عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

كتاب ….

يمكنك أن تقرأ أينما كنت دون قيد أو شرط  ،  حيث يساعدك الكتاب على اكتشاف العالم والخروج من عزلتك من خلال القصص الممتعة.

الكتاب يحفز العقل ويجعله في حالة تدريب متواصل ، لأن العقل كأي عضلة من عضلات جسم الإنسان يحتاج إلى تمارين رياضية بين الحين والآخر، ولكن تمارين العقل تتمثل بالمطالعة وقراءة الكتب، إذ يساعد ذلك في تحسين القدرات العقلية، وإبعاد شبح الزهايمر عن العقل، لذا فمن المهم أن يكون للقراءة حيزاً في الاهتمامات اليومية.

يعد الكتاب أساس للمعرفة . فستظل الكلمات مصدرا للالهام والفكر طالما كنا أحياء وطالما عاش البشر على وجه الأرض حيث تمتليء الكتب بالأسرار والأفكار ، وقد شغل الكتاب العالم بأسره فكان صديقاً لمحبيه وعدواً لكارهيه لأنه كان كاشفاً لجهلهم وظلمهم .

كتاب التاريخ ..

لم يكن كتاب التاريخ سوى إعلاماً للأحياء بسير الموتى وهو إخباراً للناهمين بسير النبلاء والأبطال ، وهو بمثابة الباحث عن حقيقة الإنسان ودواخله النفسية في كافة مراحله الحياتية منذ طفولته وحتى صباه ثم كهولته.

   لقد ظهر أعداء القراءة في كثير من العصور لمحاربة الكتاب و وأد الأفكار والنظريات في محاولة مستميتة منهم لطمس الحقيقة وإخفاء البراهين ، لقد كان استبداد الساسة هو السبب الرئيسي لتلك الأفكار المتطرفة التي تتخذ العنف وسيلة للقضاء على المنهج المخالف .  

  في عام 1150 أمر الخليفة المستنجد في بغداد بإحراق جميع كتب ابن سينا وإخوان الصفا الفلسفية ، وفي عام 1194 أصدر الأمير أبو يوسف يعقوب المنصور أمراً بإحراق جميع كتب ابن رشد إلا عدداً قليلاً منها في التاريخ الطبيعي وحرم دراسة الفلسفة، وحثهم على أن يلقوا في النار جميع كتبها أينما وجدت.. وبادر العامة إلى تنفيذ هذه الأوامر بسببب هجوم الفلاسفة على إيمانهم.

عندما ضعفت القوة العباسية في العالم الإسلامي، أخذت تتجه اتجاهاً متزايداً نحو طلب المعونة من رجال الدين والفقهاء من أهل السنة، وأمدها هؤلاء بما تحتاجه من هذه القوة نظير كبتها للتفكير الحر المستقل. ومع هذا فإن هذه المعونة لم تكن كافية لإنقاذ الدولة المضمحلة ، ففي أسبانيا كان المسيحيون يتقدمون من بلد إلى بلد، حتى لم يبقَ للمسلمين إلا غرناطة وحدها ثم سقطت الدولة الاسلامية بشكل كامل وتمكنت الدولة المسيحية التي أسست محاكم التفتيش لقتل وتعذيب المسلمين واليهود ، لقد سقطت الحضارة الاسلامية عندما شاع الاستبداد والطغيان في الدولة العباسية ، وكانت بداية النهاية لسقوط الأندلس في قبضة المتطرفين  المسيحيين .

أعداء الكتاب ومحبيه …

وكما كان للكتاب أعداء يكرهونه كان له أحباء وعاشقين ، فلقد تغنى الشعراء بعظمته وسرد القصاصين لنا بديع كلماته وكنوز محتوياته، وصور الرسامين مواقف أبطاله في دقة واحتراف ، فقد كانت المكتبات التراثية تشمل أقسام متعددة ، فهناك جناح يختص بالتاريخ والحضارة وآخر يحوي الجغرافيا وخرائط وصف البلاد حول العالم  ، وثالث يضم روايات الأطفال والحواديت .

تكمن أهمية الكتاب عند محبيه فيما يعرضه من أخبار وعبر وقد كان ذلك سبباً في شغف الكثيرين بالتدوين خشية من النسيان وفقد المعلومات خاصة إذا كانوا يمتلكون قصص وأخبار قيمة فإنهم يميلون لتسطيرها في أوراق وملفات صغيرة ثم يقومون بجمعها في كتاب . فربما تنال إعجاب العامة فقد يمثل التدوين متعة عند البعض وقد يكون نوع من الفضفضة  وإخراج الأحزان  التي تطهر النفس.