حنين حاتم
حنين حاتم

د

درسٌ مُستفاد: لا شيء مضمون

مضى عام عشرين عشرين بكل ما حدث فيه من أحداث..

لقد كان عامًا عصيباً على العالم كله، وهذا شيء لم يحدث منذ عقود، لم يشهد العالم عاماً مليئاً بالوباء والحرائق والإنفجارات والعديد العديد من الأشياء السيئة والمخيفة…
ولكن لطف الله دائماً أكبر..

كان هناك أحداث مضيئة بالتأكيد على المستويات الشخصية وعلى المستوى العالمي أيضًا ونسيناها لأن طبيعة الإنسان تذكره فقط بالأشياء الكبيرة، والتى لم تكن جيدة للأسف.
ولكن الأكيد أن عشرين عشرين عاماً تعلمنا فيه دروساً عدة، أهمها على الإطلاق أن لا شيء مضمون، سواءً سراء أو ضراء.

العديد من الناس تضررت، والعديد من الناس إستفادت، أناس فقدوا مصدر رزقهم، وآخرون أصبح رزقهم أوسع مما تخيلوا…
لم يكن لأحد أن يتخيل أن يصبح التعليم تعليمًا عن بعد، وأن تكون التكنولوجيا شيئًا إيجابياً للطلبة – على الأقل في عالمنا العربي الذي لا يعلم أغلبه عن الإنترنت إلا مواقع التواصل ومواقع الأفلام-.

لم يتخيل أحد أن تصبح الشوارع فارغة، وأن تسمع الأصوات تنادي بعضها من النوافذ.

أن يغيب المصلون عن المساجد والكنائس..

أن تفتقد الكعبة زائريها..

لم يكن لأحد أن يفكر أن تصبح الأعمال أغلبها يُدار على زووم وغيرها من برامج الإجتماعات الإفتراضية.

لمة العائلة المقدسة إفتقدناها، ولكن لمة الأسرة التى أفتقدتها أغلب البيوت عادت، وشعر بدفئها الأطفال، هؤلاء الذين ظلمتهم ظروف حياة أبويهم بالعمل وضغوطات الحياة بأنواعها العديدة.

لعل أكبر درس نتعلمه هو أن لاشيء في هذه الحياة مضمون، لا الإيجابيات، ولا السلبيات، كل شيء سيمر، كل شيء قد يتبدل في لحظة.

وهذا شيء جميل ومرعب فى نفس الوقت، لذا دعوتنا الأساسية يجب أن تكون يارب بدل حالنا دائماً وأبدًا لأحسن الأحوال.

لذا مع دخولنا عام جديد علينا أن نغير نظرتنا لكل شيء، -هذا إن لم تكن قد تغيرت بالفعل- وننظر للأمور بصورة أكبر وأوضح.

أن نحاول العيش فى الآن واللحظة، أن نستمتع بكل شئ نفعلها، ونستشعر نعمة – اليوم العادي – ولا نتذمر على أي شيء.

أن نملأ أيامنا إمتنان وحمد لله على كل شئ وأي شيء مهما كان صغيرًا بسيطاً.

أن نتعلم أن نعبر أكثر عن أنفسنا، عن حبنا لأحبابنا.