داليا أحمد
داليا أحمد

د

هناك خير في الناس!

قرأت جملة تقول “كن السبب في جعل أحدهم يقتنع أن هناك خيراً في الناس”
حازت هذه الجملة على إعجابي بشكل كبير، لكنها في نفس الوقت أستوقفتني لأتدبر فيها لبضع لحظات .. قديما كان الخير يملأ قلوب الناس، المنازل مفتوحة للجيران وكل شخص له من الأصدقاء العشرات، يشاركهم في الذكريات والحاضر ويعيشون معا المستقبل.. كل يشعر بالأمان وكل يملك في قلبه حب يكفي من حوله ويفيض.. بالطبع كان هناك شر أيضا فلا مفر منه في أي زمان أو مكان لكن نسبته كانت أقل بكثير عن يومنا هذا..

بعيدون بعد قطبي الأرض

قديما.. ورغم صعوبة التواصل الدائم لعدم وجود الهواتف المحمولة أو الإنترنت أو وسائل التواصل الإجتماعي إلا أن الناس كانو ذي ود موصول وقريبين من بعضهم البعض، على عكس حاضرنا الآن.. نستطيع التواصل فيما بيننا وكل المسافة هي ضغطة زر لكننا بعيدون بعد قطبي الأرض عن بعضهما.

هل انعدم الخير أم اندثر؟

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل إن وسائل التواصل الإجتماعي لا توصل الود بين الناس بل تنشر مشكلاتهم ، فمنها ما أختلق مشكلات مستحدثة لم تكن موجودة قديما ومنها ما سلط الضوء على مشكلات كانت موجودة وترى ضئيلة، لذى يجدر بنا أن نتوقف هنا لنطرح سؤلاً: “هل انعدم الخير بيننا أم أنه اندثر تحت المشكلات المستحدثة والمتضخمة ، ينتظر من ينقذه ويزيل عنه تلك الأثقال ليراه الناس؟”
إن سألتني عن رأي الشخصي سأقول لك بكل تأكيد الخير مازال موجوداً لكنه مندثر ومنهك فاقد لحيويته؛ فهو بتغذى بالأعمال التي يقوم بها الناس من خلاله وكلما استخدمته كلما زدته شبابا وقوة.

الخير فطرة إنسانية

الخير ليس شيئا مكتسبا بل هو فطرة موجودة بالفعل في الطبيعة الإنسانية؛ والدليل على ذلك هو الأطفال الصغار وأفعالهم البريئة اللطيفة المملوءة بالخير وحسن النية.. بهم حنان وخير لا ينتظرون مقابلا له .. لكنهم عندما يكبرون يتفاجئون أن مجتمعاتهم تسمي ذلك الخير قلة خبرة أو بلاهة مثلا!! كم يكون قاسيا أن تشعر أنك أبله لمجرد طيب قلبك وقيامك بالافعال بدون نظير لها!

الشر ذي صوت أعلى

بالطبع أتفق أن الشر والسوء دائما ذي صوت أعلى من الخير والحسن ويكونان أيضا أشد انتشارا بين الناس لكن لم؟ لأن الناس هم من يدعمون نشر تلك الأشياء ! عندما يرون خبرا مثلا عن قتل أو جريمة يبدؤن في نشره فورا يمينا ويسارا، لكن إن رأوا خبرا خيرا لطيفا يكتفون بالابتسام فقط والمرور متخطينه ليجدوا شيء شريرا آخر يحدثون الناس عنه!

الخير أبسط مما تظن

الخير فينا وفي قلوبنا منذ أن دخلنا هذه الدنيا حتى يأتي أوان خروجنا منها.. فما الضرر الذي سيلحق بنا إن نشرناه؟
لنبدأ أنا وأنت بأنفسنا من اليوم لنجرب أن نبتسم في وجه كل من يرانا.. شيء بسيط جدا وصغير لكنه مؤثر أعرف أن في البداية سيتعجب الكثيرون ومنهم من سيظنون أننا فقدنا عقولنا ! لكن بالتكرار سيصبح الاتبسام عدوى جميلة بيننا، سينتشر بدون تكلف وبأقل جهد مبذول.. بعد الابتسام لنجرب مثلا شراء هدية بلا مناسبة، لا داعي أن تكون هدية باهظة الثمن تستدين دينا من أجل شرائها! يكفي أن تكون نابعة بالحب من قلبك تجاه الشخص الذي تقدمها له..

حتى و إن كانت قطعة شوكولاتة، أو ورقة كتبت فيها جملة من تفكيرك بخط يدك، أو كتاب تريد منه أن يشاركك في قرائته ليس من الضروري أن يكون ورقيا رغم جمال الكتب الورقية إلا أن النسخة الإلكترونية ستفي بالغرض..

لم لا نستخدم هواتفنا ووسائل التواصل الإجتماعي في الهدف التي صنعت من أجله؛ في التواصل فيما بيننا ونشر الخير وإعادته لقلوب الناس.. إعادته للمكان الذي يستحقة.
لم ينعدم الخير فهو موجود دائما وأبدا.. صدقه وآمن به وأتجه تنحوه وهذا يكفي.

“هل انعدم الخير أم اندثر؟”

أنتظر إجاباتكم على التسؤال الذي طرح خلال سطور المقال من خلال الرابط التالي:/ https://www.arageek.community/%d9%87%d9%84-%d8%a5%d9%86%d8%b9%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b3-%d8%a3%d9%85-%d8%a3%d9%86%d9%87-%d8%a5%d9%86%d8%af%d8%ab%d8%b1-%d8%aa%d8%ad