عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

مجلة الشعوب…..!

دائماً ما كنت أبحث عن مجلة للعمل بها وعندما وجدت مجلة وكدت أطير من الفرح وأنا أرى أول مقالاتي بها صدمتني العوائق المادية واحتمال  إغلاقها من قبل القائمين عليها لندرة الإعلانات مما كان يلزمنا جميعاً أن نعمل في الإعلانات ، وكانت المعضلة هي – كيف نجلب إعلانات حتى تستمر المجلة في مسارها وحتى يحصل جميع المحررين والموظفين على مستحقاتهم المالية ، تلك المسألة تحتاج إلى تسويق احترافي .

كانت المجلة تبدو جديدة ونحن كعاملين نعد فريق مبتدأ لا يمتلك الخبرة ، ولهذا كان علينا أن نتدرب على التسويق الإعلامي ولهذا اضطر فريقنا أن يعتمد على جهوده الذاتية بالبحث عن عملاء من خلال دليل التليفونات لتحديد المواعيد ومقابلة المعلنين المتوقعين ، وقد كانت تلك العوائق بمثابة تعجيز لنا ولكن متعة الكتابة وحب الصحافة جعلت البعض منا يتحدى المصاعب لتستمر مجلتنا الجميلة ، واستطعنا بالفعل في بداية الأمر أن نتدارك المشكلات ولكن  بعد مرور سنة داهمتنا الحقيقة بأن اختل ميزان الدخل مما نتج عنه الإغلاق النهائي ، ولكن  المجلة ظلت في نفسي ولم ايأس أبداً من البحث عن مجلة أخرى لاستكمال ما أحلم به .

المجلة ؟

المجلة هي منشور يصدر بشكل دوري، وتحتوي على العديد من المقالات المختلفة، تقدم المجلات مجموعة متنوعة من المعلومات والآراء ووسائل التسلية، وقد تغطي الأحداث الجارية والأزياء وتناقش الشؤون الخارجية، أو تشرح كيفية إصلاح المعدات وإعداد الطعام. وتشمل الموضوعات المنشورة في المجلات، الأعمال التجارية، والثقافية، والأحداث الجارية، والهوايات، والطب، والسياسة، والدين، والعلوم، والرياضة بالإضافة إلى الأدب القصصي، والشعر، والتصوير وتختلف المجلات عن الجرائد من حيث الشكل والمضمون.

 فالمجلات مصممة للاحتفاظ بها مدة أطول من الجرائد. ولهذا تكون أصغر حجماً وأفضل شكلاً، ومن حيث المضمون فإن المجلات أقل اهتماماً بالأحداث سريعة التغير، وتختلف المجلة عن الجريدة إلا أن كلاهما يدخل تحت تصنيف “الصحيفة” كما يطلق على من يعمل بالمجلة “صحفي”.

المجلة تحمل سمات الموسوعة

في المجلة تستطبع أن تكتب في كل الموضوعات بلا أية تحفظات. يمكنك أن تكتب عن الأطفال والحيوانات، المطبخ والأكلات الشهيرة في مختلف بلاد العالم . كذلك يمكنك أن تعرج إلى المقالات السياسية والاقتصادية ولا بأس ببعض الأبيات الشعرية . والأجمل من ذلك أن هناك بريد للقراء يجعلك مطلع طوال الوقت على مشكلات المجتمع . أما من ناحية الغرائب والعجائب فمن السهل أن تفرد لك الأقسام والصفحات للكتابة عن كل ما هو غريب في أنحاء العالم .

تظل المجلة بها سمات الموسوعة من شرح تفاصيل قصصك وتحقيقاتك من خلال الصور الفوتوغرافية والرسومات الملونة ، ورغم أن هناك أنواع متعددة من المجلات يمكن أن يقوموا على تخصيصها في مجال محدد ولكن تبقى المجلة أكثر مرونة في تناول الموضوعات من الجريدة وذلك يعود بشكل رئيسي إلى هدمها لكل القيود التي يتقيد بها ناشرين الجرائد ، فالمجلة  يمكن أن تصدر شهرياً أو كل ستةأاشهر ولا يهم أن تصدر بشكل يومي أو أسبوعي مثل الجريدة، فلا يوجد تعليمات صارمة بشأن ميعاد النشر وذلك يتيح لكل كاتب وصحفي الوقت لإخراج عمل أكثر تميزا وابداعاً ، بل يمكنك ككاتب ساخر أن تأخذ فرصتك في التخيل وإطلاق العنان لعقلك في رسم الابتسامة على وجوه القراء بصناعة كوميديا المواقف الحياتية على شكل مسرحية مختصرة بهدف إيصال رسائل جوهرية في الحق والخير والجمال للأطفال والكبار على السواء.

الجريدة دائما ما تفرض اللغة الحوارية الجادة في السياسة والاجتماع ، وذلك بعكس التحرر الذي تتصف به المجلة في الخطاب ، فليس شرطاً أن تكون ضالعاً في قواعد اللغة العربية ولا يقلل منك كونك لا  تعلم شيئاً عن المصطلحات السياسية . فيمكنك أن تجرب لتكتب شيئا حتى لو كان تافها، فالمجلة تفتح لك بابها لتخرج كل ما في مكنونات نفسك ، فقد يصيبك الحزن وتسطر بعض الخواطر الغير منطقية أو الغير مفهومة ، أو تفرح فتوثق لحظات السعادة في مجموعة كلمات وصور من أغلفة ومجسمات، هنا يمكنك دائما أن تجد مكان ، صحيح أن هناك بعض الجرائد تتبع النهج المنفتح في كتابة القصص والمقالات ، ولكن يبقى الفارق الأساسي في القيود الرسمية المفروضة بالنسبة لمواعيد وتناول الموضوعات من حيث اتباع سياسة المؤسسة الصحفية وبالتالي نظام الدولة وكذلك لغة الحوار.

المجلة تجمع شعوب العالم

المجلة أكثر سهولة من الجريدة لأنها تجمع الشعوب لأنها تعمل على سهولة فهم الثقافات المتعددة من خلآل عرض تقاليد وعادات البلدان في شكل رسومات وتصاوبر توضح كل شيء ، فالامية لا تمنع الأشخاص من التصفح فالصورة هي خير معين لهم في تتبع الأحداث والإلمام بما يجري في كل بلاد العالم ، ولذلك يستعين المعلمين في فصول محو الأمية بالمجلات والموسوعات حتى يسهل عليهم تعليم الأفراد بطريقة سلسة وبسيطة.