أحمد الخضر
أحمد الخضر

د

درسٌ مُستفاد: الصبر والقناعة والإيمان..

ها نحن نودع عام 2020 بقلوب متحرقة منتظرة، وننظر بعين الترقب وروح الأمل وكلنا إيمان أن يكون العام المقبل مليئاً بالخير وحاملاً أملاً جديدة للبشرية جمعاء.
كان هذا العام مليئاً بتجارب وتحديات جديدة لكل فرد منا على حد سواء، إلّا أن ما يميزه أنه جمع آلام وآمال شعوب الأرض كافة على قلب واحد. تمرّ أمامي صور متسارعة من الظروف الاسثنائية التي عشناها في هذه السنة، انتشار وباء عالمي، بلدان مغلقة، أعداد المرضى والوفيات المتزايدة، التباعد الاجتماعي..
وعلى الرغم من أنها ظروف قاهرة في ظاهرها، إلا أنها بلا شك علّمت كلّ فردٍ منّا دروس جديدة وكشفت لنا عن مقدرات كامنة في دواخلنا.
تعلمت خلال هذه السنة الكثير من الدروس التي ستبقى عناوين وحكم لحياتي المقبلة.
إليكم بعضاً مما تعلمته:

1- الامتنان لتفاصيل حياتنا البسيطة
كم مرة استقيظت متذمراً من حياتي الروتينية المملة.
حسناً، أدركت أن تفاصيل حياتي التي قد تبدو اعتيادية لا تستحق الذكر، هي بالفعل ما تصنع حياتي وتسبب لي بهجة وسعادة.

2- الصبر والمرونة
كثير من الخطط والأحلام والمخططات و الأعمال اليومية قد توقفت أو تأجلت لسبب مفاجئ وخارج عن السيطرة، فهل أستمر في الشكوى والتذمر العقيمين، لا.
أدركتُ أن كثيراً من الأمور في الحياة علينا تقبلها كما هي في الواقع، وأنه علي أنا أن أغير من خططي لتكون مرنة ومتوافقة مع الظروف حولي، ففي هذا تمرين للعقل للبحث عن جميع الحلول وعدم الاستكانة للشكوى وحسب.

3- لا تتوقف عن التعلم
علمتني تجارب هذا العام، أن أي شيء أتعلمه سيكون مفيداً لي في وقت ما. في كثير من الأحيان تكون المعارف والخبرات أثمن ما يمكن الاعتماد عليه.

4- الوقت كنزٌ ثمين
كان لدي وقت وفير هذا العام خلال فترة الحجر، صحيح أنه بمثابة استراحة من العمل والمسؤليات المتلاحقة، إلا أن وفرة الوقت هي كنز كان لا بد من استغلاله بكل السبل الممكنة.
فلجأت إلى القائمة الطويلة لدي من الكتب الكثيرة، فقرأتها، وتعلمت عدة مهارات جديدة من اللغات والمعارف الاختصاصية عبر دروات على الإنترنت.

5- العلاقات الإنسانية “كلنا واحد”
كم مرة اختلفت مع زملائي في العمل، وكم مرة تشاجرت مع الأشخاص من حولي على اعتبار أننا متنافسون، إلا أنني اكتشفت كم نحن بحاجة إلى علاقات إنسانية حقيقية بلا منازعات.استطعت في تلك الفترة أن أقدر كثيراً من العلاقات القيمة التي لم أكن أمنحها وقتاً وجهداً كافيين. استطاعت هذه السنة أن تؤلف بين قلوب الناس وتجمع مخاوفهم وآمالهم على أمر واحد، جعلت منا أناس رحماء نفكر في مصالح غيرنا. جعلت نجاتنا في تعاوننا وتكاتفنا وخوفنا على بعضنا.

6- الصحة هي الاسثمار الأول في الحياة
كثيراً ما كنت أهمل صحتي، وأتجاهل العادات الصحية، والغذاء الصحي بحجة أني مشغول لا وقت لدي للاهتمام بنفسي.
وكان من أهم الدروس القاسية التي يجب تعلمها أن الاهتمام بالصحة ليس جزءاً من الرفاهية، بل هو عنصر أساسي لبقائنا وفعاليتنا في الحياة.

كانت عام 2020 اسثنائياً بكل معاييره. وعلى الرغم من أن مشهد الموت والخوف كان مخيماً على العالم بأسره، إلا أنه من الناحية الأخرى كشف عن القوة الكامنة بداخل كل شخص فينا، وأظهر قوة الإنسانية في تكاتفها وتعاونها، وبيّن قيمة الوعي المجتمعي لمكافحة الحالات الطارئة.
أرجو من الله أن يحمل لنا العام المقبل بوادر الفرج للجائحة التي خيمت على العالم بأسره، ويعيد السلام والأمان للعالم كافة.