مدونات أراجيك
مدونات أراجيك

د

كيف لنا أن نقرأ كل يوم دون ملل؟!

مدونة: عبد الرحمن الآنسي

أتتني رسائل كثيرة يسألني أصحابها سؤال حيّر الكثير وهو “كيف لنا أن نقرأ كل يوم دون ملل؟” السؤال منطقي جدًا وإذا كنت ممن يسألون هذا السؤال فهذا يعني أنك تحب القراءة، ومثلك كمن يريد أن يخسّ جسمه السمين ولكنه يفتقد الطريقة.

السبب الأول هو عدم اختيارنا للكتب المناسبة كمبتدئين في القراءة، فنقع على كتاب رديء يجعلنا نؤمن أكثر بأن القراءة لا فائدة منها. والحل لهذا الشيء هو أن تعرف كيفية اختيار الكتب المناسبة لك في البداية، وتستطيع أن تستشير قارئ متمرس أو تبدأ بأساسيات المجال الذي تحب المعرفة عنه لا أن تقرأ الكتب الضخمة.

أما السبب الثاني فهو الأصدقاء غير المكترثين للقراءة، حيث أن تثبيطهم أكثر من تحفيزهم وادعاءهم أن القراءة لن تهديك وظيفة أو تمنحك مقدار من المال حتى تعيش وادعاءهم أيضًا أن القراءة ضياع للوقت لا أكثر، والحل لهذه المشكلة هو أن تختلط بالقراء أكثر وتتابع صفحات شخصيات تهتم بالقراءة لتعرف أهميتها فتتجدد لديك الطاقة في الاستمرار.

السبب الثالث هو عدم وجود العامل المحفز للقراءة أكثر كمسابقة مثلًا، وبمقدورك خلق هذا العامل بنفسك فتستطيع بعد قراءة كتاب ما أن تجتمع بأصدقائك وتبدأ الحديث معهم حول المعلومات التي اكتسبتها من ذلك الكتاب وستجدهم مندهشين لمعرفتك ما لا يعرفوه والبعض سيشيد بك وهذا يعتبر حافز كبير جدًا لتواصل في القراءة، ولكن احذر أن تهتم للمستهزئين فهم ما استهزئوا بك إلا لأنهم لا يريدون الاعتراف أنك بدأت تتفوق عليهم.

السبب الرابع هو المشتتات للفكر كوسائل التواصل الاجتماعي والهوس بها، والحل لهذه المشكلة هو أن تجاهد نفسك في البداية ولو حتى لقراءة صفحات قليلة ثم قم واستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ايجابي وناقش ما تقرأه مع متابعيك وأصدقائك فتكون بهذه الطريقة قد حوّلت مواقع التواصل الاجتماعي من وسيلة سلبية إلى وسيلة إيجابية لك وستجد من يهتم بالقراءة مثلك، وتتبادلون الطاقات وتزداد من مستوى قراءتك.

السبب الخامس في عدم اهتمامنا بالقراءة وهو الحصول على الكتب مجانًا وبكل بساطة، وهذه مشكلة كبيرة جدًا، واعلم أن الكثير من القرَّاء الكبار يحبون شراء كتابًا من حر مالهم حتى وإن وجدوه مجانًا، فالكتاب المجان لا يُقرأ؛ والحل لهذه المشكلة قد عرفته بنفسك، هو أن تدفع قيمة كتاب معين ولو حتى مبلغًا بسيطًا يجعلك تشعر بأن الكتاب ثمين، وهنا حتمًا ستقرأه، وبعد أن تتمرس في القراءة ستعرف قيمتها ومن يعرف قيمة القراءة لن تفرق معه قيمة الكتب.

أخيرًا لابد أن تعرف أن الأسباب قد تختلف من شخص لآخر والحلول أيضًا قد تختلف لذا كل ما عليك هو أن تقرأ نفسك أولًا لتعرف الأسباب المانعة أ المثبطة لك ثم ابدأ بحلها، وحاول أن تجعل من السلبيات التي تعيق طريقك إلى إيجابيات تدفعك للأمام لتمضِ في طريقك للقراءة، وفي كل مرة تشعر بالاستسلام ابتكر لنفسك حافزًا لتستمر أكثر.