تقوى يوسف
تقوى يوسف

د

أن تكون دائمًا على صواب

إن ضعف الذكاء وفساد الإرادة ينتج أشخاصًا لا يتصارعون من أجل الحقيقة إنما يتصارعون لدعاواهم، أو لأجل الدين والبلد.

إن من الناس من لا ينصر إلا الحق، ومنهم من لا ينصر إلا ما اعتقده دون دليل، وهناك صنف لا يبالي فيما صرف كلامه..

لا يهم إن كنت على حق أو على باطل، هذا الكتاب سيعلمك كيف يمكن أن تكون دائما على صواب.

تساعدنا معرفة فن الجدل المرائي أو فن المغالطات ومبادئه وآلياته في التمكن من صدها والرد عليها.

بعض الحيل

ورد في الكتاب العديد من حيل المجادلة نذكر منها:

١- إغضاب الخصم
بإغضابه يصير غير قادر على إصدار حكم صحيح وإدراك مصلحته، إغضابه بأن نكون جائرين في حقه، مستفزين له بكل وقاحة.

٢- مقاطعة وتغيير المجادلة
إذا لاحظت أن الخصم قد حاز حجة ستسمح له بهزيمتنا، وجب علينا منعه من الوصول إلى منتهى مبرهنته، بأن نقطع في الحال المجادلة ونغير مجراها، محولين المجادلة لقضايا أخرى.

٣- الجمع المهين
نستطيع بسرعة إقصاء أو على الأقل التشكيك في إثبات الخصم المتعارض مع إثباتنا بأن ندرجه ضمن فئة مقيتة، مهما كان قليلًا ارتباطه بها، بالمشابهة أو حتى الغموض: إنها مثالية، إنها حلولية، إنها إلحاد، إنها صوفية إنها براونية..

٤- نظريًا نعم عمليًا لا
بفضل هذه المغالطة نسلم بالأسس، رافضين النتائج، وحيث أن ما هو صحيح نظريًا يجب أن يكون كذلك صحيحًا عمليًا، فإذا لم يكن كذلك فلأن هناك خطأ في النظرية، أو لأننا أغفلنا شيئًا ما، أو لم ندخل شيئًا ما في الحسبان، بالتالي هو خاطئ كذلك نظريًا

٥- إقناع الجمهور وليس الخصم
تستخدم هذه الحيلة خاصة عند مناقشة علماء أمام مستمعين غير متعلمين، ولا تجد حجة ضد الموضوع أو الشخص، أي اعتراض غير صحيح لا يعلم عدم صحته إلا المتخصص، وهذا المتخصص هو الخصم، وليس المستمعين، في نظرهم الخصم هو الذي انهزم، خاصة متى جعل الاعتراض إثباته مثيرًا للسخرية، إن المستمعين مستعدون دومًا للضحك، وبالتالي بالنسبة لنا الضاحكون في صفنا، ولإثبات بطلان الاعتراض يلزم الخصم أن يقوم ببرهنة طويلة وأن يعود إلى المبادئ العلمية أو إلى وقائع أخرى، وسيشق عليه أن يُفهم من قبل الجمهور

هناك مزيد من الحيل كذلك مثل:
١- الحجة على الشخص
٢- لست أفهم شيئًا مما تقول
٣- استعمال حجج غير معقولة
٤- المقاومة في المبالغة في التدقيق

هل تشعر بالاستفزاز؟ هل تتذكر نقاشات تم استخدام إحدى هذه الحيل فيها لخداعك أو استفزازك، أو حين ظهر أحدهم بأنه على حق على الرغم من ضحالة معرفته؟

لكن..!

لكن هل علينا تعلم هذا ؟ هل على المرء أن يكون دائمًا على صواب؟

إن هذه الحيل ليست إلا أداة بإمكان أحدهم استعمالها لنصرة الباطل، وبإمكان آخر أن يجعلها حجة لجعل الحق منطقيًا، أو لإيقاف الباطل وصاحب الحيل عند حده.

إنها سلاح لا مناص من حمله، لكن بإمكانك توجيهه إلى حيث تشاء!