أمل محسن
أمل محسن

د

الوصاية الزائفة !!

لا أحد يعلم كيف يفكر البعض  نحو الفتيات الغير متزوجات ، فالناس تنظر إلى الفتاة بصفة عامة  على إنها بضاعة وسوقها هو الجواز، فإذا فاتها القطار إنهار مستقبلها!! وضاع آمالها من استكمال المسيرة!! بل يجب عليها أن تجلس وتندب حظها وتُقطع في ملابسها أرضاءً للنفوس المريضة التي تريد أن تراها تتحسر على عدم زواجها!! 

أتعجب لهذا التفكير الذي يختذل حياة المرأة في الخضوع والاستسلام لأعراف قديمة مستمدة من الجهل الذي كان يحيا فيه البعض!!، فهم يحكمون على الغير متزوجة بالإعدام شنقاً دون أن يلتف حبل المشنقة  على رقبتها، فيكفي أن يخنقها المجتمع ويلف حول رقبتها العقد والتخلف والجهل ويمارسون عقدهم في  تدميرها نفسياً تحت مسمى الوصاية الزائفة !! والخوف عليها من كابوس العنوسة المزعومة في عقولهم الخاوية من التفكير والتدبر في أمر الله في خلقه!!

الزواج هو سنة الله لعباده في الأرض ولكن هل يتزوج الإنسان لمجرد استكمال الشكل والوضع الأجتماعي أم يتزوج لانه يعلم ماهو الزواج ويريد أن يستقر مع شريك يفهمه ويعينه علي الحياة أم يتزوج لأنه لابد له  أن يتزوج دون النظر إلي كيف سوف تسير الحياة؟؟!!

الحقيقة المتعارف عليها وسط الأعراف المجتمعية الغير واعية   أن على الجميع أن يتزوج أرضاءً للجميع دون النظر إلى مصلحة الطرفين اللذين سوف يقوم عليهم الزواج؟ فمصلحة الجميع أن يتم الزواج حتى إذا فسد الزواج وانتهى بالطلاق والفراق، فلابد أن يتزوج المرء حتى لا يلاحقة لقب العنوسة أو نظرات الشفقة من المغيبين. 

هل فكر المجتمع  لماذا لا تقدم بعض الفتيات على الزواج؟  ليست الفتيات فقط بل إيضاً بعض الراجل؟

يعتقد البعض أن على الفتاة  أن تقبل بالزواج من اول عريس يقوم بقرع جرس الباب دون النظر  إلى صفاته وظروفه  وأخلاقه وإيضاً مؤهلاته، فلابد أن تقبل الفتاة  بالعريس الذي سوف يغير حياتها وينقلها من لقب آنسة إلي لقب متزوجة دون النظر إلي أي اعتبارات أخرى! فهذا هو الإنجاز الحقيقي من وجهة نظرهم المحدودة !!

إذا كيف لفتاة متعلمة  واعية أن  تقبل بهذا الوضع الغير منطقي والغير عقلاني .

ولكن هذا الوضع للأسف الشديد ينطبق بحذافيره على الفتيات الغير متعلمات ومن طبقات فقيرة ومن الممكن الطبقات المتوسطة إيضاً !! وللأسف الشديد قد تقبل به بعض الفتيات المتعلمات نظراً لفرض الوصاية الزائفة عليهن وإخضاعهن لعملية التأثر النفسي السلبي الذي يجعلهن يتقبلون أوضاع لا تتناسب مع عقليتهم أو ظروفهم وحياتهم !!، أن الوقوع في دائرة  الوصاية الزائفة من بعض الأشخاص يجعلهم يشعرون بأنهم بلا قيمة دون الزواج ،وهذا الوضع المسمى بالوصايه الزائفة يقع ضحيته بعض الرجال إيضاً وينتج عنه زواج غير مستقر يتسم بكثرة المشاكل وعدم التفاهم الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء علاقة الشراكة الزوجية بالطلاق أو المكوث أمام المحاكم لإنهائها!!! وهذا ما يعاني منه المجتمع اليوم !!

أن الجهل بالدين  الذي كفل للإنسان حرية الاختيار هو الذي تسبب في الفجوة الواقعة الآن في مجتمعاتنا ويدفع ثمنها أجيال أدركت  القيمة الحقيقية للحياة وتعرف المعنى الحقيقي للزواج وتكوين الأسرة والشراكة الدائمة.

المشكلة الحقيقة هي أن الوصاية الزائفة جعلت بعض الأشخاص يعطون  لأنفسهم  حق أختيار شريك الحياة دون النظر إلى حق الإنسان في الاختيار، فليس من حق أحد أن يختار لأي شخص شريك يشاركة حياته إلا نفس الشخص الذي سوف يحيا هذه الحياة !!

أن من أسس الزواج أن  يقوم على التفاهم والمودة والرحمة والتكامل الذي يحدث بين الطرفين فكيف لشخص ما يختار لشخص أخر  شريك لحياته لا يمثلة أو يكمله أو يرضى عنه !!.

لا تٌرضي أحد على حساب حياتك فالحياة تكون جيدة وسعيدة مع من تختار أنت بنفسك لا بالوصايا الزائفة، فكل إنسان عليه أن يتحمل نتيجة اختياره لا نتيجة اختيار من يعطي لنفسه حق الوصاية عليه 

في النهاية سوف يخلع يديه من أدخلك هذا القفص ويتركك وحدك تأخد قرارك  تواجه مصيرك دون ان يعطي لك أي نصيحة لأنه لا يملك الوصاية عليك!! 

 استقيموا يرحمكم الله