سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

تطبق الشروط والأحكام

“تطبق الشروط والأحكام”

عبارة نراها كثيراً سواء عند شراء منتج، أو الإشتراك بإحدى الخدمات أو التطبيقات، أو عند إجراء معاملات بنكية أو رقية. . إلخ.

لا نهتم لقراءة الشروط ولا الأحكام. نهتم فقط بالجزئية التي نحن على وشك التعامل معها أي كانت، ولا نبحث فيما هو أبعد من هذا، فلا نعرف إلا عند وقوع المحذور ما كان علينا أن نعرفه قبلها، لكننا لم نكترث ولن نكترث لو لم يحدث ما يستدعى منا هذا الاكتراث.

قائمة كبيرة جداً من القواعد التي يجب علينا اتباعها، وقائمة أكبر لما لا يجب علينا فعله أو مخالفته حتى تستمر الخدمة التي نطلبها للعمل ولا تتوقف، ولا نقع تحت طائلة القانون والمحاسبة.

بالتأكيد معرفتنا بتلك المعلومات، تجعل الأمر مختلف تماماً. من جانبنا فقط، لأننا في كل الحالات سنسأل عما بدر منا، وعما تم بالمخالفة بما لم نهتم به، ولن يكون تجاهلنا في صالحنا، ولن يأخذ أحد جهلنا هذا بعين الإعتبار.

كما نفعل مع الأشخاص. صحيح لا يوزع إلى جانبنا قائمة مماثلة للتي تأتي مع الأشياء الآخرى، ولا يخبرنا أحد بما يجب علينا أن نفعله هنا، وأن نتجاهله هناك. لكننا مع ذلك مجبرون على البحث عن تلك القائمة إذا أردنا الحفاظ على هؤلاء الأشخاص بحياتنا.

حتى مع معرفة معظمنا بتلك القواعد مع الأشخاص، يظل معظمنا يجرب حظه مراراً وتكراراً_لاعتقادنا بأن الحياة خلقت لأجلنا فقط_ لنرى مدى تحمل الطرف الآخر، لنرى هل تسري هذا الشروط علينا كما تسري على الجميع؟ أم أننا مميزون فنحصل على استثناء؟

في المقابل قد يعطي بعضنا هذا الاستثناء، أو لا. لكن الوضع لا يستمر للأبد ككل شيء. أو بمعنى آخر يكون الأبد هذا نسبي حتى نمل نحن من اللإستثناء الذي لم يؤتي ثماره، أو يمل الآخر من عدم شعوره الكافي بالتميز الذي يحسب أنه يجب أن يستمر لأنه مختلف ويستحق هذا التميز.

حتى مع استمرار الاستثناء يصبح الأمر معتاد وممل ولا يعد مميز مع الوقت! فتعود مخالفتنا للقواعد علينا بالسوء قبل أن تضر بالآخرين.

والقواعد في حالتنا هنا تختلف من شخص لآخر، قد نستطيع تعديل بعضها أو إلغائه تماماً، وقد نضطر للتعامل معها هكذا كما هي، كما في باقي المعاملات مع الأشياء التي نجبر على قبولها للحصول على ما نريد.

الأسوأ أن نتجاهل تلك القواعد مع الأشخاص، كما نتجاهلها في الماديات، لنجد أنفسنا في النهاية خسرنا كل شيء، لعدم قدرتنا على قبول تلك القواعد. في تلك الحالة لا يمكننا لوم أي أحد سوى أنفسنا.

لأننا نعرف جيداً أننا من قام بمخالفة كل شيء بلا مراعاة لأي شيء سوى احتياجاتنا التي لاتهم سوانا، فمن أجلنا ومن أجل كل شيء نبحث عن بقائه معنا بصفة دائمة بدون أن يتضرر أي منا، علينا دائماً مراعاة القواعد حتى لا نخسر عند تطبيق الشروط والأحكام.