نوف النهدي
نوف النهدي

د

هل تحرص على نفسك مثلما تحرص على بطارية هاتفك؟

من منا يقلق و يتعكر مزاجه لحظة إغلاق شاشة الهاتف ؟ و نركض كأننا في مارثون رياضي لاقرب وصلة شاحن لان بدأت علامة حمراء بالظهور وأيقونة ” المتبقي عشرة بالمئة” ، هل يا ترى نهتم بأنفسنا مثلما نعتني ونحرص على شاشة هواتفنا بإلا تنخدش او تنزلق من إيدينا ؟ هل صدقًا نعتني بها من جميع النواحي ؟

جسديا من ناحية الرياضة و الآكل الصحي ، روحيا من ناحية العبادات ، أجتماعيا بالتواصل المباشر على ارض الواقع ، وليس الحياة الافتراضية ، أنا ادعم فكرة بأن يكون للفرد مجموعة صداقات من شتى الاماكن لتنوع التجارب ، وأختلاف البيئات ، و التعرف على عادات وتقاليد مجتمعات مجاورة ، لكن المنغمسين في التواصل الافتراضي يجدون انفسهم بعد مدة بأنهم عاجزين عن تكوين كلمتين فقط ، اما عند إعطاءه هاتف قادر بأن يكتب ترحيب بأكمله

كم منا صادف صديق الإلكتروني وتفاجأ بأنه مختلف مئة وثمانون درجة عن الشخص الذي تواصل معه ؟ وكاد يجزم بأنه تواصل مع شخص اخر ليس هذا ؟

تتيح لنا لوحة الهاتف مساحة حرة لتعبير تارك لنا ابواب للمثالية و تصنع الآراء ، تارك لنا عالم نخفي فيه فكرة ننظر لها بطريقة سيئة ، سامح لنا أن نعبر بطريقة لبقة أكثر من على الواقع ، ساعد مدعين المثالية في طمس عيوبهم

لوحة الهاتف اشبه براعي خضار يخفي الفاسد بالاسفل و بالأعلى يظهر الناضج والشهي.

وأن كنت من الذين أنساقوا إلى الطريق و سلب منك قطعة معدن مجمل يومك واصبحت حياتك تتمحور حوله ، و إن أنسكب عليه ماء شعرت وكأن ماء حار تخللك. اعلم بإنك في أخر مرحلة من مراحل التعلق

إحصائية أجريتها على أشقائي الأربعة ، عند وصول الهاتف لـ واحد بالمئة يركض كُلن منهم باحثًا عن شاحن وكأنه كنز بداخله ثروة. ويهاب البطارية وعدوته اللدودة.

طريقة التخلص منها :

قاعدة أبتكرتها في كل مرة أحاول أن أتخلى عن عادة سيئة أضعها امامي وهيا “bit by bit “ وتعني “شيئا فشيئا” فعاله لدرجة انني تخلصت من عادتين سيئتين ، أولا الهاتف و أصبح أخر اولولياتي لا يهمني أن كان ممتلىء ام فارغة. فرضت عليه ثورتي العظمى وصفقتي الكبيرة صحتي

والعادة الاخرى “fast food”مدمنة أطعمة المطاعم وتستهويني لدرجة بإن قبل فترة وصل معدل طلباتي في الاسبوع الواحد عشرة وجبات متنوعة بين “قهوة/ وحلا/عشاء”
تخلصت منها عن طريق حذف Apple Pay وهي خاصية مثلها كمثل التوصيل عند الاستلام لكن هذي تجعلني لا اشعر ماذا دفعت اليوم ؟ لان المال يتم تحويله من البنك الى المطعم دون مروره على يدي.

وفي النهاية الوقت يسري والماء يجري و الدقائق تمضي لا تهدرها في التصفح على السوشل ميديا