أفنان راشـد
أفنان راشـد

د

صبيحةُ الأربعاء

صباحُ السلامِ والضياء، لمن صافح اللياحَ وِدًا، وذكر ربهُ تذللاً وحُباً، ومنَ الفرقانِ تلاَ وِرداً، ثم أتبعهُ بالامتنان لكلِ تفصيلةٍ ولكل نبضةٍ ونسمة، صباحُ الرضا لمن عانق روحه، وأحَبها كما أحبَّ تلك الزهرةِ التي كانت بيدهِ ذات يوم، تقبل هفواته، ولم ينتصب واقفاً أمام عتباتِ بابِه، إنما اعتاد أن يغرس في كل واحةٍ زرعة، ويرى في كلِ أمرٍ عسيرٍ سحراً وفروهة، حتى تراهُ وجدَ بحناياهُ أعجوبة، مشهورٌ بإقدامه، وقوةِ عزمهِ وإصراره، يعتزَ بأشيائهِ اليسيرة، ويبحثُ عن حقيقةِ نفسهِ وسعادته في تراكمات أيامهِ كلَ صبيحة، فيرسمُ خُطى طريقه، ويبدأ تحقيقها في ذاتِ الآنِ والدقيقة، لا يغريه طنّانٌ بأملاكهِ الفارهة وسعادتهِ الزائفة، إنما تسعدهُ بساطتهُ، وتبهجهُ رشفةٌ من كوبِ قهوتهِ المفضلة، هو بالجودِ واللطفِ على نفسهِ تفضل، وبانتصاراتهِ تبجّل، حتى أصبح أسعدَ الملأِ وأغناهم، هذا ما أخبرني به الصباح، ماذا عنك؟