سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

طرق بديلة

ماذا نحب أن نكون عندما نكبر؟ ما هي الخطة التي نود أن نحيا وفقاً لها؟؟

أسئلة تطرح علينا من الكبار حولنا بالمدرسة أو المنزل أو التجمعات العائلية. سؤال بسيط يطرح لملئ فراغ التجمع في الأغلب، وفي المدرسة بسبب العادة، وعلى بساطته تقوم عليه حيواتنا ونبني على إجابته الكثير من التوقعات ونسير وفقاً لها بعدما يجاوب بعضنا بتعجل أو ليجتمع مع أصدقائه، أو فقط لنجيب ونتخطى هذه النقطة وننهي الجلسة أينما كانت.

ربما يجيب البعض الآخر بإجابة جاهزة ومحفوظة وضعها أهله في عقله منذ الصغر، عليك أن تصبح كما نحبك أن تكون، عليك أن تحقق أحلامنا التي لم نقدر على تحقيقها في الماضي ولهذا جئت أنت في المقام الأول. ويجيب أخيراً بعضنا بصدق وشغف وحب للشيء الذي يحلم أن يحققه لنفسه في المستقبل البعيد.

أي كانت الإجابة لا تعود حيواتنا بعدها كما كانت، فبعدما جاوب كل منا يبدأ في مرحلة الإعداد لتحقيق إجابته. نبدأ في العمل على مطلبات وظيفة أحلامنا فنستذكر ما يلائمها من مواد ونختار المهارات التي تحسن فرصنا وهكذا.

وبينما نحن نستعد، وبينما يجهزنا الأخرون لم يخبرنا أحد أن تكريس كل وقتنا للسير بطريق وحيد خطأ كبير. لم يخبرنا أحد أنه علينا العمل على خطة بديلة فربما لا تنجح الخطة الأولية أو يحدث أي شيء خارج عن إرادتنا ويجعل الوصول لآخر الطريق مستحيل.

كمن يحلم طيلة حياته بأن يصبح طبيب ليقضي عليه مجموعة بالثانوية العامة فيفقد الشغف في الحياة ويفقد الآخرين من حوله بعدما فشل بتحقيق حلمهم، أو الوصول للصورة التي تخيله الجميع عليها، فتستوي عندها الأشياء بعدها. فيرى أنه لن يعوض فرصته الوحيدة التي نشأ وهو يحلم بها وضاع منه كل شيء بالفعل فيحيا على الهامش حتى يموت.

أو يظل من حوله يلومونه على فشله الذي محى أحلامهم وخططهم التي رسموها من قبل أن يأتي حتى للعالم!

مع الوقت دائماَ هناك المزيد من الفرص القائمة التي تنتظرنا أن نغتنمها يومياَ، لكن مع عقليات محطمة لا ترى سوى طريق واحد مسدود الجانبين كيف لنا أن نعود للطريق من جديد لنغير المسار؟!

لا يمكن لأحد أن يلوم أي منا على حزنه على خسارته، أو على الوقت الذي يستغرقه للعودة من جديد.

لكن علينا من الأصل أن نري من حولنا الطرق الآخرى التي لم يسيروا بها بعد، علينا أن نجعلهم يدركوا أن الوقت لن يتأخر أبداً على البدء من جديد والسير على عدة طرق بدلاً من طريقهم المسدود.

علينا أن نعمل من البداية على وضع العديد من الاحتمالات والتصرف تبعاً لما تقتضيه الأمور وما يفرضه علينا الواقع الذي لا نستطيع تغييره، وأن نتفهم من البداية أن الفشل في شيء لا يمكن أن يكون نهايتنا فمازال لدينا الكثير لنعمل عليه ونقدمه لمن حولنا ولأنفسنا.