مدونات أراجيك
مدونات أراجيك

د

مراجعة لمسرحية Anna Panunto «حيث يقع القلب: ١٩٧٩ – Where the Heart Is: 1979»

بقلم ربى ياسين قصاب Ruba Qassab

عندما يجتمع الماضي مع الحاضر في سرد أحداث هجرة وانتماء وقدر عائلة في مسرحية واحدة فإنها جديرة بتسليط الضوء عليها.

تم إطلاق هذه المسرحية في كازا دي ايطاليا في مدينة مونتريال- كندا وهو مسرح عريق في المركز المجتمعي يعود تاريخه لأكثر من خمسين عاماً.

“حيث يقع القلب: ١٩٧٩” مسرحية تم اطلاقها تخليداً لذكرى أنطونيو بانونتو (١٩٤٣- ٢٠١٧) بقلم ابنته آنّا بانونتو Anna Panunto وهي كاتبة مستقلة ومدّرسة في مدرسة مونتريال الإنكليزية للكبار بالإضافة إلى أنها مُحاضرة في جامعة ميغيل قسم اللغة الإنكليزية للدراسات الأكاديمية والثقافية وريادة الأعمال.

تدور أحداث هذه المسرحية التي تعكس جزءاً من السيرة الذاتية للكاتبة، حول قصة عائلة إيطالية مُهاجرة تقطن مدينة مونتريال في عام ١٩٧٩. أمّا عن بطلة هذه القصة فهي ماريانا بانّا، وهي فتاة مشاكسة وغريبة الأطوار تبلغ من العمر ١٩ عاماً. تحاول ماريانا يائسةً العثور على مكانها في عالم سريع التّطور. وشهدت العلاقة بين ماريانا ووالدتها ” ليليانة بانّا” تخبطا واضحًا بين تقبل للعادات والتقاليد تارةً ورفضها تارةً أخرى. وقد تكرر ظهور الفجوة بين الأجيال في كل مرّة يضع فيها العم جيانكارلو ماريانا في خلاف مع والديها. كما تعرّف الجمهور على صديق ماريانا “فرانكو” الذي كان يبحث عن هويّة له مقنعة لم تكن واضحةً في البداية إلى أن تم الكشف عنها فيما بعد. وكان من أهم الشخصيات التي حظيت بتقدير كبير ربّ هذه الأسرة “أنطونيو بانّا” فهو الّزوج الوفي والأب المهتم ورجل الأعمال المميز صاحب الشخصية الطليعية الأمر الذي يضعه في خلاف دائم مع نفسه ومع المجتمع.

وقد تم عرض كل هذه الأحداث ضمن إطار متناقض يجمع بين روح الدّعابة والحزن والحنين إلى الماضي. ولعلّ أكثر ما لامس قلب الجمهور تلك الرّابطة القوية والمميزة بين الابنة ماريانا والأب أنطونيو إذ كان هو عالمها كله. و قد صُدم الجمهور عندما خطفه الموت باكراً إلى أن أسعفه خيال الكاتبة في النهاية ليخبره بأن الّلقاء الحقيقي والخالد هناك حيث لا حزن ولا هم ولا مرض.