أحمد عبدالوهَّاب
أحمد عبدالوهَّاب

د

تجربتي مع مواقع التواصل الاجتماعي| في عالمِ الأرقام ضعنا!

ملحوظة: هذه أول تدويناتي في مجتمع أراجيك. ترددت كثيرًا حول تخصص كتاباتي هنا، هل أكتب عن السينما والأدب كما أفعل في مدونتي Bookmovels أم أكتب عن تجارب الحياة ومواضيع متنوعة كالطب واللغة العربية كما أفعل في منصة كورا أم أجعلها خليطًا كما في رقيم!

وبمرور وقتٍ ليس بالقليل، قررت أن أعتمد هنا أي مقالات تحت عنوان “تجربتي”..  حيث سأحاول- قدر الإمكان- نقل تجاربي مع منتج/مسابقة/ موقع/عمل/ رياضة/ دراسة/كاتب/مخرج/سفر.. الخ.

لنترك هذه المقدمة لمن يهمه الأمر، ودعنا ندخل في صلب الموضوع.


البداية

نعم، أعترف أنني أكره مواقع التواصل الاجتماعي. وأكره أيضًا كل ما له علاقة بالهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية. ولكن بشكلٍ ما، فأنا ما زلت أحب مواقع التواصل وأحب الهواتف النقالة وأتابع ما استحدث في عالم الأجهزة الإلكترونية!

متناقض؟ للأسف. ولكن هذه المشاعر المختلطة تنتابني دومًا في كل مرة أستخدم فيها هاتفي وحاسوبي. تبدو الحياة مملة جدًا من دونهما، وتبدو أيضًا سخيفة معهما. لذا، دعني أرجع للخلفِ قليلًا، وأحكي لكَ بدايتي مع هذا العالم الافتراضي.

إدمان مُبرر

كأي بداية نفرح بها، نتعطش للمزيد منها، ونغامر للوصول إلى نهايتها. أحببتُ الفيسبوك وإنستغرام وسناب شات.. الخ. تواصلت مع أصدقائي، استخدمت الرموز التعبيرية، وبكل تأكيدٍ ضحكت “لول- LOL” كثيرًا!

لكن بعد مرور فترة زمنية ليست بالطويلة، وجدت الآتي:

  • دخولي في جدالات لا طائل منها.
  • تغير مزاجي بصورة سريعة.
  • تشتتي وعدم قدرتي على التركيز في العمل أو الدراسة.
  • وجود رغبة قوية بحقٍ في تصفح حسابي كل ثانية تقريبًا.
  • تعرضي لإعلانات لا تهمني.
  • والكثير من الأخبار السلبية، والشائعات، والمناسبات في آنٍ واحد.
  • لكن أكثر ما أزعجني هو أنني شعرتُ بأنني استنفذت كل مشاعري!

هناك جملة رائعة من فيلم (Her(2013 تصف ما مررت به باحترافية:

Sometimes I think I have felt everything I’m ever gonna feel. And from here on out, I’m not gonna feel anything new. Just lesser versions of what I’ve already felt

أعتقد أحيانًا بأنني شعرتُ بكل شيءٍ يمكنني الشعور به. ومن الآن فصاعدًا، لن أشعر بأي شيءٍ جديد، بل مجرد نسخ أقل مما شعرت به سابقًا.

الرغبة في التوقف

بعد كل هذه المؤثرات غير المحمودة التي ذكرتها في الأعلى، كان خيار التوقف لبعض الوقت حلًا مثاليًا. وهأنذا، أتوقف عن استخدام جميع مواقع التواصل الاجتماعي. في هذه المرحلة، وجدتني أكثر صفاءً وتركيزًا. في المقابل، كانت حياتي مملة جدًا وبعيدة تمامًا عن “الترندات”. ضف على ذلك أنني أهملت بحقٍ أخبار أصدقائي وعائلتي الذين اعتبروا مواقع التواصل منصة لنشر إنجازاتهم ومسيراتهم الحياتية.

فصار من الطبيعي أن يتخرج فلان، وتسافر فلانة، ويتزوج هذا… دون أن أعرف أي شيءٍ عنهم. وإنه لمن الغريب، أن يبعدني توقفي عن استخدام مواقع التواصل عن الواقع!

إذًا لا حل غير الموازنة.. كأن استخدام مواقع التواصل في حياتي صار أمرًا غير قابل للنقاش!

السعي إلى الموازنة

تعني الموازنة بالنسبة لي: أن أستخدم مواقع التواصل فقط إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ولكن هل نجح الأمر؟ إذا كنت تريد الصدق، فالإجابة نعم ولا. ينجح الأمر ربما ليوم أو أسبوع، ولا ألبث أن أعود إلى ما كنت عليه مضيعًا الكثير من الوقت في أشياء لا تعنيني.

لكن الجيد في هذه المعركة المستمرة أنني صرت أكثر نضجًا بالمواد التي أستقبلها، وبالسلوكيات التي أمارسها ويمارسها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ضِف على ذلك، أنني لاحظت أن استخدامي لها يقل تمامًا حينما أنشغل بفعل أمرٍ أحبه.  لذا، أعتقد أنه لا طريق للموازنة دون انشغال.

مَه! أراني عدت إلى نقطة الصفر: متأرجح بين حبي وكرهي لمواقع التواصل الاجتماعي، فما العمل؟

شاركني تجربتك في التعليقات، وإذا أردت معرفة المزيد عن تجربتي والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها الكثيرون على مواقع التواصل، عليك قراءة المقال التالي:

إدمان السوشال ميديا: كيف جعلتني مواقع التواصل أقل تواصلًا؟