فايزة العجلان
فايزة العجلان

د

الطريق نحو زواج فاشل


لاتستغرب من العنوان ، ماقرأته صحيح ، والعنوان الصحيح لهذه المقاله ، دون أن نخدعك بالمقدمات هذه حقيقة بعض العلاقات التي ماهي سوا تمهيد للتالي :

الطريق نحو زواج فاشل

الزواج السعيد يهب المرء أجنحة يحلق بها في السماء. أما الزواج التعيس، فليس فيه إلا قيود و سلاسل.

بيتشر

بينما هو جالس يتابع المباراة ، رن جرس الهاتف ، ضغط زر الإيقاف للقناة التي يتابعها بواسطة الريموت كنترول ، رد على الاتصال ، أغلق السماعة ، بكى كثيرا محاولا أن لايسمع صوته أحد ،وبعد دقائق طرق باب الغرفه ،دخلت أبنته الغرفه ، ولاحظت دموعه التي كان يخبئها جيدآ ، بالتظاهر، بأن عيناه متألمه جدآ .
بعد أن خلع نظارته الطبيه ، متظاهر بمسحها ،
لاحظت أبنته دمعته المخبئه في عينيه ، وتظاهرت بأنها لم تراها أو تلمحها بعد، وقامت بوضع القهوة والشاي أمامه ، وقبل أن ترحل سألته : هل تريد مني شيئ أخر .

وكأنه كان ينتظر سؤالها منذ وقت طويل ، جاوبها بقلق أختك أتصلت .

شاءت الأقدار أن تسكن ابنتهم المتزوجه في مدينة أخرى غير مدينة والديها ، لهذا كل اتصال منها يربك والديها ، ويشعرهم بالقلق حولها .
مره تشتكي زوجها ، ومرة اخرى تريد أن ينفصل عنها ، ومرات تخبر عائلتها بأنها تخشى أن يحدث أي شيء لهم ، مثل الموت مثلآ، وهي بعيده عنهم.

لهذا كان كل اتصال تجريه لوالدها ، أو أمها موت من نوع أخر يعيشانه في كلماتها.
بعد مرور أيام ، تصالحت مع زوجها .
لكن مازال جرح أخر ينعش ذاكرة والديها ، ذكرى إساءة زوج ابنتهم لابنتهم المتكررة ، ذكرى تعنيفها من زوجها وكلماته القاسية لها

تنسى ابنتهم الإساءة ، ووالديها يتذكرانها بأستمرار ، تنفصل عن زوجها ، ووالديها يتألمان أكثر ، ليس بسبب انفصالها عنه ، لكن بسبب خوفهم المستمر عليها بسبب حزنها عليه ،وكأن سعادتها هي همهم الوحيد .

من يتأذى أكثر :

الطلاق لايؤذي الزوجة والزوج فقط، بل يمتد أثره ليؤذي كل ما يحبونه، من أبنائهم، عائلاتهم كل ما يشعرهم بالسعادة.

الأضرار الثانويه لقرار الأنفصال :
انفصلت ابنتهم بعد تعب السنين ، ولكن أكثر من جرح والديها ،تعاستها مع زوجها ، وأكثر ما جرحهم انفصالها أيضآ .

الحياة تستمر والعمر يمضي، تتقاطع دروب عائلتها مع طليقها ، بالرغم من كونهم أقارب من نفس العائلة ، إلا أن الحياة تتخذ منحنى آخر بعد انفصالهم عن بعض ، العم يقاطع أخيه بسبب زواج لم يكتب له النجاح، تقاطع الأخت أختها بسبب رفض ابنتهم زواجها من ولدها وبالمختصر تصبح المشكلة الرئيسية للعائلة ليس ما قبل الطلاق بل ماحدث بعد الطلاق .

ماسبق كان محاولة بسيطة مني لتوضيح حال الأسر بعد أن تفشل علاقات زواج أبنائهم قد تكون قصة واحدة من ملايين القصص التي تحدث بالمجتمع ، ولا تقال لأنها خصوصيات (عائلية)
جزء من فيض من أمور لايناقشها المجتمع، بسبب أنها عادية ولا تشكل حدثا مهما بالمجتمع ، ولا تخلق فرقا بالعلاقات.
لكن الواقع يقول دائما غير ذلك ،الألم يبنى بسبب تلك العلاقات في الأسر والفجوة تكبر بين العائلات والخناق يضغط بكلتا يديه حولهم ، معاناتهم لاتقل بل تكبر لان كل شيئ يبقى بالداخل وما يبقى بالداخل لايخرج للمجتمع .

الاناء يفيض بما يمتلئ و القصص تصدم من عايشها، والنجاة أحتمال، بالغ الصغر، من العواقب.
والضحايا أسر ،غير الاب والام ،هناك الأطفال، وغير الاخوه والاخوات، ممن يتشكل مفهوم الزواج والحياة الزوجية لديهم، بمفهوم خاطئ مبالغ فيه.

فالزواج قد يسبب للبعض خوفا من المستقبل، والبعض الأخر قد يربط نتيجة الزواج الفاشل ،برفض قرارات زواج قادمة، خوفا من الارتباط والفشل في العلاقة .

ببساطة الطلاق الفعلي يبدأ دائما قبل الطلاق لكن يصبح روتين الطلاق حياة بالنسبة للبعض
يسميه البعض حياة زوجية، زوج وزوجه ومنزل واطفال لكن لا توجد حياة بالمنزل
الزوج في قسم خاص من المنزل يخصه وحده وزوجته كذلك
الخلافات الزوجية مستمرة وسوء الفهم يستمر حتى يقرر أحدهم مغادرة المنزل
الزوجة بمنزل والديها من شهور، وزوجها في الاستراحة بشكل دائم، لا يعود للمنزل إلا لتغيير ملابسه.
للاسف البعض يسمي هذا الوضع زواج، لكن الزواج ليس كذلك.

الطريق نحو زواج فاشل :

1_ يبدأ بالكتمان ، أخفاء ما نود قوله للطرف الأخر والاحتفاظ به بالداخل
2_ بالتنحي عن بعض المسؤوليات بتركها ، ليقوم بها أحدهم فقط
3_ بالتهرب من المواجهة ، باتخاذ وضعية اللامبالاة

4_ بعدم القيام بمجهود لإنجاح العلاقة .

جميع تلك الأسباب ، مسببات تدعوك للنظر حول حقيقة علاقتك بمن حولك وهل زواجك في خطر أو هو على الحافه لو تفكرنا كثيرا حول مفهوم الزواج .

وفي الختام يجب أن نتذكر هذه المقولة دائمآ :

ترتقي الشعوب و تنخفض بحسب درجة تقديرها للعلاقة الزوجية.
روبرتسون

لهذا راقب حياتك جيدآ هل زواجك على مايرام أم يتجهه مباشرة الى منحنى خطر

اما أذا كان كما ذكرت بالعنوان، فعزيزي القارئ لاتيأس فالوقت أمامك لتصحيح ذالك الوضع قبل فوات الاوان