المصطفى الحطابي
المصطفى الحطابي

د

يوم العرض

هناك من نتقبل أخطائهم حتى و لو كبرت فنقزمها، نضع لها أعذارا فنبتسم لها، هناك أيضا من لا نتقبل أعذارهم حتى و لو صغرت أخطائهم فنضخمها، هذه الحياة جميلة بأخطائها، بمحاولاتها و إعادتها، بالغدر و الحب، بالقيم و لا قيم، بأناس وثقنا فيهم و وثقوا فينا، بأناس خذلونا و آخرون خذلناهم، رحيل من نحت و من نحب رحيلهم، ابتسامة أم تنظر نجاح ابنها.

تذكرت … في مهرجان للبلدية، كنت قد دفعت طلبا للمشاركة في نفس المهرجان، مع مجموعة من الأصدقاء، حتى نعمل على مشهد كوميدي تدربنا عليه لأيام، فجاء يوم العرض، أتذكر أننا الثلاثة قبل عرضنا، كنا متناوبين على دورة المياه، للارتباك الذي طرأ لنا عند رؤيتنا للجمهور الكبير الذي كان يجمع سكان مدينتنا، لأنه المتنفس الوحيد آن ذاك.

بدأ العرض و قدمنا المنشط، هنا بدأ الارتباك، كنت ثلاثة، يجب أن أطلع أنا الأول فوق الخشبة، فقد كان مشكل في الصوتيات، من سوء حظي أيضا أن الميكروفون تعطل في يدي، بدأت صفارات الاستهجان، التي رأيتها دافعا لأكمل، لمن الدافع الأكبر هو ابتسامة رحمها الله، عندما صفقت و أشارت لي بمتابعة العرض، فرحت فرحا كبيرا، خصوصا عند سماعها ضحكات الناس، لم أرى أي شخص سواها، لم أستطع أن ألاحظ أي ابتسامة، إلا ابتسامتها، كانت مصدر قوة كبيرة، خصوصا … عندما نزلت و أكملت عرضي مع أصدقائي، لأجدها قد أخبرت جميع النساء مجاورتها أن ذاك الشاب هو ابنها، مفتخرة به.

عندما قابلتها في البيت كانت فرحة، فرحا كبيرا بي، ليس فقط هذا بل الكثير، فأعظم ألم هو ألم رحيلها الأبدي، ما يزال يؤلمني أنه للأسف لم تحضن ابنتي، اللهم ارحم أمي و اجعلها في الجنة، يا رب …