أرفف المَكْتَبَة أو للمداخل في الفِهْرِسْتْ وفقًا للموضوع على الأغلب. والقصد من التَّصْنيف في مكتبات الأَطْفَال هو: (أ) المساعدة على اتّباع أفضل الطّرق أو النّظم بترتيب مواد الأَطْفَال على أرفف المَكْتَبَة بحيث يكون هذا التَّرْتيب ملائمًا لاهتماماتهم وأعمارهم ومراحلهم العمرية (ب) المساعدة على عمليات سحب المواد من الرّفوف أو إرجاعها دون فوضى ما يعني تعليم الطِّفْل النِّظَام (ت) إتاحة الفرصة أمام الطِّفْل أو اختصاصي المَكْتَبَة لمعرفة كل المواد المتعلقة بموضوع واحد في مكان واحد.

والشَّائِع في مكتبات الأَطْفَال تقسيم المواد إلى:

1. قصص [ترتب إما هجائيًّا حسب المؤلف، أو حسب الموضوعات، قصص مُغَامَرَات، قصص تاريخية، دينية، علمية، اجْتِماعِيّة، أو حسب مراحل العمر].

2. كتب معُلُومات أو حقائق. ويفضل اسْتِخْدام (تصنيف ديوي) في كتب المَعْلُومَات والحقائق في مكتبات الأَطْفَال والنَّاشِئَة وذلك للأسباب التَّالِية: (أ) هو التَّصْنيف الأكثر اسْتِخْدامًا على المستوى المحلي والعالمي للصِّغَار وللكبار (ب) التَّصْنيف سهل وبسيط ويمكن تطويعه وفقًا لاحتياجات الأَطْفَال. ويتطلب الأمر اخْتِيار رقم التَّصْنيف الّذي يدل على الموضوع العام وهو عشرة أقسام رئيسة، على أن يختار لون محدد لكل قسم مِن الأقسام. هنا، يجب أن نثبت رقم التَّصْنيف مع اللَّوْن حتى يرتبط في ذهن الأَطْفَال العلاقة بين الرَّمْز واللَّوْن وأرقام (تصنيف ديوي). على أنَّ هذا لا يمنع من إعداد رقم خاص لكل كتاب سواء أكان قِصَّة أم كتابًا موضوعيًّا. أما أقسام (تصنيف ديوي) فهي: (أ) المعارف العامة [المكتبات، المَوْسوعات، المَجَلَّات، الصَّحَافَة..] (ب) الفلسفة وعلم النَّفس (ت) الدّيانات (ث) العُلُوم الاجْتِماعِيّة (ج) اللُّغات (ح) العُلُوم الطَّبيعية والرّياضيات (خ) التّكنولوجيا [العُلُوم التَّطبيقية] (د) الفُنُون (ذ) الآداب (ر) الجغرافيا والتَّاريخ والتَّراجم، ومن الممكن الاكتفاء بهذه الأقسام الرَّئيسَة، كما مِن الممكن اسْتِخْدام بعض التّفريعات كما هو الحال مثلًا بالنّسبة إلى العُلُوم الاجْتِماعِيّة الَّتي يمكن تقسيمها إلى: اقتصاد، تربية، نقل، مواصلات، عادات وتقاليد…

نوعا الفهارس في مكتبة الأَطْفَال والنَّاشِئَة:

هناك نظامان أساسيان عادةً للفهارس؛ هما: (أ) نظام الفِهْرِسْتْ المُعْجَمي (يضم بطاقات المؤلفين والعَنَاوِين والموضوعات في ترتيب هجائي واحد). مثلًا: إذا أردنا البَحْث عن كتاب لأحمد نجيب، فتشنا عن حرف الألف: أحمد. وإذا أردنا البَحْث عن كتاب: (قِصَّة الأَطْفَال والنَّاشِئَة في لبنان) مثلًا بحثنا في حرف القاف: قِصَّة (ب) نظام الفهارس المستقلة بأَسْماء المؤلفين، أو عناوين الكُتُب، (أو) أو رأس موضوع الكتاب والبطاقة قياسها (7.5*12.5 سم) وفي البطاقة وصفٌ مبسط وموجز للكتاب الخاص بالصِّغار. أما الكبار، فيمكن أن تحوي البطاقة وصفًا متوسطًا أو مفصلًا وقَواعِد الفِهْرِسة هذه تعتمد على قَواعِد الفِهْرِسْتْة الأنجلو- أمريكية المعتمدة والمطبقة في معظم المكتبات. ويَشْمُل المستوى المبسط البَيَانات التَّالِية: المؤلف، عنوان الكتاب، الطّبعة الأولى، الثّانية، اسْم النَّاشر، تاريخ النَّشر.

ملاحظات: (أ) يمكن للمفهرس أن يضيف أو يحَذْف أي بيان مِن البَيَانات السَّابقة إذا رأى ضرورة (ب) الإقلال من العَنَاوِين الفَرْعِيّة (المؤلفون المشاركون، المترجمون، المراجعون، المحررون..) (ت) عدم التّبسيط إلى درجة تعرض للخطر فاعلية الفِهْرِسْتْ.

الفِهْرِسة والتَّصْنيف في مكتبات الأطفال والنّاشئة:

من الضّرورة بمكان فَهْرَسَة مكتبة الطِّفْل؛ وذلك لأن وجود فهرس في أية مكتبة هو عنصر مِن عناصر وجود هذه المَكْتَبَة فهو: (أ) الأداة الدَّقيقة والسَّريعة لإيجاد كتاب بعنوان معين أو لمؤلف معين (ب) أداة تعليم للطِّفْل وليس أداة إيجاد فحسب، فهو يعلمه الاعتماد على النَّفس لإيجاد ما يريد.

أمينُ المَكْتَبِ:

إن نجاحَ مكتبة الطِّفْلِ أو فشله يتوقف على كفاءة أمين المَكْتَبَة وقدرته على تلبية حاجة الأَطْفَال؛ فهو ينظِّم العَمَلَ ويديره، كما يدير الخدمات في المَكْتَبَة، ويقيم علاقات مع الأقسامِ والمؤسسات الأُخْرى في المنطقة، ويفهرس الكُتُب، ويرشِد الأَطْفَال إلى الكُتُب الَّتي يبحثون عنها، ويدربهم على اسْتِخْدام الكُتُب والمَكْتَبَة، ويقيمُ مسابقات القِرَاءَة، ويدعو إلى تنظيمِ ساعة القِصَّة، ويعدّ الإحصاءات والتقارير الدَّورية، كما ينظمُ البرامج الإعلامية الخاصة بالمَكْتَبَة. أما (صفاتُه)، فيجب أَنْ يَكُونَ قدوةً طيبة للطِّفْل، سويًّا، مرنًا، ميالًا إلى الفرحِ والتَّفاؤلِ، محبًّا للأَطْفَالِ، لديه رغبة صادقة في خدمتِهم، يعرف تفاصيلَ عمله [العَمَل المكتبي، وتاريخ أَدَب الأَطْفَال، وتقييم واخْتِيار المواد المطبوعة وغير المطبوعة، وتصنيف المَعْلُومَات واسترجاعها]، يحب أَدَب الأَطْفَالِ، يجيدُ قراءة قِصَّة الأَطْفَال، يجيد الاتِّصَال بالكبار المهتمين بالأَطْفَال [معلمون، آباء، مربون..]، ويفهم نموَّ الطِّفْل الفكري والعاطفي والجسماني والسُّلوكي واللُّغَوِيّ والاجْتِماعِيّ، ويعرف الاتِّجاهاتِ التَرْبَوِيّةَ وتطوراتها، ويعرف النُّظم التَّعْليمية المحلية، ويعرف التَّعامُل مع التّكنولوجيات الحديثة.

الخدمات والأنشطة:

 يجب أن تتوفر الخدماتُ التَّالِية في مكتبة الأَطْفَال والنَّاشِئَة: (أ) خدمة القِرَاءَة داخل المَكْتَبَة والإعارة الخارجية (ب) خدمة الرَّد على الأَسْئِلَة والاستفسارات عن طريق أمين المَكْتَبَة (ت) تدريب رواد المَكْتَبَة على اسْتِخْدام المَكْتَبَة عن طريق التَّوجيه الفردي عند نشوء موقف يتطلب مَهَارَة مكتبية معينة أو عندما يواجه الطِّفْل مشكلة عند اسْتِخْدامه للمكتبة. ويمكن أن يتم التَّدْريب عن طريق تدريس منهج للتربية المكتبية بشكل جماعي في المدارس (ث) تنمية عادة القِرَاءَة وذلك عبر تشجيع المَكْتَبَة للقراءة لتجميع المَعْلُومَات والمتعة واستثمار أوقات الفراغ لا للدَّرس فقط (ج) الأنشطة: [قص القِصَّة، الدّمى، معارض الرَّسْم، مناقشة كتاب ما، ندوات، استضافة أحد الكتاب أو الشِّعْراء أو المفكرين أو التَرْبَوِيّيين]. أما (الخدمات الخارجية): إمداد المستشفيات ودور الأيتام والأندية والقرى البعيدة بالخدمات المكتبية مساهمة في نشر الأَدَب والثَّقَافَة والمعرفة. (ثانيًا): مكتبة المَدْرَسة: هي مكتبة تقام في المَدْرَسة وتحوي كتبًا مصنفةً متنوعةً، وتلعب دورًا مهمًا في التَّقديم التَّرْبَوِيّ والتَّطوير الثَّقافي بكل أنواعه وأشكاله. وهي تساهم في الارْتقاء بمستوى الطّلاّب الفكري واللُّغَوِيّ معًا. وتعد هذه المَكْتَبَة -وخاصة في المَرْحَلَة الابتدائية- عنصرًا مهمًّا من عناصر التَّنظيم المدرسي. وهي تعمل على تقديم الخدمات المكتبية وغيرها من مجالات النَّشاط الَّتي يتطلبها البرنامج التَّعْليمي الحديث وأهم أهدافِها: (أ) توفير الكُتُب الَّتي تتَّفق ومطالبَ المنهجِ الدّراسي واحتياجات التّلاميذ وتنظيمها لتستعمل اسْتِعْمالًا فعّالًا (ب) إرشاد التّلاميذ إلى اخْتِيار الكُتُب والمواد التَّعْليمية الأُخْرى المطلوبة لتحقيق الأهدافِ الفرديةِ وأهداف المنهج أيضًا (ت) تعليم التّلاميذ اسْتِخْدام الكُتُب كمصادر للمعُلُومات (ث) إعطاء الفرصة لمناقشة الكُتُب الَّتي قرأها التّلميذ (ج) تكوين الخبرات القرائية (ح) التَّعَاوُن (تعاون المَكْتَبَة) مع هيئة الإدارة والتدريس (خ) تلقين العادات الاجْتِماعِيّة السَّليمة، كضبط النَّفس والاعتماد على الذَّات، والتَّعَاوُن واحْتِرَام حقوق وملكية الغير (د) اكتساب الخبرة الجَمَالِيّة وتقدير الفُنُون وحسن تذوقها والاستمتاع بها. أما (مكتبة الصَّفِّ): مكتبةٌ تُقام في الصَّفِّ، وتحوي كتبًا مصنفةً بما فيها المَعَاجِم الَّتي يستخدمها الطّالبُ، وتشجعُه على زيارة مكتبةِ المَدْرَسة.