سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

هل يحيا الإنسان للأبد؟

حلم الخلود راود الكثير من العلماء والأدباء وشغل البشرية منذ بدء الخليقة. وبالرغم من التطور اللا مسبوق الذي يحققه العلم كل يوم، إلا إن هذا الحلم لم يقترب من التحقق بالشكل الأمثل حتى وقتنا هذا بالرغم من سعي العلماء الدؤب لتحقيقه.

أعمال تناولت فكرة الخلود:

بالطبع كان للأعمال الفنية نصيب في تناول الفكرة ومعالجتها من جوانب عدة ومن وتقديم صور لما سيكون عليه الوضع إذا صار هذا الحلم حقيقة مؤكده منها على سبيل المثال:

  • Westworld
  • Altered carbon
  • Death becomes her
  • The age of Adaline
  • Interview with the Vampire
  • In time
  • Hancock

مع إختلاف نوعية الأعمال التي تم ذكرها، إلا إنها تتفق في الغالب في عدم جدوى الأمر وكونه غير مقبول ولن يسبب سوى المتاعب الجمة التي لم تكن في الحسبان سواء من الناحية الإخلاقية أو الناحية الدينية ومن كافة الجوانب، وتناقش ما قد يصاحب تحقيق الحلم من مشاكل إبسطها على الإطلاق الملل.

المعالجة الجينية:

إتجه بعض العلماء للتفكير في إصلاح الجسد نفسه لتحقيق وقت أطول بالحفاظ عليه. من خلال تعديل الحمض النووي الذي يتأثر بكل ما يمر به الجسم بشكل سلبي مع الكبر، ويؤدي في النهاية للعجز والأمراض مما قد يؤدي لحياة صحية أكثر وجسد أكثر شباباَ، لكن يعيب هذه الطريقة إنها ليست فعالة مع الحوادث أو العوارض الآخرى التي قد تؤدي لتلف الجسد مما يجعلها في النهاية طريقة غير فعالة في نظر البعض.

التجميد:

وهي فكرة أخرى سبقت المعالجة الجينية وهي تعد خطوة على طريق الخلود، لإنها لا تقدم أي شيء للفكرة هنا، ولكنها تعتمد على نجاح الفكرة مستقبلاً من خلال تجميد الجسد في وضعه للحفاظ عليه أطول وقت ممكن لأغراض مختلفة. البعض ينتظر علاج يكتشف بعد سنين التجميد ،والبعض الآخر ينتظر طريقة يوقظ بها جسده بعد وفاته مثل أول حالة قامت بهذا العمل في الصين العام المنصرم، حيث قام زوج بتجميد جثة زوجته التي توفت بسرطان الرئة على أمل أن يكتشف العلم طريقة في المستقبل يوقظ بها زوجته ويعالجها من المرض. والجثة الأن محفوظة بالنتيروجين السائل في درجة حرارة سالب 196. ويقول العلماء إنه لا توجد أي بوادر أو مؤشرات تدل على إنه يمكن إيقاظ جثة بعد وفاتها ولكن من يعلم ما الذي يمكن حدوثه مع الوقت وتطور البحث.

 الواقع الافتراضي:

وهي الفكرة الأكثر قابلية للتحقيق حتى وقتنا هذا. والتي بدأت إجرائتها في التحقق بالفعل، وأيضاَ تم تناولها في الكثير من الأعمال الأدبية والفنية مثل:

  • سلسة فانتازيا للكاتب الراحل د.أحمد خالد توفيق
  • Ready player one
  • Gamer
  • Source code
  • The matrix
  • Assassin’s creed
  • Transcendence
  • Total recall
  • Vanilla sky

وهذه الأعمال تناولت فكرة الواقع الافتراضي من أكثر من زاوية، كمهرب من الوقع، أو كوسيلة للعودة للماضي، أو لإحتمالات لم تفعل في الواقع بعد، ولكن من بين كل ما سبق تُعد هذه الفكرة هي الأكثر قبولاَ وأكثر قابلية للتنفيذ لأكثر من سبب، منها إمكانية تحميل الشخص كبرنامج في أي جسد ألكتروني مما قد يساعد العلماء ويوفر عليهم الكثير في مهام إستكشاف الفضاء على سبيل المثال؛ ففي هذه الحالة بالذات يأخذ التنقل الكثير من الوقت والمجهود، وأيضاَ يتم إستهلاك الكثير من المؤن. وفي حالة تحقق تحميل الوعي للواقع الإفتراضي فسيوفر هذا الكثير على العلماء، وأهم ما سيحققه هو إحتمالية الروبوت العالية التي تختلف كثيراَ جداَ عن الجسد البشري الذي لا يحتمل مقدار ما قد يحتمله الروبوت من تغيرات مناخية في حالة الرحلات الإسكتشافية. وعلى جانب آخر فإن هذه الفكرة تتفوق على فكرة المعالجة الجينية  والتجميد فهنا الروبوت يمكن تغييره في أي وقت مهما كان الضرر بدون أي عوائق أو خسائر لا يمكن إصلاحها ولا يحتاج أن ينتظر لتغير أي عضو أو لمعالجة أي مرض عضال كما التجميد. بالطبع قد يختلف البعض على الموضوع برمته فالعيش بجسدك غير العيش من خلال روبوت، ولكن من بين كل الأفكار والمحاولات التي طرحت تظل هذه الفكرة هي الأقرب للتنفيذ حتى وقتنا هذا.

: High Fidelity

High fidelity هو مشروع متفرع من مؤسسة حياة ثانية تم إنشاءه  إبريل 2016 بواسطة فيليب روسيدل. وهو منصة مفتوحة للواقع الإفتراضي لأي مستخدم لإنشاء عالمك الخاص أو الإندماج في العوالم المعدة مسبقاَ، والتفاعل مع الآخرين حول العالم من خلال نظارات الواقع الافتراضي ال . V R

وميزة هذه الفكرة هي المجانية التي لا تتوافر في أي فكرة أخرى. ففي المعالجة الجينية أو التجميد أو الوسائل الأخرى المختلفة التي لم نذكرها هنا يكون هناك مقابل مادي ضخم للحصول على الخدمات، بعكس خاصية الواقع الإفتراضي التي تتيح لك فعل أي شيء أو التواجد بأي مكان بلا مقابل مادي يذكر. العلماء بالطبع لم يتوقفوا عند هذا الحد فهم دائمي السعي للكمال ولأبعد ما يمكنهم الوصول إليه، ولكن هذه المنصة التي نتحدث عنها موجودة وفعالة في وقتنا هذا وتتيح للمستخدم فعل كل ما يتخيله أو تطمح إليه نفسه بلا تعقيدات أو موانع، فهنا كل شيء مسموح ومتاح للتجربة بلا حدود كما العقل البشري والخيال.

بإمكانك أن تكون أي شخص تريده وأن تبدأ من جديد. أن تختبر أشياء لم تختبرها من قبل، وكل هذا تتيحه لك هذه المنصة بلا مقابل وبمنتهى السهولة على عكس كل الأفكار الأخرى.

ولكن هل يقف العلماء عند هذا الحد؟ هل يكون الواقع الإفتراضي فعلاَ هو الحل الوحيد أو المنفذ الوحيد لنيل الخلود؟

حتى وقتنا هذا لم يكف العلم عن السعي وراء أفكاره مهما كانت بعيدة المنال ومنها ما تحقق بالفعل وكان للأقدمين مجرد خرافات. ربما قد نحيا لنرى ما قد وصل إليه العلماء بهذ الشأن وربما لا، ولكن الأكيد إن هناك الكثير من الأشياء التي قدمها لنا العلم حتى وقتنا هذا وتعد قفزة كبيرة في طريق كل ما نصبو إليه.