صفاء أخرس
صفاء أخرس

د

لماذا لا يمكن أن نحيا دون طموح!

في مرحلة من مراحل الحياة يكتشف الإنسان طموحاته التي يتطلع لتحقيقها، يدرك أحلامه في الواقع وليس في المنام، قد يتهيئ لعقله أن طموحه وحلمه مجرد تخيلات تجعله سعيدا لبضع لحظات من الزمن، ولكن الطموح إنما هو الصورة البعيدة لقدرة الإنسان، وإصراره على أن يصل بطريقة أو بأخرى إلى ما يريده.

على الرغم من أننا في النهاية نحصل على ما نستحقه، ليس على ما نريده تحديدا، وذلك أن العقل لا يمكنه الإلمام بكل مجريات الحاضر، بكل ما سوف يجري في المستقبل، وحتى بكل ما جرى في الماضي، وأن خيال الإنسان الطموح خيال خصب قادر على التعامل مع جميع أحلامه دون أن يدرك أن بإمكانه تحقيقها.

وقد قال عبد الرحمن أبو ذكري في ذلك:

إن الزعم بأن طموحات الإنسان وأحلامه، هي أكبر من قدراته، إنما هو وهم، فالطموح غالبا ما يكون أعظم من جرأة صاحبه وأكبر من إرادة الفعل لديه

لا يتجزأ الطموح، ولا يتفرع، ولا يتوسع، ولا ينتهي، إنما هو كيان واحد يعيش في عقولنا، فعبارة” سقف الطموح” مثلا تعتبر خاطئة من حيث المبدأ، فالطموح ما هو إلا أمنيات تجول في خاطرنا حتى نبدأ العمل على تحقيقها فعلا، وعندما نبدأ بفعل صغير واحد، ونحمل ذاتنا على الالتزام والإصرار فإننا حتما سنحقق ما نطمح إليه، وفي كل مرحلة من المراحل سينمو هذا الطموح ويتطور.

لكل فرد طموحاته الخاصة والخاصة جدا، وعلى اختلاف البيئة والمكان والواقع والمجتمع وكل ما يتعلق بالذات الفردية، يختلف طموح الأفراد، وحيث أننا كبشر نتطلع ونسعى بشكل دائم أن نعيش بشكل أفضل، فالطموح هو أهم جزأ في جعل الحياة أفضل، بناء على اعتباراتنا الشخصية والاجتماعية وغيرها من الاعتبارات التي تهمنا وتعني لنا.

ليس للطموح مسار واحد، بل هي عدة مسارات تؤدي إلى ذات النقطة، النقطة التي نريد أن نصل إليها، وحيث لا يمكننا الوصول ونحن واقفين في بداية المسار وإنما يجب أن نمشي ونثابر حتى نصل.

أنا شخصيا لا أعلم متى أدركت فكرة الطموح، متى أدركت أن الطموح ليس مجرد حلم فقط، وإنما هو الرغبة في تحقيق هذا الحلم، والسعي وراء هذا الحلم، ولا يمكنني أن أعتبر أي حلم أو أمنية هي طموح فالأحلام كثيرة وكبيرة ولربما تكون ممكنة ولكنها بعيدة، وأنا أتبنى ما هو أقرب للتحقيق الواقعي وما أعلم أن باستطاعتي أن أصل إليه عندما أسير في مسار واضح ومحدد على الأقل في بدايته بالنسبة لي.

في النهاية جميعنا نمر بظروف مريرة تجعلنا نتخلى ونبتعد عن طموحنا، وربما تجعلنا نتوقف في منتصف الطريق ونبقى عالقين، ولكن لا تقتل طموحك، أو على الأقل لا تساهم في قتل طموحك.
وقد قال أبي في الطموح: الطموح جزء من الأمل، وقالت أمي: بدون الطموح بتكون الحياة ناشفة.