سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

فنار فلانان

(لقد وقع حادث بشع في فلانان. إختفى الحراس الثلاثة “دوكات ومارشال ومكارثر” من الجزيرة! عند وصولنا إلى الجزيرة ظُهر اليوم لم يكن هناك أي أثر للحياة عليها، وأستخدمنا مسدس الإشارة ولم نتلق أي إستجابة. صعد “مور” للفنارة ليرى الحراس لكنه لم يجد أحد، كما وجد الساعات متوقفة عن العمل وأثار تدل على وقوع حادث من حوالي أسبوع تقريباً. رفاقنا المساكين! لابد انهم تعرضوا لحادث بشع بسبب الطقس، ربما غرقوا أثناء تعديل الرافعة أو عصف بهم الهواء من أعلى الجرف. أقبل الليل ولا نستطيع الإنتظار أكثر من هذا لإجراء مزيد من التحقيقات حول ما حدث، لذا سأعود في الصباح. تركت هنا “مور ومكدونالد وبيوماستر” وإثنين من البحارة لتشغيل الفنارة حتى يأتي عمال غيرهم لتشغيلها. لن أعود لأوبان وأخبرت “مويرهيد” بهذا، وسأكون بمكتب التلجراف حتى يغلق إذا أردتم التواصل معي.  تحياتي .. “هيسبرس” )

كان هذا نص البرقية المرسلة من “هيسبرس” الذي ذهب في زيارة روتينية لمراجعة الفنار وعماله بعد مرور إحدى السفن في العاصفة ولم تجد ضوء الفنار يعمل، مما جعل عبورها صعب في العاصفة، وكانت بتاريخ السادس والعشرين من ديسمبر من العام 1900.

مرت السفينة التي لاحظت إختفاء الضوء في الخامس عشر من ديسمبر وأبلغت بأن الفنار لا يعمل، ولكن لم يتم أخذ الأمر بجدية أو التحقيق فيه حتى إكتشاف إختفاء الحراس الثلاثة.

آخر ما ظهر من الحراس كان مدخلات على اللوح بالفنار عن الحرارة والطقس إستعداداً لنقلها إلى دفتر اليوميات _ما لم يحدث أبداً_ كما كان كل شيء في مكانه المصباح جاهز للإنارة وكل شيء على وضعه، بإستثناء الفوضى التي رجح المحققون أنها حدثت ظهر يوم الخامس عشر والتي تسببت في إختفائهم الغير معلوم السبب.

خطاب من “جوزيف مور” أثناء فترة عمله بالفنار:

“بأسف شديد أنقل لكم مستجدات الوضع وما حدث هنا خلال الأسبوعين الماضيين: تحديداً بشأن إختفاء زملائي “دوكات ومارشال ودونالد مكارثر” بدون أي أثر في الجزيرة.

عندما أتينا للجزيرة يوم السادس والعشرين لم نجد العلم يرفرف وأعتقدنا أنهم لم يرونا لهذا لم يرفعوه. أطلقنا البوق عدة مرات ولم يصلنا أي رد، لذا أقترح علينا “السيد هارفي” إنزال بعض الرجال بقارب للإستطلاع مع بقاء البعض هنا.

نزلت أنا وبعض الرفاق وعند وصولي للفنار وجدت الأبواب مغلقة ولكن باب المطبخ كان مفتوح. عند دخولي بحثت عن المدفأة فوجدتها لم تعمل من أيام، وكذلك الأسرة لم تُمس من أيام وكانت مرتبة كما يتركوها في الصباح عند الإستيقاظ  للعمل. لم أبقى كثيراً في المكان وإعتقدت بحدوث شيء خطير وقد كان، فبعد البحث في أرجاء الجزيرة لم نجد أي أثر للرجال الثلاثة!

كان الجانب الغربي مريب أثناء البحث، حيث كان لدينا صندوق قديم به بعض الحبال تستخدم مع الرافعة. معظم الحبال كانت غير موجودة والباقية كانت متطايرة بفعل الهواء وبعضها عالق بالرافعة ال1تي كانت بحالة جيدة جداً.

مسار الترام الحديدي قد كُسر وخُلع من عدة أماكن كما منصة الرافعة الأخرى وإنجرفوا بعيداً عن مكانهم، كما وجدنا حجر كبير جداً يقارب وزنه عشرون طن إنجرف من مكانه هو الآخر. ووجدتُ معطف المطر الخاص بدونالد فهو على حد علمي لم يستخدمه قط أثناء العمل ويتركه معلق هكذا كما وجدناه بالفنار، ولكن إذا غادروا على عجالة فلما أغلقوا كل الأبواب؟

ولكم تمنيت لو رأيتهم كما رأيتهم آخر مرة في السابع من ديسمبر عندما تركتهم على الشاطئ ملوحين لي ليبدؤا العمل بالفنار ولكن هذا لم يحدث!

وعليه سأبقى هنا مع بعض المتطوعين لتشغيل الفنار حتى يتم إرسال حراس جدد لتشغيله.

جيمس مور  28/12/1900 “

أسفرت التحقيقات والتحليلات للحادث على أن الرجال إختفوا أثناء تأمين الرافعة مثلاً أو غيرها مما جعلهم يخرجون في هذا الطقس البشع الذي تسبب بوفاتهم.

لم يعلم أحد أية تفاصيل أكيدة، وتكلم الكثيرون عن أشباح حراس الفنارة الثلاثة التي تظهر في الجزيرة والمناطق المجاورة، وظهر في هوليوود العديد من الحبكات عن ما قد يكون السبب في إختفائهم، ولكن حتى وقتنا هذا لا يعلم أحد ما حدث وجعلهم يتركوا الفنار قبل إشعال الضوء ونقل آخر المستجدات.