نوف النهدي
نوف النهدي

د

وقع خيار على كورتادو

يميز الكورتادو عن فلايت وايت أنه فريد ومميز ولا يندمج إلا مع الحليب القليل و المكون الاساسي هو “قهوة” فقط. أفضل تواجده في طاولتي لإن يمنحني رونق و إيحاء بالإنفرادية وأن كثرت امتزاج الحليب بمنظوري يفسد قوائم القهوة ويعطي انطباع ان الازدواجية مفسدة 

طعم المراره اتلذذ به و في الواقع يجعلني يقظة لاطول فترة ممكنة، كمية الكافيين توقظ حواسي و عقلي على الإدراك.

اخترت قراري بعد مدة من تعب و الارهاق و التفكير كان عبارة عن مزيج من الارتياح والابتهاج و بعض من القلق تُرى هل أتخذتُ الخيار لصائب ؟ 

في الحقيقة كان الاغلب متوقع مني أن اتيح لهم فرصة الاختيار.. وأن اجعل القرار بين يديهم -كالعادة- يتوقعون بأنها قطعة كيك او اختيار لبس مناسب، وأن أترك الامر ياخذ مسار غير المسار التي معتادة عليه. 

وأن اجازف بفكرة و اتجاهل ردود أفعالهم عن هل أنا أسير في الطريق الصحيح؟ 

معتقدة هكذا يمكنني ان انتقم على سنين التي مضت تحت اختياراتهم، تمتمت و تجنبت من تعبير عن رغبتي -خوفا- بإن اخضع بعد مدة. وتتلاشى متعتي هنا، وأسقط أمام أهم قرار.

اغمضت عيني بقوة و عاودتها مرارًا و تكرارًا، كنت قد اعددت لنفسي قائمة بأغاني الطاقة اي الاغاني والموسيقى التي تمنحني القوة و الطاقة. لتعيد افكاري بصورة واضحة دون تشويش من قبل الخوف والقلق اللعين وأن كان قراري خاطىء هل سينظرون له بإطار “كل دقة بتعليمه”؟ أم انه لا يحتمل التجريب، وأن حياتي مكرسة لاجل هذا

هل ساكون لطيفه مع ذاتي حين تسقط؟ او افشل او تسير الامور عكس ما ارغب به؟ هل ساخضع؟ واترك الامر الذي اخترته أن ينساب بين اصابعي كحبات الرمل؟ 

ام احارب، لكن ليس طبعي أن أصمد طويل اعلم ان الملل يحاصرني بين الحين والاخر. وان رغباتي بعد دقائق تتلاشى وتتبدل افكاري فيغمضت عين. لإني متطلعه وليست متقلبه و متناقضة لكن لا اقتنع مرات بالفكرة ١٠٠٪؜ ولا أرفضها ١٠٠٪؜ لذا أرغب و اعشق التجارب.. تتيح لي فرص أن أتوسع واجد ذاتي بعيدًا عن كل شيء مزيف، نوف التي تمارس التنظير، وتهوى تلوين وغيرها من الامور.

استمعت الى الكوبلية الثالث لام كلثوم ليرمم ما حصل من دمار،  ابواب الكوبلية مفتوحة منذو اكثر من ٤٥ سنة رحلت و تركت لنا مؤاساة تنقذنا في بعض الاحيان حتى من ذواتنا. لقبت بكوكب الشرق و لكن في حقيقة هي كوكب عالمي.

لا تسمح لي نفسي ان احصرها في زاوية واحده فقط تحت لقب معين و مسار طويل دون وجود ضمانات، هي لا ترغب بوجود عقد و حضور هي تريد نظره ثاقبه تشعرها بأن الطريق مرحب بها