سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

بداية ونهاية!

لكل شيء نهاية كما كان له بداية. كل شيء مهما طال بنا الزمن أو قصر كل شيء ينتهي كما بدأ.

بغض النظر عن كون النهاية مرضية أم لا المهم أنها آتية لا محاله، وكما قال السابقون “دوام الحال من المحال”

طول الوقت نبدأ خطط ومشاريع ونضع لها ألف تصور وتصور في خيالاتنا ونعمل على تحقيقها بالشكل الذي حلمنا به، بدأ من الدراسة التي تمهد لنا الطريق لما نحن على وشك القيام به مروراً بكل شيء في حيواتنا. أين سنقضي العطلة السنوية أو عطلة الصيف؟ متى سينتهي المشروع الذي بدأته ومتى أبدأ بغيره؟ هل كل هذا كاف لأستمر بالعمل في نفس المكان، أم حان الوقت لأفكر في الإنتقال لمكان غيره؟ كيف سيتصرف شريكي تحديداً بخصوص شيء ما؟ هل سنستمر في تلك العلاقة بعد ما حدث آخر مرة؟

طوال الوقت نسير في كل الإتجاهات ثم نقف قليلاً لنرى خاتمة ما بدأناه. قد تظهر لنا بعض النتائج على المدى القصير والبعض الآخر على المدى البعيد، وهناك ما لن نراه في حياتنا أو عصرنا هذا.

وأسباب بحثنا عن الخاتمة كثيرة ومختلفة. بعضنا يبحث عن سبب لفشله في علاقة سابقة حتى لا يعود لتكراره، أو فشله في تحقيق تقدم في عمله بالرغم من إجتهاده وتفانيه. وأحياناً يبحث بعضنا عن مبرر يكون خارج عن إرادتنا أدى لحدوث ما حدث يجعلنا نشعر بالرضى عن الذات للتخلص من تأنيب الضمير الملازم لنا بعد خسارتنا لشيء ما. وهناك الفضول الذي يجعلنا نبحث عن خاتمة لنعرف نهاية القصة التي بدأنها فحسب ولا شيء غير الفضول.

مع الوقت والتجارب والمواقف التي ستحياها أو حتى تسمعها ستكتشف أنك لن تحصل على خاتمة في كل مرة، وربما ستجد الأمر أكثر ندرة أكثر مما توقعت. لن تعرف دائماً ما تطمح لمعرفته بالتفاصيل التي تبحث عنها لتشعر بالرضى أو لتفهم ما حدث على الأقل. مع الوقت ستكتشف أن الحياة لا تعمل بهذه الطريقة؛ فلن تخبرك لماذا خسرت هذه الوظيفة بالرغم من مجهودك بها، أو لماذا تركك الشريك بدون تفسير أو تقدير لما مررتم به سوياً. لن تفهم مبررات  كل شخص أو أسباب كل شيء لتحصل على الخاتمة التي تعتقد أنك تستحقها.

مع الوقت ستجد أن الوقت لا يتسع لإضاعته بهذا الشكل في الركض وراء خاتمة لكل شيء، لأنه حتى مع وجود الخاتمة فالأمور لن تكون مريحة أو مرضية بالشكل الذي تتصوره؛ ففهمك قد يخفف من خسارتك وقد يسبب المزيد من الألم والأسى _على حسب تقبلك لما ستسمع وترى _الذي قطعاً نبحث عن تجنبه والتخلص منه في أسرع وقت للمضي قدماً في حياتنا والبدء من جديد، للحصول على الخاتمة الكبيرة التي تستحقها بدون أن تخسر أكثر مما خسرت في المقام الأول.