سميحة الصواف
سميحة الصواف

د

تعلم أنّ حديثًا بيننا لا ينقطع..

عادة ما تخطفنى تلك الكلمات القليلة والمرتبة بعنايه فائقه والتى تستفتح بها المترجمة الرقيقة ضي رحمي تغريداتها الصادقة على مواقع التواصل الإجتماعى, اقرئها فتتوقف دقات قلبى لهنيهات تاركة بكيانى صمت يليق بهيبة كلماتها القادمة ,اقرىء كلماتها بتأنى فى محاولة لإرتشاف منابع مشاعرها بينما خطت بيديها الرقيقتين تلك الكلمات, هكذا ودون بد منى وقعت اسيرة لرسائلها إلى عزيزها الغائب, فى كل مرة اقرأ بها كلماتها اتعجب من سلاسة وصدق وصفها لمشاعرها نحوة ! ترى هل هذا الصدق مقرنا بكونه غائب! لا اعلم حقا ولكن ما اعلمة يقينا بالتجربة والخطأ على مدار سنوات عمرى ان التصريح بمشاعرك عادة ما يكون الاصعب وبالاخص لمن هم يعدون من وجهة نظرك اعزاء..

عادة ما احببت التعبيرعن مشاعرى وافكارى بمواقف وكلمات واضحه لا تحتمل التأويل, مما لا يدع للمتلقى ايا ما كانت درجة ذكائة سوى فهمي والتعامل معي تباعا! فانا شخص لطالما كان يعشق الوضوح, فهو يوفر الوقت والجهد اللائى قد يبذلوا فى المسار الخطأ بسبب الإلتباس وسؤ الفهم. وكما نعلم جميعا كم العمر قصير لنضيعة فى إلتباسات.

ربما تعد رغبتى بالوضوح خطوة اولى منى نحو الاخرين فى محاولة لمطالبتهم بالطريقة المثلى للتعامل معى! فها انا اعبر عن نفسى امامكم بكل وضوح فإن لم تعاملوننى كما استحق وحاولتم تلويين وتغيير كلماتى لإستنزاف كلمات لم اقولها! فعلية يكون من الواضح ان العلة بكم ايها المتلقين وليس فى انا، وبذلك ابرأ ساحتى امام ذاتى على الاقل! اليس هذة المعادلة الحسابية فى منتهى السهوله؟ 1+1=2… هكذا كان ولا زال الوضع مع الجميع..الا الاعزاء!

“في مقهى جانبيّ،

سأحكي لرجلٍ لا أعرفه أشياءَ كثيرةً دُفعةً واحدة،”

إيمان مرسال, ممر معتم يصلح لتعلم الرقص

حقيقة الامر انى اتمنى لو كنت فى سلاسه ضي رحمي لتعبر لعزيزها عما تفكر به بوضوح، دون مخاوف عادة ما تربط السنتنا فنظل صامتين مكبلين بأنفسنا امام انفسنا، بينما نحمل بقلبنا كل هذة المشاعر السلبية نحو من نحب !ترى كيف تبدأين هذا الحديث الذى لا ينقطع؟ سؤالى قد يكون ابسط من سؤال كيف بدأ الخلق؟ فكل ما اريد معرفتة حقا هو كيف بدأ الحديث؟

ربما الامر اسهل مع الاقل قربا لعدم مبالاتنا بتباعيات ومردود كلماتنا عليهم , بينما هؤلاء الاعزاء يقتلنا حبنا لهم بسم كلماتنا المكتومة خوفا عليهم، والتى قد تصيبهم بمشاعر لا نحب ان يشعروا بها! كمشاعر الخوف والحنق والتهديد والرفض والارتياب! ربما عنوان فيلم kill your darlings صار اكثر منطقية بعقلى الان ففعل التكتم هذا يقتل حقا!

“عادةً كل شيء يتكرر

والخانات مملوءةٌ بأجسادٍ جديدة

كأن رئةً مثقوبةً تشفط أكسجينَ الدُنيا

تاركةً كلَّ هذه الصدور

لضيقِ التنفُّس.”

إيمان مرسال, ممر معتم يصلح لتعلم الرقص

اخر ما قد احتاجه ان يشعر اعزائى بأية مشاعر سلبية ,ولكن الاكيد ايضا ان هذا البوح المكتوم سمة اشد فتكا، بينما يتركنى لضيق التنفس والإحباط اثناء مواجهتى لذاتى بالمرأة فى محاولة لاقناعها بتأجيل تلك المواجهة الصادمه لقليل من الوقت, ربما نجد وقت افضل وظروف مواتية اكثر للتعبير والحديث, ولكن حقيقة الامر يا أعزائى ان خوفى من إيذائكم قد ارتد على ليأذينى انا مما أدى بالتبعية بكل آسف ان ينقطع حديثنا بلا رجعة. علية وبكل آسف فلنجلس صامتين سويا نتأمل مدى سعادة حظهم بينما يعلمون يقينا أنّ حديثًا بينهم لن ينقطع…