أمل محسن
أمل محسن

د

الشهر الفضيل

تمضيِ الأيام من عمرنا ولا ندري كم تبقي لنا في هذه الحياة الدنيا غافلين غارقين في دروبها، تارة في متاع الحياة الدنيا وتارةً أُخري في متاعب الحياة ومعاناتها.

فقد منح الله سبحانه وتعالي لنا الحياة لكي نجتهد ونسعي ونعبده خير العبادة ونشكره خير الشكر علي كل النعم التي أعطي لنا وحتي في الأخذ نعلم إن الله قد منحنا نعمة كبيرة لا نستطيع شكرها وهي نعمة المنع ففي ما فقدنا رحمة كبيرة وحكمة لا ندركها في وقتها ولكن سوف نعي تفاصيلها عندما يأذن الله لنا بالعلم.

هل كل العطايا التي يعطيها الله للإنسان يستغلها في حينها أم يتركها تمضي دون أن يكون قد أحسن معاملاتها! وكيف نحسن لعطايا الرحمن؟!

أتعجب كل العجب من الّذين يغفلون عن شهر العطاء شهر المنح الذي منحه الله عزل وجل لعبادة هدية ورحمه لهم للفوز بالجنة وهم يخسرون فيه الصنع الحسن!!

لقد مضت أحدي عشر يوماً من أيام الشهر الفضيل مخلفة في قلوب العباد جرعة دينية مُكثة تملؤها الروحانيات والأجواء والشعائر الدينية المقدسة من صيام وقيام وذكر وأجتهاد وصبر علي تحمل عناء الجوع والعطش في ظل دراجات الحرارة المرتفعة ، ولكن هناك من يغفل عن تعظيم شعائر الله! وعن حسن أستقبالها بالقيام بها في أوقاتها والصبر عليها والمثابرة لإدائها ولا يدرك أن الشهر الفضيل عطاء من الله للعبادة لكي يحصلون علي الجائزة والفوز بالرحمة والمغفرة والجنة.

فالصيام فريضة ينتظرها المسلمين بفارغ الصبر حتي يشعرون بقربهم من المولي عز وجل ولكن لما الغفله من البعض وإلي متي الإنتظار .

إنه لشعور مؤلم أن يمنع أحدهم نفسه من التقرب إلي الله والشعور بلذة العبادة والسكنية والأمان الذي يشعر به المقربين من الرحمن في هذه الأجواء الرائعة التي لا تتكرر إلا مره واحده في العام !! فهم في غفلتهم يحسبون أنهم  يُحْسِنُونَ صُنْعًا وهم الأخسرين أعمالًا!

يخسرون مع مرور كل يوم هدية من الرحمن للتقرب منه يخسرون متعة القرب ومتعة العبادة متعة تهذيب النفس، فالنفس البشرية يهذبها الصيام والصبر، والقيام بالصلوات تجعل النفس مطمئنة في كل أوقاتها.

فالذي أعطي لنا المال والبنون ومتاع الحياة الدنيا أعطي لنا الأن المنحة السنوية للفوز بالجنة شهر رمضان المبارك لنحسن له بالتقرب منه والأحسان إلي العبادات بالقيام بها والصبر عليها .

لا تكون من الذين يخسرون مع كل يوم يمضي من هذا الشهر الكريم فرصة ومنحة وعطاء بالفوز بالجنة وأن تكون من عباد الله الصالحين.

هل تستحق غفلت الذين ينصرفوا عن القرب من الله عز وجل بتركها ؟!الذهاب للفوز بالمتاع الزائل!!

إن الله سبحانه وتعالي رحيم بنا فعندما فرض علينا فرضية الصيام أعطي لنا الرخصة للأفطار في المرض أو السفر !! وأعطي لنا المنحة في الصبر علي تحمل الجوع والعطش، إن الله يضع القوانين والعبادات ويعطي الرخص والرحمات!! لإنه يعلم بأحوالنا فهل لا يستحق هذا أن نحسن لعطايا الله بالقيام بها ؟!!

لا تضيعوا الشهر الفضيل في الذهاب وراء الشهوات والمحرمات أستقيموا يرحمكم الله فالأيام معدومة وليس بالعمر الكثير ليضيع في اللهو واللعب ولكن أجعلوه شهر البداية لكل ما هو جديد وجميل في حياتنا.

فرحمة الله تحاوط عبادة في كل الأوقات والأحوال والحالات ولعل هذا الكرم والعطاء الذي منحنا الله سبحانه وتعالي إياه يجعلني أتعجب من الّذين يمتلكون كامل الصحة والعافية ويتعمدون الأفطار ولا لشعائر الله يعظمون!!

فكيف يشعرون في حياتهم؟! هل هم مستقرون بهذا البعد عن كرم الله وحبه وعطاءه !!

وكيف يعلمون كرم الله ولطفة وحبه وهم غافلون عنه فهم بالتأكيد غارقون في متاع الدنيا الزائل ولا يدرون ما كم العطايا والحب الذي يدخره الله لعبادة الصالحين

أستغلوا المنحة وأستغلوا كرم الله ورحمة وأحسنوا للشهر الكريم فيما تبقي

أراكم في مقال جديد بإذن الله