نوف النهدي
نوف النهدي

د

غياب الوعي

اتفرغ كل نهاية اسبوع لاضع قناع على وجهي واسترخي وافكر في امور عشوائية تخص الأمور التي أجريتها في ذلك الاسبوع إن كان استرجاع معلومة معينة او حتى موقف لطيف مر في يومي ( كوب قهوة / دعوة من الوالدان / إحضار شقيقاتي لوجبة عشاء مفضلة بالنسبة إلي / وإلخ ) .. ودائما أسعى في تدوينها على اقرب ورقة تركن فوق مكتبي او أضعها على هيئة ملاحظات في هاتفي ، وأثر تدوينها اتى من باب  *أفكاري الإبداعية ومواقفي اللطيفة لا تذهب سدى*، وفي وسط افكاري أصابني تساول وفي كل مره احاول ان اتجاهله لإتفادى الإجابة ويتشكل السؤال على هيئة :” هل انا واعية بما فيه الكفاية؟” 

أخذ الامر مني ساعات .. وايام في حل اللغز ماذا عملت إلى ان اصل للنضج والوعي الكافي ؟ هل هي ضربة حظ ؟ أو اصابتني في لحظة طيش ؟ او ربحتها في يانصيب؟

شعوري اتجاه الوعي الحالي من الممكن أن يتجسد على:

  • اختلاف نظرتي على المواضيع ، وتشبثي بالواقع وليس بالأحلام الواهية الفارغة و الخالية من الأهداف وتقبل الآراء بصدر رحب 
  •  تقديري للوقت وتقديسي له عندما أصبحت احاسب ذاتي على وقتي ماذا عملت اليوم؟ هل سعيت في تحقيق خطوة من الف خطوة تمنيتها
  • تصالحت مع ذاتي  كل واحد منا لديه مشكلة او عقدة مع ذاته أو حتى صفة لا يتمناها في نفسه او موقف يتمنى ان يمحى من مخيلته ،انا كذلك؛ ليس لوحدك ، أطمأن. هناك امر كنت أرغب في تغيره و ليس لدي القدرة الكافية على تجاوزه ، واصبح مثل العقدة ويسبب لي ندوب في مره، لذا خضت رحلة التعافي منه ، بالطبع ليست بتلك السهولة ولكن تجاوزت ما يقارب الـ ٩٠٪؜ منها ولا زالت بثورها ما بين الحين والآخر تراودني لكن خطوة محوها وأن انجح في تقليص الدائرة ١٠٠٪؜  وارده.

لا أدري ربما انا في الخطوة الاولى من سلم الوعي ، لذا شاركوني في الاسفل متى علمتم بمدى توعيكم ونضجكم في امور حياتكم ؟

قد نشاهد في بعض الاحيان فئة عمرية محددة افضل بكثير من فئة أكبر منهم سناً ذلك لأنه من المنطقي مع زيادة التواصل و التجارب يزداد رصيد الشخص المعرفي وإدراكه للامور وماذا يجيب ان يقول وماذا يتجنب.

غياب الوعي للفرد وبالأخص إلى المراهق بالتحديد يسبب عرضة للاعتلالات النفسية ومنها ( الاكتئاب) “وبحسب دراسة قام بها باحثون بريطانيون شملت مايقارب عشرة آلاف مراهق من كلا الجنسين، تبين أن “ربع الفتيات في سن 14 عاما تظهر عليهن أعراض الاكتئاب خارج نطاق التشخيص الطبي مقابل واحد من كل عشرة من الذكور من العمر ذاته” لقلة وعي والديهم.

لماذا بالتحديد في سن المراهقة ؟

لانها مرحلة تغيرات جسمية ونفسية وتحتاج وعي كافي لتخطيها ومخاطر عدم الوعي وخيمة ، لان غياب الوعي في المرحلة الابتدائية تكون فرد غير قادر على تكوين علاقات مع الاصدقاء أو حتى تواصل مع الأساتذة ، وأيضا عدم وعي الطفل من الممكن ان يتسبب بمرور موقف تحرش ( لفظي / جسدي / جنسي ) وهو لا يعلم انه امر خاطئ.

إن عدم تلقي الوعي الكافي يولد مشكلة و المشكلة إن لم تحل تولد عقدة وإن نتجة عقدة تولد إزمة نفسية ، وكلها لها دور في شخصية الفرد.

أصحاب الاعتلالات النفسية هم لم يصلوا إلى المرحلة المرضية المشخصة إلا لخوذهم لقلة الوعي ، لذا تولدت لديهم صدمة ولم يقدروا على تجاوزها ( عافهم الله )

الوعي أساس البشر ، وللأسف أن غالبية الكرة الارضية التي يبلغ عددها ٧.٨ مليار نسمة لا زالت تفتقر إلى الوعي في دور التعالج من الامراض الاعتلالية النفسية “أصبح الآن سببا رئيسيا لاعتلال الصحة والإعاقة على مستوى العالم ويعاني منه أكثر من 320 مليون شخص، بينما نسبة من يتلقون العلاج لا تتجاوز 10 بالمائة من المصابين.” من يتلقون العلاج ٣٢٠ الف فقط من اصل ٣٢٠ مليون رقم ضخم!

 آمل ان تكون هناك مادة بأكملها محتواها العلمي كيف الشخص يتوعى أكثر في حياته ، ونستبعد المثل هذا ” اللي يتلسع من الشوربة ينفخفي الزبادي ” ما ننتظر من الشخص إن لم يكن له الوعي الكافي إن يجرب ويخطوا ومن الممكن ان يدخل في الالتزامات و علاقات خطأ من اجل ان يتعظ بعدها ، بعض التجارب من الممكن ان تعدم صاحبها.

وفي النهاية أنصحك عزيزي القارئ بكثرة القراءة والإطلاع الدائم من خلال مواقف الاخرين وأخذ تجربتهم بعين الاعتبار في إطارات محددة. وكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي -رحمه الله-:

أنت عندما تأكل تختار أفضل الطعام لتغذي جسدك فلماذا لا تختر وتنتقي أفضل المعلومات والأفكار التي تغذي عقلك