سمانا السامرائي
سمانا السامرائي

د

لماذا “حياة السنجلة” رائعة؟

في وسط كل المحتوى من منشورات ومقالات الموجه للمحبين منذ منتصف شهر كانون الثاني نكتب عن مزايا حياة السنجلة.

بالطبع الحب بأشكاله معزوفة جميلة تضفي رقة وسعادة لهذا الكون، لا حياة من دون حب، إلا إن الصورة الرومانسية للحب والارتباط العاطفي قد لا يكون بذلك الجمال كما تحاول أن تخبرنا الأعمال الأدبية والفنية، لذلك صديقي المتفرد بالفكر، المرهف الحس، المستقل الإرادة، أنت لستَ وحدك، هذه تدوينة لك، لنمضي معاً لتعداد مزايا الاستقلال وتمجيد ما يسمى “حياة السنجلة”.

– شرطة اللغة: استخدمت المفردة العامية لأني أشير لما هو جزء من الحياة العامة.

لماذا “حياة السنجلة” رائعة؟

  • الإدارة الحرة

أنت تختار متى تفعل ماذا، لا يوجد من تؤثر قراراتك اليومية عليه، أو تؤثر قراراته عليك، إن شعرت بالجوع أكلت، وإن غالبك النعاس نمت، لن ينزعج أحد لأنك لم تتصرف بطريقة معينة، ولن تضطر للنقاش حول شراء أي قطعة ترغب باقتنائها، أو قرار مهني تريد أن تتخذه، أو تنسيق المنزل بطريقة ما.

  • لا إحباط

لا تنتظر من أن يقدم لك أحدهم أي شيء أو يراعي شعورك بأي طريقة، أنت مسؤول بالكامل عن شعورك وتفاصيل حياتك، يميل الإنسان إلى أن يكون سريع الإحباط عندما يرتبط بأحدهم عاطفياً، فهمها كان الشخص مدركاً للخصائص النفسية للإنسان وقواعد العلاقات إلا إنه عندما يحب يصبح غبياً تماماً -ولأسباب مجهولة- فهو يتوقع دون شعور منه أن يفهمه الآخر وكأن هناك رقاقة تنقل الأفكار والمشاعر بينهما، ولهذا يحبط باستمرار وبإيقاع يومي لأبسط التفاصيل قبل أكبرها، هذا إذا اتفق الطرفان على إن الأمر المعين هو بسيط أو كبير.

  • الشعور الحر

في أي لحظة بإمكانك أن تشعر الشعور الذي تريد أن تشعر به دون أن يرتبط شعورك بأحد أو يتعلق به أو أن يكون شعورك نتيجة لفعل آخر.

في اللحظة التي ترى السماء جميلة هي جميلة فعلاً وليس لأن شعورك يوهمك إنها كذلك بتأثير حبك الفياض لأحدهم، تحتسي القهوة فتلذذ بها لأنها قهوة جيدة، تستغرق في تجربة ما عندما تكون مثرية لا تُنسى، لا تنزوي مكتئباً بائساً بين أصدقائك في جلسة سمر رائقة لأنك محبط من تصرفات آخر.

أنت كوني، غير محدود، منسجم مع عالمك، منخرط فيه بلا أي تأثيرات على حواسك الخمسة.

  • تقدير الفن لذاته

الموسيقى الجيدة هي جيدة ليس لأنها تذكرك بأحدهم، إنها جيدة لأنها قطعة فنية أخاذة، وكذا الفيلم والرواية واللوحة، لا تأويل لما ترى وتسمع، ولا معاني خفية، أن تستشعر الفن كفن، أنت لا تحاول إهانة الفن عبر اقتباسه ليعبر عن كل تلك الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي لا تعرف كيف تعبر عنها لمحبوبك، أنت أقوى ذائقة فنية حين تكون حر الإرادة والشعور.

  • ملاحقة الأحلام

أنت قادر مطاردة أحلامك بجسارة أكبر حين تكون “سنجل”، لأسباب عديدة، الأولى إنك أولى أولوياتك، كل مواردك خاصة بك بالكامل… أوقاتك وشعورك وطاقتك كلها لك، تنام مبكراً لأن لا أحد سيتصل بك، لا يوجد من سيصفق لك ويكذب قائلاً “إنك رائع كيفما كنت” ويوهمك أنك لست بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد.

الحب يمنح طمأنينة زائفة والأبدية الهشة، لذا غالباً أنت أكثر قدرة على استشعار الأخطار، مما يجعلك أكثر بحثاً عن الفرص وأكثر قدرة على ملاحظتها واقتناصها، لا أحد تعتمد عليه، ولا تتوقع أي شيء من أي أحد.

كما إنك لستَ بحاجة إلى أن يتوافق إيقاعك وتتجانس سرعة وصولك مع شخص آخر لديه أحلامه أيضاً، لن تتخلى عن أيامك من أجل دعم أحلام شخص آخر لتصلا إلى الأحلام في أوقات متقاربة.

  • توفير الوقت والمجهود… والمال

لنكن صادقين، الحب بحاجة إلى أوقات هائلة ومجهود خارق، أنت تفكر بالآخر عندما لا يكون موجوداً وعندما يكون موجوداً، تتناقشان كثيراً لإيجاد أرضية مشترك، تفعل أشياء لا معنى لها فقط لأن الآخر قد يجدها مهمة، فجأة يدخل إلى قائمة أولوياتك اهتمامات شخص آخر وأحلامه وعائلته وصحبه ومسلسلاته وأنديته المفضلة وهلم جراً.

وطبعاً إن هدرت الوقت والمجهود فأنت عملياً هدرت أهم الموارد الجالبة للمال، كما إن الحب يهدر مالاً بشكل مباشر أيضاً وهذا ما تعرفه عزيزي السنجل الذي تشعر بالسعادة الغامرة الآن وأنت تعانق أموالك الخاصة التي تعمل من أجلك أنت فقط.

  • أنت تحب الحب

أنت تعيش الحب كحالة شعورية دائمة تتملك كيانك، الحب بوصفه حلاوة في الشعور، وطاقة خارقة تغمر العالم فتنقذه، أنت في حالة حب وسلام ورضا واتزان، تحب عائلتك… أصدقائك…عملك… الطبيعة… وأي شيء آخر، أنت في تناغم وانسجام مع الكون بشكل استثنائي، تحب كل شيء وتحب الذين يحبون، وتحب أن تسمع أغاني الحب وأنت تستحضر قصص الحب الخالدة والمشاعر النبيلة، وتبهر بقصص وأفلام الحب لأن الحب بنسبة لك جزيرة ساحرة تزورها بين الفينة والأخرى لتجديد طاقتك، قصيدة تغازل أحاسيسك، شيء ما أثيري، وأسطورة عليا.

كل فرد تحت مظلة السماء صديق محتمل، وكل قضية في العالم هي شأنك الشخصي الذي تتطوع للدفاع عنها، أنت شخص محب جداً للكوكب ولأجيال المستقبل، لذا تختار أعمالك بحس مرهف.

لذلك كل عام وأنت تحب نفسك الجميلة التي نحبها جميعاً نحن أفراد ذلك الكوكب الذين تحبهم، نحن نحب وجودك ونحتاج أن تكون دائماً بيننا مشرقاً معطاءً ومتفرداً كما أنت.

كونك غير مرتبط لا يعني أنك غير محبوب أو لا تستشعر الحب، أنت محبوب، وتعيش الحب دائماً ومع كل ما يحيطك.

سمانا السامرائي

12:47 ص

15/2/2023