نوف النهدي
نوف النهدي

د

مسودة مخاوفي

لا أتذكر متى أخر مرة سعيت في كتابة تدوينة أو أجريت تعديلًا طفيفًا على نص ركيك ، أنشغلت في الاونة الاخيرة وأخذتني الحياة لضفة أخرى محملة بأعباء أنستني التدوين.

وفي الجهة المقابلة من الحياة قضيتها برفقة أفكاري تداعبني وترميني حيثما شاءت وكونيّ في سنة مفصلية وجدية ولم أحدد ميولي الجامعي للان ، وكل تفكيري الحالي ماذا أريد ؟ وغارقة في بحر التخصصات العلمية الكثيرة واحاول أن ادلوا بدلوي في كل بير لاسقي به عطش ميولي.

وفي وسط دوامة أملي المتواصلة والمترددة بأن يقع السهم في المكان الخطأ.

وخوفي المستمر من التقدم وأن اخطو وأستعد وادلو بدلوي وأشد حبلي وفي وهلة و الدلو في وسط البير أشعر بإنه ليس المكان الصحيح ، وأن اترك الدلو متروك كـ بروش معلق على سترتي وحياتي الماء الموجودة به ، يتنحى ويترنح دون سيطرة مني ، والريح هي من تسيطر عليه.

وأخشى التراجع أهاب الرجوع وأؤمن أن الذهاب ليس كالرجوع وأن طريق الرجوع دائمًا مليئ بالشوك وانا حافية القدمين ، وأن انزف ويحل سفك دمي.

وأن اشعر بأني في مكان الصحيح وأن اختار وأن اجزم بان مصيري محتم على ذلك و يستاء الامر و تخاب آمالي وتنهدم أحلامي ، وأن اكون غير مستعدة بوضع خطتي الاحتياطية.

لماذا عند حاجتنا إلى العصا السحرية تقرر أن تختفي؟ ويختفي سحرها علينا ؟ وتختفي الطريقة التي تؤدي إليها ؟ويملينا اليأس حول مستقبلنا ؟ تذكرت مقولة ” هل تعلمون ما مشكلتنا ؟ اننا نريد حلول سحرية لمشاكلنا ولكننا نرفض التصديق بوجود السحر ” وفي وسط كركبة أفكاري الفضفاضة وجدت فكرة أفضل من الخوف من المستقبل فستعيت في ترتيبها وتريب أولوياتي وماذا أحب؟ وووو في قائمة ووصلت في نهاية الامر إلى أستنتاج ساعدني في تلاشي الفكرة ليس الى حد كبير ولكن بتقليصها ساعدني في ترتيب خوفي تصاعديًا أتخذتها كتجربة “حلوى من متجر” وان لمن اعجب بها أتركها على الرف. 

أتخذتها وانا اعلم جيدًا انا ليس من الاشخاص القادرين على ترك أي ماكانت حوائجهم على الارض وأن انصرف عنها .. كانت ولا زالت مشكلتي الابدية “الديمومة” وسيطرتها على مخيلتي بأن كل ماهو على الوجود دائم و قابلية إستمراريته عالية.

استعديت في وضع هدف وخطة بديلة أن لم يكون لي نصيب في نيل الهدف الاول هناك اهداف آخرى غيره ، وليس من المعقول  أن تنزلق حياتي من هاوية أن لم يتحقق الهدف الاول ، وانا سأضع قصارى جهدي لا أناله ،.”ليس الغاية في البدايات إنما النهايات”  أؤمن لنهاية آفاق لن تراها عيني الان في نقطة البداية .. لا نعلم ما من الممكن ان يتغير الى العام القادم وأختار امر لم اختاره من قبل ، أو حتى امر لطالما كنت لا اريده.

نبذة : انزعاجي يتجلى دومًا بإني لا أريد اي من كان يسالني عن “ماذا تريدين” لان يشعل فيني فتيلة الاحتراق قبل أن تشتعل النار.