هبة الله حمدي
هبة الله حمدي

د

“نحن هنا” .. مسعى اللادينين لإثبات الوجود

لا يخفى على الكثيرين من مُتابعي منصات التواصل الإجتماعي ،إطلال العديدين من العرب المقيمين خارج الأقطار العربية لإعلانهم خروجهم عن الدين أيا كان وطرح أسبابهم ونقد الثوابت الدينية التي كانوا يعتنقونها سابقا ،لكن الوضع داخل الأقطار العربية يختلف ففي حين يستطيع المقيمون خارجا طرح توجهاتهم فإن الأمر في الداخل يكون أكثر صعوبة خوفا من الاضطهاد وربما من الملاحقة الأمنية أيضا .
لكن وخلال فبراير الجاري قرر عدد من اللادينين إطلاق منصة للتظاهر الإلكتروني منذ بدء دخول يوم ٢٢فبراير بتوقيت نيوزيلاندا وانتهاءا بنهاية نفس اليوم بتوقيت ألاسكا ،وتم إنشاء موقع يحتسب أعداد كل من يدخل إليه وبنهاية اليوم يتوقف التعداد .
شاركت وجوه كثيرة من مقدمي الفيديوهات اللادينينة وروجوا لها منذ بداية الشهر .

نحن هنا :

صرح أحد المشرفين أن هدف التظاهرة في مرتها الاولى ليس الأعداد بقدر ما هو لمجرد إظهار الوجود والقول ببساطة “نحن هنا “
ليس في خارج الأقطار العربية وحسب بل في داخلها على اختلاف البلدان من مصر إلى المغرب والأردن وحتى فلسطين والسعودية !
ويعوّل الداعون لها أن تُؤتي ثمارها تباعا بمرور السنوات بعد أن تنتشر هذه المظاهرة ويزداد ثقة الناس بها .

كيف مر اليوم :

بعد سويعات قليلة على دخول اليوم ،وبِدْء دخول الناس ،تعرّض الرابط والموقع كله لهجمات إلكترونية ما أدى لتعطيله وهذا ما صرح به بعضهم عبر صفحاتهم وفيديوهاتهم في بث مباشر علّق فيه عديدون بأن الرابط لا يعمل ،وبانتهاء اليوم أُعلنت الأعداد إذ تم تسجيل ما يزيد عن ٥٦ ألف متظاهر تمكنوا من تسجيل حضورهم واحتلت المغرب المركز الأول بين أعداد المتظاهرين تبعتها مصر .


نتيجة المظاهرة حسب الموقع الإلكتروني الذي أنشأه مؤسيسو الحملة

وقد عبّر أحمد سمير ( اسم مستعار ) أحد المشاركين في تلك التظاهرة قائلا : رحلتي بدأت منذ دراستي الجامعية حيث بدأت الإطلاع على مصادر علمية وقرأت في العلوم التي بدأت أجد إجابات فيها على تساؤلاتٍ عدة لم يلبي الدين فيها حاجتي أو كانت الإجابات قاصرة وبعد بحث وصراع طويل كفرت بفكرة الأديان وحين أعلنت ذلك لأسرتي هاجت وماجت وتوجه بي والدي لطبيب نفسي وبعد رحلةٍ طويلة من العلاج النفسي لم تغير مما توصلت إليه شيئا أزمعت أمري على عدم الإفصاح بما أعتقد وهدأت الأسرة وسارت الأمور” وأشار أيضا أنه يعرف أكثر من واحد يسير على نفس النحو .

نحن هنا هي رسالة خرجت عن أفواه المضطهدين في العالم العربي إما بسبب التوجه أو الدين ،رأو فيها بادرة أمل أن تبدأ الحكومات في منحهم أبسط حق وهو حرية الفكر والتعبير عنه مادام لا يُؤذي الآخرين ،وأكدت الوجوه الإعلامية للمظاهرة أن الهدف ليس بالتأكيد إغاظة المتدينين أو تشكيل خطر ما ،وإنما هو الحق فقط في التعبير .
فهل تجد اللادينينة تقبلًا أكثر في المجتمعات العربية ؟