سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

زقاق الكوابيس

هذه التدوينة تحتوي على حرق لبعض أحداث فيلم “زقاق الكوابيس” للتنبيه…

يبدء الفيلم بشخصية  “ستان كارليل” وهو يحرق جثة داخل منزل، ثم يغادر المكان بمنتهى الهدوء بدون أن نعرف من صاحب الجثة؟ أو أية تفاصيل آخرى.

يغادر ستان المكان هائماً لا يعرف إلى أين يذهب، ولا يملك أية خطط مستقبلية، فقط يرتحل بدون أية قرارات مسبقة، ليجد كرنفال في طريقه فيقرر أن يلقي عليهم نظرة قبل أن يكمل في طريقه إلى المجهول، ليعرض عليه صاحب المكان البقاء مقابل النوم والطعام وأجر زهيد.

أول ما يراه ستان في الكرنفال، يكون شخص يقدمه مدير المكان على أنه مسخ غير عادي، أو بشري _هذا المسخ هو سبب مساعدته للمدير وبقاء ستان فيما بعد_ يقدم عرض مروع للمتفرجين.

لا نرى المسخ كثيراً، ولكن عندما لا يستطيع مواصلة تقديم العروض بسبب حالته الصحية يقوم ستان والمدير بإلقائه أمام إحدى مؤسسات الرعاية الدينية، ويعود ليبحث عن مهووس آخر بالخمر ليمارس دور مسخه المفقود.

لم يتفوه المسخ سوى بأنه لم يكن هكذا، وأنه ليس بمسخ ولا مهووس. الوحيد الذي عامله برفق كان ستان حتى آخر لحظة. كان يعرف أنه هارب مثله أضطرته ظروف لا يعلمها للعمل هنا لينتهي به الحال كوحش ويعامل كواحد بلا أية بدائل.

ليخبره مدير المكان بعدها بكيفية إصطياد أمثاله للعمل وللعرض، حتى لا يعود يصلح لأي شيء، ليعود للبحث عن بديل. يجب أن يكون شخص فاشل بلا مستقبل ولا بارقة أمل تلوح أمامه. وقتها تسائل ستان عن الأماكن التي يجب عليه البحث فيها ليجد أمثاله، فكان جوابه من زقاق الكوابيس حيث يتواجد هو ومن على شاكلته.

طيلة الوقت يظل ستان يتعلم ممن حوله، ومن كل من يقابله. وكان سريع التعلم والتأقلم، وكان محبوب بين الجميع. أخبره الجميع كيف تسير الأمور بمنتهى البساطة، بعضهم من نفسه، والبعض الآخر بناء على طلبه.

حتى وجد فرصة أكبر، حين علمه أحد العاملين بالمكان طريقة تجعله يقدم عرض جيد، جيد لدرجة كافية لتجعله يعيش كمدير المكان، أو أهم العاملين فيه، لكن ستان منذ اللحظة الأولى لم يكتف بأي شيء مما حصل عليه، أو تعلمه. طيلة الوقت يبحث عن ما هو أبعد مما طالته يداه، وعندما يصل يعود لينظر لما هو أبعد.

بالرغم من تحذيرات الجميع من حوله، إلا أن ستان لم يستمع إلا لم كان يدور بعقله، لم يقدر كل ما قدم له من معلومات وخبرات على طبق من ذهب، وظل يفعل ما يحلو له. قدم العروض كما حذروه وكذب على الجميع حتى صدق نفسه، ظن أنه قد ملك كل شيء. إستغل معارفه الجدد كما إستغلوه هم بموافقته الكامله وإرادته الحرة، ظناً منه أنه الأذكى والأمهر، ظناً منه بإستحالة خداعه أو عودته لما كان عليه قبل أن يبدأ في عمله بالعروض.

نعرف من الأحداث الكثير من التفاصيل عن الجثة _السابق ذكرها_ عن  المنزل، وعن حياة ستان في العموم وكيف وصل لهنا، إلى جانب العديد من تفاصيل ما يدور حوله.

تخلى عن حذره وعقله، ومحبيه ومحذريه، ليبحث عما يرضيه_ هو الذي لا يرضى_ ليغرق نفسه في النهاية فيما هو أسوأ مما سبق، ليصبح في أسوأ حال وصل إليه منذ ولادته.

يكتشف بعد ضياع كل شيء أن كل التحذيرات كانت على حق، وأنه ليس الأذكى ولا الأمهر. أكتشف أنه تم إستغلاله من قبل من ساعدته للصعود، كما قام هو باستغلالها، لكن في حالته كان هو الطرف المغفل في القصة. واصل الهروب هذه المرة، ولكن ليس بنفس الثقة التي هرب بها في المرة الأولى، كما لم تكن حالته كما كانت عليه في المرة الأولى. أصبح سكير وفاشل لا بارقة أمل أمامه.

وأخيراً قابل كرنفال آخر، فذهب ليعرض عليه أن يقدم عرضه الذي كان يقدمه في السابق، ليرفض مدير المكان الفكرة، ويعرض عليه عمل مؤقت حتى يجد جديد، يعرض عليه أن يقوم بدور المسخ الذي قابله في أول الطريق، ويسأله هل يوافق؟ وهل يعرف ما هو مقدم عليه؟

يضحك ستان بشدة في النهاية موافقاً على العرض، يضحك مؤكداً أنه ولد ليلعب دور المسخ المهووس، بعد اكتشافه أنه لم يعد يستحق ما هو أفضل بعد كل ما بدر منه لإشباع رغباته التي لم تشبع أبداً. يضحك بعدما عرف وعرفنا معه إجابة سؤاله في البداية عن أماكن تواجد أمثاله، وعن ماهية زقاق الكوابيس.

يبدء الفيلم بشخصية  “ستان كارليل” وهو يحرق جثة داخل منزل، ثم يغادر المكان بمنتهى الهدوء بدون أن نعرف من صاحب الجثة؟ أو أية تفاصيل آخرى.

يغادر ستان المكان هائماً لا يعرف إلى أين يذهب، ولا يملك أية خطط مستقبلية، فقط يرتحل بدون أية قرارات مسبقة، ليجد كرنفال في طريقه فيقرر أن يلقي عليهم نظرة قبل أن يكمل في طريقه إلى المجهول، ليعرض عليه صاحب المكان البقاء مقابل النوم والطعام وأجر زهيد.

أول ما يراه ستان في الكرنفال، يكون شخص يقدمه مدير المكان على أنه مسخ غير عادي، أو بشري _هذا المسخ هو سبب مساعدته للمدير وبقاء ستان فيما بعد_ يقدم عرض مروع للمتفرجين.

لا نرى المسخ كثيراً، ولكن عندما لا يستطيع مواصلة تقديم العروض بسبب حالته الصحية يقوم ستان والمدير بإلقائه أمام إحدى مؤسسات الرعاية الدينية، ويعود ليبحث عن مهووس آخر بالخمر ليمارس دور مسخه المفقود.

لم يتفوه المسخ سوى بأنه لم يكن هكذا، وأنه ليس بمسخ ولا مهووس. الوحيد الذي عامله برفق كان ستان حتى آخر لحظة. كان يعرف أنه هارب مثله أضطرته ظروف لا يعلمها للعمل هنا لينتهي به الحال كوحش ويعامل كواحد بلا أية بدائل.

ليخبره مدير المكان بعدها بكيفية إصطياد أمثاله للعمل وللعرض، حتى لا يعود يصلح لأي شيء، ليعود للبحث عن بديل. يجب أن يكون شخص فاشل بلا مستقبل ولا بارقة أمل تلوح أمامه. وقتها تسائل ستان عن الأماكن التي يجب عليه البحث فيها ليجد أمثاله، فكان جوابه من زقاق الكوابيس حيث يتواجد هو ومن على شاكلته.

طيلة الوقت يظل ستان يتعلم ممن حوله، ومن كل من يقابله. وكان سريع التعلم والتأقلم، وكان محبوب بين الجميع. أخبره الجميع كيف تسير الأمور بمنتهى البساطة، بعضهم من نفسه، والبعض الآخر بناء على طلبه.

حتى وجد فرصة أكبر، حين علمه أحد العاملين بالمكان طريقة تجعله يقدم عرض جيد، جيد لدرجة كافية لتجعله يعيش كمدير المكان، أو أهم العاملين فيه، لكن ستان منذ اللحظة الأولى لم يكتف بأي شيء مما حصل عليه، أو تعلمه. طيلة الوقت يبحث عن ما هو أبعد مما طالته يداه، وعندما يصل يعود لينظر لما هو أبعد.

بالرغم من تحذيرات الجميع من حوله، إلا أن ستان لم يستمع إلا لم كان يدور بعقله، لم يقدر كل ما قدم له من معلومات وخبرات على طبق من ذهب، وظل يفعل ما يحلو له. قدم العروض كما حذروه وكذب على الجميع حتى صدق نفسه، ظن أنه قد ملك كل شيء. إستغل معارفه الجدد كما إستغلوه هم بموافقته الكامله وإرادته الحرة، ظناً منه أنه الأذكى والأمهر، ظناً منه بإستحالة خداعه أو عودته لما كان عليه قبل أن يبدأ في عمله بالعروض.

نعرف من الأحداث الكثير من التفاصيل عن الجثة _السابق ذكرها_ عن  المنزل، وعن حياة ستان في العموم وكيف وصل لهنا، إلى جانب العديد من تفاصيل ما يدور حوله.

تخلى عن حذره وعقله، ومحبيه ومحذريه، ليبحث عما يرضيه_ هو الذي لا يرضى_ ليغرق نفسه في النهاية فيما هو أسوأ مما سبق، ليصبح في أسوأ حال وصل إليه منذ ولادته.

يكتشف بعد ضياع كل شيء أن كل التحذيرات كانت على حق، وأنه ليس الأذكى ولا الأمهر. أكتشف أنه تم إستغلاله من قبل من ساعدته للصعود، كما قام هو باستغلالها، لكن في حالته كان هو الطرف المغفل في القصة. واصل الهروب هذه المرة، ولكن ليس بنفس الثقة التي هرب بها في المرة الأولى، كما لم تكن حالته كما كانت عليه في المرة الأولى. أصبح سكير وفاشل لا بارقة أمل أمامه.

وأخيراً قابل كرنفال آخر، فذهب ليعرض عليه أن يقدم عرضه الذي كان يقدمه في السابق، ليرفض مدير المكان الفكرة، ويعرض عليه عمل مؤقت حتى يجد جديد، يعرض عليه أن يقوم بدور المسخ الذي قابله في أول الطريق، ويسأله هل يوافق؟ وهل يعرف ما هو مقدم عليه؟

يضحك ستان بشدة في النهاية موافقاً على العرض، يضحك مؤكداً أنه ولد ليلعب دور المسخ المهووس، بعد اكتشافه أنه لم يعد يستحق ما هو أفضل بعد كل ما بدر منه لإشباع رغباته التي لم تشبع أبداً. يضحك بعدما عرف وعرفنا معه إجابة سؤاله في البداية عن أماكن تواجد أمثاله، وعن ماهية زقاق الكوابيس.