دانية عوض
دانية عوض

د

مشاعر تلقي العلم

بسم الله

المعنى كيف لك أن تحصل عليه؟ 

أن تصل إليه؟

 المعنى هو ذلك الذي يملك أوجه عديدة!

حين كانت إحداهن في خضم شعور الخوف من الإختبار قلت لها لا تخافي؛ فقط عليك أن ترعي ثلاثة مشاعر مع العلم : الحُب ، والصبر، والتواضع مع العلم ..

كيف سردتُ هذه الثلاث كلمات؟ كيف لها أن تفهم قصدي؟ كيف لها أن تدرك المعنى!

لقد كان وصولي إلى هذة القناعة يحمل قصته، فكيف في جلسة عابرة أنقل المعاني الثلاثة بكل هذة البساطة والسهولة. 

السهولة تفقد المعنى عمقه أن تصل للمرمى والقصد بسهولة شيء لا يحمل معه إثارته أما أن تكابد المشاق ثم يُفاجئك المعنى كفكرة جائت فجأة من عصف التجربة هنا يكون له شعور مختلف .

كيف وصلت إلى قناعتي بأن الإنسان يحتاج لأن يحمل معه ثلاث مشاعر لكي يستمتع بالعلم الذي يطلب، الحُب ، والصبر ، والتواضع .

أما عن الحب

فلا داع في الإطناب فيه فما قام شعور جميل إلا كان هو ركنه وأساسه، وأما من أين نستجلبه فهو من الله يطرح في قلبك الحُب بعدها تشعر بشغف أنك إذا خلوت بعلمك يطير نومك وتدرك الجمال فيه ، ثم مصاحبة المحبين له ؛لن تعيش وحيداً وتأثير من حولك لاشك يتسبب في التأثير عليك ، فمصاحبه من ينظر إلى الصعوبة على أنها تحدي ممتع وعلى المعقد من المسائل على أنه ضرب من الفنون ، يُحيي فيك روح الامستحيل، وأنه كما أحب صاحبك واستمتع ستحب أنت وتستمتع ، لا أنسى التأثير السلبي في مرة كانت مادة جميلة لا أُنكر أحببت جميع تفاصيلها جائت طالبها قالت: دانية كأنك تحبين المادة !!؟ وأنا لكي لا أكون منبوذة كنت أقول لا لا من قال أني أُحبها !.لا أدري لماذا قلتها فعلاً لكن ربما لأن المادة كنت قد درستها بصور عديدة فلا أستطيع الحكم هل كان ذلك حباً !

تحدي نفسك كذلك يجلب المتعة التي يأتي معها الحب.في بعض الأحيان تشعر بأنك في دائرة تبدأ بحب شيء ثم ينتهي بك الأمر إلى كره وهذا يعني أن تعتني جيداً بمراحل حديثك مع نفسك ومخالطتك لمن لا تكون لديه قيمة لما يعمل، فهما يشبهان الشرارة التي تسقط على الديزل لتحيله بعد هدوئه ناراً تحرق وتؤذي من حولها.. لتشعله كُرهاً بعدها فكيف تعود محبوباتك وما ملئ شغاف قلبك..؟؟

الصبر

فهو يأتي من أول قدم تضعها في طلبك للعلم الذي تتمنى أن تناله، من جماليات الصبر أنك إن استحثيته في كل الأوقات تُجمل نتائجك، الصبر على أول الدقائق وعلى أول الأيام ، الصبر القاسي الذي يأتي بعده التعود لكي تصبح مُتكيفاً مع ما بنيت نفسك عليه حتى تتشكل لك وتفوز بإتقانك لعلمك.

الصبر على الترك والصبر على الأخذ لن تذوق كم للشيء من فائدة أو كم اضرك إلا إذا تركته تماماً تركاً منقطعاً لفترة حين يُنصح في ترك السكر يقال “تحدي السكر” وهو قائم على تركك للسكر لمدة ٣٠ يوماً مثلاً، وبهذا لن تعرف المعنى الحق لتركه إلا إذا تركته بالكلية في جميع تعاملاتك.. السكر مثال لكن قس على ذلك تركك الكامل لعادات تؤثر سلباً على تفكيرك العقلي من تواصل أو مشاهد أو غيرها، كم يحتاج ذلك لصبر كامل منك وتحدي وكم سيؤدي ذلك إلى احساسك بنفع تركها.

جرب لن تخسر شيئاً

الصبر على الأخذ حين تصبر على أن تثبت نفسك في المعتكف الذي وضعته لنفسك وهذا أصعب بكثير من تثبيت مسمار هذا يذكرني بمقوله “أبدأ وستنتهي المهمه.” من كتاب (ابدأ بالأهم و لو كان صعباً)

حين تبدأ في التركيز والجلوس التام ربما تواجهك مصاعب في أول الساعات وربما تخرج بفائدة قليلة لكن الإستمرار هو قنبلة موقوتة في وجه التحديات والصعوبات التي تكون عثرة في سير أحلامك حيث تستمر بالعمل فأنت تستمر في تحقيق النتائج ولو لم ترها، يعجبني من يذكر من حوله بقوله “جددوا النية ” ذلك مهم أيضاً أن تجدد المعنى في نفسك لما تفعل..

التواضع

هو أن تنزل نفسك في مكانه تجعلها تضحي بكل شيء من أجل الوصول إلى ما ينفعها وأن تهيئها بأن تفعل كل شيء من أجل الوصول إلى هدفها إن كان تدريباً تُحرج منه أو سؤالاً لا تستطيع طرحه مالذي يجعلك لاتقوم بهذه الأمور إنه كبرياء نفسك !لاتسمح لك بأن تؤدي ماهو مطلوب من أجل نجاحك هي فقط حواجز نفسية مصطنعة من اللاشيء

لذلك التواضع لا يعني أن تكون ذلِيلاً لكن يعني أن تكون ذَلُولاً والذَلُول يختلف عن الذَلِيل

  • ذلول من الجمال أو غيرها : سهل الانقياد. (*)
  • ذلول : طريق ممهد.
  • وهو في ذلك يُشبه بالناقه حيث أنها سهله الإنقياد رغم كبر حجمها.

كذلك أنت تحتاج أن تدرب نفسك على أن تكون سهلة الإنقياد للجد، أعلم أنك مجيد لكثير من فروع العلوم لكن العلم الذي تطلبه وتتمنى أن تحصل عليه يحتاج منك ذلك التدريب النفسي الأولي أن تتواضع من أجل نفسك كي تفتح لها الطريق في تعلم ما جهلته أن تعترف لها بصراحة أنك جاهل في ما تشعر أنه ينقصك وهذا لا يعني أن تقسو عليها إنما فقط أن تعطيها دافع وحماس من أجل فتح أبواب جديدة لم تطرقها وخوض غمار تجارب علوم مامررت بها..

اتمنى لو يكون لدينا ذاك التنوع في المحترفين، أن تجد أشخاص يتقنون حرفاً وعلوم جديدة ويمدون يد التعليم لمجتمعهم بكل سخاء، كم سيكون ذلك ممتعاً ومُثرياً.. ماذا لو كان لدينا ترفيهاً تعليمياً وتعليماً جدياً سيكون ذاك رائعاً بتنوعه حينها سيكون هناك فكرة في اللاواعي لدينا أن أوقات الفراغ مهمة في البناء كذلك..

دائماً يجب أن يكون من ضمن ما تحيط به نفسك أشخاص أحبوا بشدة الشيء الذي تتمنى تعلمه حتى أصبح شغلهم وحرفتهم، ذاك يحتاج كذلك إلى صبر شديد فمخالطة الناس عموماً تحتاج بشكل قوي إلى صبر لأنك تحتاج إلى تتعلم طرق التواصل معهم ، وتحتاج ضبطك لنفسك وحضور المعنى كي لا يغلب طبعك على هدفك.

أيها القارئ لكلماتي اعترف أني ربما أجهل الكثير الكثير فيما أتمنى إتقانه وتعلمه لكنها فقط تجربة شخصية اتيح لي أن افكر في أسباب نجاحها وعدم نجاح غيرها من التجارب وهو بعد هذا العرض من أسباب أراها ، إلا أنه يرجع في بادئ الأمر كله إلى توفيق الله والنية الصادقة في العزم على طلب علم ما والذي قذف في قلبك أمنية تعلم شيء أو حبه هو بقدرته يكفل توفيقك على إتقانه لذا استعن به وحده وتبرأ من حولك وقوتك مع إلتزام سعيك .

وشكراً لك حيث وصلت إلى هذه النقطة من القراءة.

والحمد لله أولاً وآخراً..

________________________________________

* موقع المعاني ( المعجم الرائد)، شرح فهمته ضمن حديث أ. أسماء السميري