سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

لا تقابل أبطالك!

“لا تقابل أبطالك” مقولة شهيرة نرددها كلما فقدنا الشغف بشخصنا المفضل بعد التعرف عليه عن قرب، والخوض في تفاصيل لم نكن نعلمها، أو التعامل مع صفات لا نفضلها بشكل شخصي، لينتهي بنا الأمر نردد مقولة لا تقابل أبطالك، فتنتهي البطولة بمجرد أن يظهر لنا الجانب البشري وتختلف طبائعنا، فوراً نقرر أن بطلنا المفضل أصبح هو الشرير، أو مؤدي مساعد بلا هدف أو داع يجعلنا نحتفظ به في حيواتنا.

وكما نغير أرائنا في أشخاصنا المفضلين، كذلك يغير الآخر رأيه فينا. قد يجدنا مدعين أو مملين، لا يهم ما جعله غير رأيه ولا يمكننا لوم بعضنا البعض على عدم تقبل أحدنا الآخر؛ فحتى روتين الحياة اليومي الذي نتبعه ونختاره لنحيا وفقاً له نجده في كثير من الأحيان ممل ولا يمكننا الاستمرار عليه أكثر من هذا، أي كان نوع الروتين بغض النظر عن مناسبته لنا من عدمها، نمل ونبحث عن التغيير والتجديد.

في بعض الحالات بعض التغيير أو الفواصل القصيرة تجعل الشخص قادر على المواصلة والعودة لما يناسبه من جديد، وفي حالات آخرى يكون الأساس هو التغيير والبحث عن ما هو جديد لتبتعد عن الملل وتواصل عيش حياتها بالشكل الذي تجده مناسب لها.

وكما قالوا “لا تقابل أبطالك” يتادول متصفحي المنصات الاجتماعية مقولة “أنت الشرير في رواية أحدهم”، ولا يمثل هذا الحق بالضرورة، لكن باختلاف شخصياتنا وباختلاف ما نفضله، وباختلاف طبائعنا، قد يكون من الصعب وجود توائم روحي وعقلي بيننا وبين كل من سنتعرف عليه في الحياة، وحتى مع وجود التوائم الروحي الذي نبحث عنه، فلن نجد الشخص الذي نبحث عنه بدون أية شوائب أو أية منغصات كما سيجد فينا الجانب الآخر ما لا يعجبه بكل تأكيد.

كل ما يمكننا فعله أن نكون أشخاص طيبة المعشر، وأن نبحث في المقابل عن أكثر الأشياء والأشخاص التي توافق أهوائنا، وأن نتغاضى عن بعض الصغائر حتى لا ندمر كل شيء أثناء بحثنا عن صور مثالية غير موجودة إلا في خيالتنا، وأن نتذكر أننا جميعاً أشرار ومملون بنفس القدر الذي قد نجد عليه الآخرين.