إسراء عصام فتحي
إسراء عصام فتحي

د

بناء إجتماعي لمجتمع أفضل

يعبر البناء الاجتماعي عن الأطر التي تحدد شكل و مسارات السلوك الإنساني داخل كل مجتمع ، و بالتالي فهو بمثابة إطار تنظيمي للنظام و القواعد التي تحكم العلاقات الإنسانية التبادلية ما بين الأفراد.

كما أن البناء الاجتماعي يعبر ايضاً عن كل محيط اجتماعي يمتلكه الفرد داخل كل مجتمع وذلك بدءاً من اصغر محيط إلي أكبر – من الأسرة إلي النظم السياسية و الثقافية – وكل نسق مما سبق يحكمه مجموعة من المعايير و يندرج أسفله مجموعة أخري اكثر تفرع.

يندرج البناء الاجتماعي بذلك اسفل كل قضية إجتماعية ونفسية يحاول الإنسان فهم أسبابها وإيجاد محاورها التي تتحكم بحاضرها كما تشكل مستقبلها.. ليس فهماً فحسب إنما يتغلغل البناء الاجتماعي داخل جذور كل مسألة إجتماعية و علاقتها ببعضها البعض.

كيفية علاقتها بتطور الإنسان و نموه و بالتالي نمو المؤسسة الاجتماعية أو المحيط التابع له الفرد.
وما هو المسؤول عن نمو ذلك الإنسان؟ هل نمو فردي ذاتي أشرفت عليه أرادته الحرة وصاغه ضميره له، أم تولي المجتمع مسؤولية ذلك من خلال سن القوانين وغيرها من زرع أسس البناء داخل كل إنسان.
و دور العقل و الروح ، ميوله، رغباته وقراراته الشخصية التي تشكل مساره.
إضافة إلي دور الوعي الجمعي اثناء كل ذلك ، فنحن لا نستطيع أن ننمو في عزلة عن بعضنا البعض ؛ إنما الإنسان كائن يؤثر و يتأثر و الخبرة الإنسانية يتم مشاركتها بشكلا ما فتؤثر في عقل آخر.. كالمعرفة ، الفن و الكتابة.
كيف يميز البناء الاجتماعي في كل جوانب حياة الإنسان الاستهلاكية منها و الإبداعية وما هو دور كلاً منها في تطوره و تطور كل مجتمع … فإن كان الطابع الاستهلاكي يسيطر علي مجمتع ما كيف يتحول نسقه الاجتماعي و بالتالي تتحول السلوكيات في أصغر محيط داخله.
و علي العكس ؛ كيف تؤثر البيئة الإبداعية و العلمية علي شخصية الفرد فينقل ذلك الوعي إلي شخص آخر و بالتالي يتأثر البناء الاجتماعي الحاكم لذلك المجتمع ؛ فتتأثر سلوكياته و الأنا الحاكمة له.

حيث تعتبر البيئات الإبداعية هي البذرة المسؤولة عن إطلاق العنان في الإصلاح سواء كان إصلاح تعليمي،. سياسي و اقتصادي ، مما يؤثر علي المنبع الرئيسي الذي يستلهم منه كل إنسان آلية عمله ومسار عقله فيما بعد والخطوات التي يتخذها منهجاً لمستقبله لينتقل اللقاح المعالج إلي جيل آخر قادم ، يستلهم تلك الخطي ويطورها تبعاً لتطور المجتمع حينذاك.

أن يختار كل مجتمع عناصره وكوادره مانحاً صوت الخاص لمن يملك ومن يستحق، صانعاً بذلك خطوات صغيرة في تشكيل بناء إجتماعي قويم، أن لا يسمح لجاهل أو متعصب في الخروج إلي النور بإسمه مؤثرا بذلك علي عقول لأجيال شابه تمتلك في مكنونها بذور ارضِ جديدة تحمل المستقبل معها.
أن يحمي العقول من تطويع ذاتها للعيش داخل الظلام و لا سيما عقول الصغار محاكماً كل فاسد بتجريف تربتهم الأولي.. كل كلمة هي مسؤولية كبرى علي أساسها تتكون ظاهرة إجتماعية ، ليظهر فيما بعد بناء إجتماعي نستغرب ونتعجب من أين بدأ ومن أين ظهر؟ إلا أن سكوتنا عنه كان الفرصه العظمي لبطشه حاملاً معه كل فساد.. إن التنمية في أساسها هي تنمية الإنسان وكل بناء إجتماعي قويم أساسه فردً واحداً لتصبح أسره فيما بعد ومن ثم محيط اجتماعي صغير إلي أكبر وحتي مجتمع كامل.