عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

لن تنتهي ….

عندما تحاول أن تكتب في أحد الموضوعات فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك إنك ترغب بالتأكيد أن تجعل الجمهور يبتسم . ومن المؤكد إنك ككاتب غير معروف ولا يذكرك أحد فإنك تتمنى من داخلك أن تجذب عدد من أصحابك لقراءة  مقالك . لهذا عليك قبل أن تبدأ مدونتك أن تفكر قليلاً . وتتوجه بالسؤال لنفسك. ما هي الأشياء التي يمكنها أن تغير مزاجي للأفضل؟ .. أم م م…. ما هو .. ما هو ؟ 

نعم .. نعم. . عرفت الإجابة. … إنه البحر  … البحر الكبير جدا الذي يصل الى اللانهاية … العالم كله يحب البحر ؛ فلماذا لا نكتب بعض الكلمات عنه وعن سحر الأمواج والرمال؛ أو نسطر بعض السطور عن المراكب الشراعية والسفن العملاقة ؛ وربما بكون الأفضل من كل ذلك أن نكتب عن الأسماك الجميلة بشتى ألوانها ولكن هذا الموضوع  يحتاج إلى جانب جديد لأن العالم كله يقرأ ويشاهد كل يوم مقالات عديدة عن الكائنات البحرية  ولكن الناس تنتظر ما يكشفه العلماء عن أسرار عالم المحيطات والبحار،  وما الذي يحدث في القاع المظلم تحت الأمواج ، فقد كنا نلهث دائما وراء ما ترويه الأساطير عن عروس البحر رغم إنها مجرد حكايات كاذبة ، ولكن الإثارة التي تصنعها البحار هي التي تخلق الشغف والجاذبية في النفوس، إن ثمة غموض يكتنف المحيطات والجزر خاصة في ساعات الليل حيث يتكلم البعض عن أصوات غريبة  تنبعث في الأعماق.

مثلث برمودا ..

كانت قصة مثلث برمودا هي الأكثر إثارة رغم إنها ليست خيالية ولكنها غريبة في أحداثها فتداولها الناس باعتبارها أسطورة ،  فإن مثلث برمودا  أو  مثلث الشيطان  كما يسميه البعض هو عبارة عن منطقة تقع في الجزء الغربي من المحيط الأطلنطي ، حيث يزعم البعض  أن في تلك المنطقة يتم اختفاء الطائرات والسفن وركابها بشكل غامض ، وقد شكلت منطقة المثلث لغزاً يتناقله الناس على مدى السنين بسبب الاختفاء غير المبرر للسفن والطائرات فيها، ويغطي مثلث برمودا نحو خمسمائة ألف  ميلاً مربعاً من المحيط الأطلنطي، حيثُ يقع في الجزء الغربي منه ويجاور الجزء الجنوبي الشرقي من ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، أما مساحته فتبلغ نحو مليون كم2 ويشتمل مثلث برمودا على فلوريدا، وجزر برمودا التابعة لبريطانيا، وجزر البهاما .

 يقال أن كريستوفر كولومبوس  عندما أبحر عبر هذه المنطقة في رحلته الأولى لاستكشاف الأمريكتين  ذكر أنه شاهد لهباً كبيراً من النار يعتقد أنه نيزك تحطم في البحر في ليلة ما، وبعد بضعة أسابيع ظهر ضوء غريب في تلك المنطقة.

حسناً .. إنها رواية ممتعة لأنها تمتليء بالطلاسم والخفايا ، ولكن العلم له تفسيرات منطقية لتلك الظاهرة  مما ينفي الشبهات الروائية المرعبة ، ولكن  بعض العلماء يعودون للتشكيك في جدية تلك الاكتشافات بأنها غير مؤكدة مما يجعل العالم في حيرة من الأمر لتظل تلك البقعة مركزاً  لشغف المصورين والروائيين وكذلك صناع السينما.

ليست واحدة ..

نعاود مجدداً الحديث عما يمكن أن يدور في رؤوسنا ونحن نكتب ، فإن البحث عن الأفكار ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً إذا عرفت إنك قاريء قبل أن تكون كاتباً ، فما  هي أنواع الروايات التي تنال إعجابك فتكتب ما يشابهها  أو تستكمل الأفكار والمباديء التي تنادي بها ، فالقراءة هي العمود الرئيسي لكل المقالات والروايات ، فكيف يمكن أن تكتب دون أن تقرأ ، فقد ترى كثير من الموضوعات المتشابهة فتظنها واحد ولكنها في الحقيقة مختلفة لأن لكل منها قالب آخر مما يجعل الجوهر مختلف .

الطبيعة…

وتبقى الطبيعة هي الأكثر إلهاماً للكتاب والشعراء ، فقد تختار الأشجار والنخيل كموضوع للكتابة ، وتتذكر كم الرسومات للنجيل والشجر التي ظهرت في أفلام الكارتون وكنت تستمتع بمشاهدتها ، ولكن ما الذي يمكن أن تكتبه عنها ، لقد كانت الحشائش والورود الجميلة مصاحبة  لآليس (آليس في بلاد العجائب) كانت أليس تتكلم مع الحيوانات و الأزهار والنباتات ، فقد كانت الطبيعة ناطقة بالكلمات لأن دورها يعد رئيسياً لأنها فاعلة ونابضة بالحياة ، فهل يمكن أن نستخرج منها تدوينة ، لماذا لا نفعل ذلك؟..  

قد تسمع صوت دندنة لأحد الأغنيات في إلحاح غريب على مسامعك وكأنها توحي لك بأن تكتب عن أحد الموضوعات بها مثل الأحلام أو الشمس والقمر والنجوم ، فتجد نفسك غارقاً قي حزمة من الكلمات والمعاني ثم تنسى ما كنت تبحث عنه وتصاب ببعض الإحباط  فتدخل على مؤشر البحث جوجل وتطلب المساعدة من أجل أن تقتفي أثراً  لموضوعات جديدة ، و لكن الأقدار  يمكنها تغيير كل شيء فقد يحدث لك حادث يجعلك تصل إلى فكرة نادرة  ، وربما تلهمك الحوادث المحزنة بشكل غير عادي لتعرف أن في المحن تكمن  المنح والرحمات ، ولكننا لازلنا نبحث والأفكار لن تنتهي …