ثناء بن شبل
ثناء بن شبل

د

النهايات مع الثانية عشرة صباحًا!

قد لاتتشابه النهايات عند مفترق الطرق، وأيضًا القِصص قد تكون قفلتها جميلة وكوميدية كما سرت عادة الدراما الهوليودية ينتصر البطل ويموت الشرير، أو ربما يستعيد قوته في بلدٍ ما، أو نهاية مأساوية مثل الدراما الفرنسية أو لعلها دراما تتخذها الأيام كيفما تشاء!

لوهلة التي تجعلنا نتذكر ماذا كنّا مثل هذا اليوم العام الماضي؟
لِتنقر على أمر التشغيل ويبدأ الشريط السينمائي في مخيلتك بسرد الأحداث، ولكن دعني أخبرك بأمرٍ ما، عقلك ذكي في صناعة المحتوى القصصي ستراه يعقد المفارقة بين الماضي والحاضر ونقاط التصادم بينهم.. من هو الحاضر العام الماضي والغائب في هذا اليوم!.. ماذا عن الأشخاص الذين راسلتهم بالعام الماضي بجملة “stay with me in 2021 ” هل حقًا هذا ماحدث؟ وماذا حلّ بالعمل القديم، وأين أنت الآن!
تنظر لنفسك بعد طول هذا العام، لربما أن القفلة بالفعل لم تتشابه مع العام الماضي، فعلام تنتظر إلى ذات المفاجآت؟ 
ربما لأن الظروف من عام لعام تختلف، لذلك لن تكن  المفاجآت هي ذاتها في كل مرة!

المتعة في الأحداث قبل النهايات

هذه الساعة الدوّارة القابعة بمنتصف غرفتك، قد تظن أنها تبدأ من الثانية عشرة لتتوقف مجددًا عندها وتبدأ من جديد، ولكنها في الحقيقة تُعبّر عن أحداث حدثت عبر محطات عدة، تسجل لنا كيف سارت الأمور، وكيف اتّخذت بعض الأمور مواقفها الجديدة، كيف أصبحت اليوم طالب بكلية شاءت الأقدار أن تدرس بها، أم كيف أخذتك الأمور لتدير مشروعًا خاص بك، أو الصدفة التي جمعتك بشريك حياتك.. تتوالى الأيام والأحداث.. اتصال مهم قد يختصر عليك بعض الأحلام.. صديق آخر يغنيك عن كل الأصدقاء.. خبرٌ هنا ولقاء هناك، تأخر ثوانٍ خصم ثم خصم حتى النفاذ، غدر قليل وياقلة الأوفياء.. هذه الدنيا ونحن بها زائرون ياصديق!
أرأيت كيف مرت الأحداث سريعًا في مخيلتك؟! وهل أدركت أن المتعة تكمن في الأحداث وليس في الفراغ الممل القاتل، فهذه الأحداث مهما خلفت بعدها إنكسارات وطعنات إلا أنها تُذكر على بُعد أعوام، فلن يخلد شيء بذاكرتك ليس له حدث!


استنكرت نفسي قليلًا حين وجدتُه ديسمبر 2021، رويدي! ماذا حلّ بتلك الأماكن التي اعتدتُ عليها في نفس هذا الوقت منذ عام، ذلك الصديق وتلك الهوايات المركونة على الجانب، ولرُبما أنا!
.. جانبٌ ما بداخلنا يأْبى الوُقوف أمام حقيقة كوننا نتغير مع الزمان بشكل دقيق، نتعامل مع متغيرات وظروف استثنائية تطرأ على شخصيتنا بعض التغييرات، فنجد أنفسنا عند كل عام، أهذا هو أنا؟ لربما قبل عام كنت عاجزة على حل معادلة لوغاريتمية، وحفظ بقية الأبيات من صوت صفير البلبلِ، أو بالأحرى أخشى السير بمفردي بالطرقات، أو أقطع مسافة 6 كلم سيرًا على الأقدام.. أو ربما لم أكن على قناعة بأنه لايفترض على أيامنا أن تكون مثاليةً دائمًا، فقد كنت أظن أن اليوم السيئ هو خطأ ما، كالخطأ الذي يقع به المحاسب عند إدخال البيانات!
أعتقد الآن إنها ليست الثانية عشرة بالتحديد لينتهي اليوم، ولكن هذا العام قد قارب على الانتهاء حاملٌ معه الثانيات العشرة كلها بمسرّاتها وأحزانها، ببؤسها وسرورها، حلمها ويقظتها،وكل فصولها .. وتمضي الأيام والشهور ويأتي نهاية العام لتدرك كل الصفعات التي هذبتك.