أحمد فلوس
أحمد فلوس

د

درسٌ مُستفاد: مهن المستقبل «2030»

عنونت المقال بمهن المستقبل وليس وظائف المستقبل، لأن مفهوم الوظيفة قد يسحبنا للفهم التقليدي للتوظيف، على كل حال، مع بداية أزمة (كورونا) فقد الكثير من (الموظفين) حول العالم مهنهم لعدة أسباب، قد يكون يكون من أهمها العامل الإقتصادي، لكن هناك أسباب أخرى قد تزيد من أسباب فقد المهنة (الوظيفة) وقد تعيق فرص (التوظيف) فتحديات سوق العمل تغيرت، ومفهوم البحث عن مهنة وتنافس الخريجين على لم يعد بنفس النمط السابق هناك نقاط على الجيل القادم أن يعيها ويدركها، (برأيي) أن أهم ما يمكن أن يركز عليه الشباب في المرحلة المقبلة على سبيل المثال لا الحصر هي النقاط التالية:

أولًا:

تطوير المهارات الشخصية، أو ما يطلق عليه مهارات المستقبل أو المهارات الناعمة (Soft Skills) كمهارات التحدث والإلقاء ومهارات الاستماع والإنصات ومهارات الإقناع وحل المشكلات ومهارات التواصل وتعزيز الثقة بالنفس.

وهذه النقطة ذكرتها أولًا لأهميتها القصوى، لكن لماذا؟

الجواب باختصار مع التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات وثورة الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات وتحليل البيانات الضخمة وصعود الروبوتات لتحل محل الكثير من الأنشطة التي يقوم بها البشر في مهنهم وأصبح من الضرورة وجود شخص متميز يمتلك مهارات فريدة في الذكاء العاطفي والمهارات الشخصية والقيادية تميزه في ظل هذه الظروف والتحديات.

ثانيًا:

الشهادة الجامعية مهمة لكن تفقد قيمتها مع الوقت، ما يبقى هو التركيز على مهارة دقيقة ومسار مهني تراكمي واضح حتى تتمكن من التدرج المهني به والإلمام بمهاراته، فنظام السبع صنايع و(بتاع كله) ونظام (الموظف) التقليدي ذو القدرات الخارقة (بتاع كله) لم يعد يجدي كما كان سابقًا وشروط (التوظيف) تغيرت تمامًا، كذلك مع وجود جهات اعتماد دولية وشهادات مهنية احترافية تساعدك في تعزيز مهاراتك وقدراتك وتكسبك ثقة.

ثالثًا:

العمل الحر والعمل عن بعد، فكل المؤشرات تتجه  إلى أن المستقبل مفتوح على مصراعيه لهذين النموذجين من العمل، فمفهوم الـ(Freelancer) وعقود (التوظيف) المرتبطة بالوقت والتكلفة (Time and Material Contract) اختصرت الكثير من الخطوات، ببساطة أصبح مفهوم العمل هو (أنجز وخذ مقابل) أينما كنت وبالوقت والتكلفة المتفق عليها، أيضًا مع ظهور منصات العمل الحر العالمية (الإلكترونية) ستخلق تنافس دولي مختلف تمامًا غير معهود وبشروطه ومتطلبات مختلفة عن أسواقنا المحلية، وهذا يعود بنا للنقطة السابقة، المهارات الدقيقة والمسارات المهنية (حرفة).

رابعًا:

التطور الدائم، فالتوقف عن الاطلاع والتدرب يعني أنك جامد في وسط عالم متطور بشكل سريع جدًا، لكن السؤال: كيف؟

الإجابة هنا (صعبة) لكن ليست مستحيلة، لو عدنا لما قبل قبل ظهور الانترنت وتصورنا كيف كان البحث عن المعلومة مجهد جدًا والحصول عليها يتطلب منا وقت وجهد، أما الآن مع ظهور منصات التدريب والتعلم الإلكترونية لم تعد المعلومة حكرًا على أحد، لكن بالمقابل أصبح التنقيب عنها تحدي، (برأيي) مع التجربة يمكن خلق مسار تدريبي خاص بك مستمرلا يتوقف.

خامسًا:

تأكد أن كل ما تكتبه على شبكة الانترنت سواء في حسابات الشبكات الاجتماعية  أو غيرها من المنصات يعكس هويتك وتوجهك وأراءك ويمكن الرجوع له في أي لحظة، بل أن بعض جهات (التوظيف) تطلب من المتقدمين للوظائف حسابات الشبكات الاجتماعية، بل من السهولة يمكن استخدام أدوات وأساليب البحث المتطورة للكشف عن هويتك وتقفي أثرك في الفضاء السيبراني.

 سادسًا:

أحط نفسك بالناجحين، وتأكد تمامًا كل من يقف بجانبك سؤثر عليك سواء بالسلب أو الإيجاب، وأنت من يقرر في الإختيار، طبعًا مفهوم الصحبة تبدل، فجوالك يحمل الكثير من المأثرين فيك، فاختر من يؤثر بالإيجاب.

سابعًا:

لا تترك فرصة للتطوع دون أن تقتنصها، ستجد أن بيئة التطوع مختلفة تمامًا وجو العمل التطوعي ثري جدًا، سيفتح لك الكثير من الأبواب وستكسبك الكثير من العلاقات المتميزة وستجد بيئة رائعة لتوسيع خبراتك، وقبل كل شيء الأجر والمثوبة.

أخيرًا: من الرائع أن يكون لعملك معنى وقيمة وأن تكون أنت المؤثر فيمن حولك وما أجمل الإخلاص ومراعاة الله والإجادة.