عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

رغبة في الحياة..

الرغبة في الحياة هي تلك الإرادة الداخلية التي تدعمك في أحلك اللحظات واشدها ألما ، إنها تلك العزيمة التي توحي لك بأن الدنيا جميلة والعالم يمتليء بالأشياء الساحرة وهي التي تصور لك بأنه يمكنك في اي وقت أن تعبر الجبال وتطير فوق الأنهار والبحار لتسافر إلى أروع الاماكن لتعود في يوم واحد .

الإنسان مخير ..

عندما تقترب من المرضى والمعاقين في المستشفيات ستعرف أن الأمل في الشفاء هو الدواء الرباني المعين للمصابين والمعتلين ، إن الحياة لا توهب لفاقديها بل هي منحة لمن يريدها لأن الله أعظم من أن يجبر عباده على الدنيا ، إن الله ترك لنا حرية الاختيار بين أن نولد أو نكون عدم ، وقد اختار الإنسان أن يكون موجود على تلك الأرض وسط هذا العالم المادي القاسي – قال تعالى : “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” صدق الله العظيم

الانسان بلاشك مخير ويمتلك إلقدرة على تحديد ما يناسب. رغباته رغم أنه يسيء لهذه الرغبة كثيرا ويستغلها في إيذاء نفسه ومن حوله ولكن الله خلقنا أحرارا ً لأن النتائج الذميمة للحرية أخف كثيراً من انعدامها.

معنى الحياة

يدور الزمان على الإنسان وهو لا يعرف ماذا تعني الحياة وربما يتمنى الموت في لحظات المأسي ، فإن كثرة المعاناة تجعله يصل إلى الضعف وانعدام الصبر ولكن يبقى الرضا والرغبة في الحياة هو الفاصل بين الانسان الحي والإنسان الميت – قال تعالى : “وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ”

الإيمان بالله هو الحماية والمصل في الأوقات العصيبة .لقد لاحظ الباحثين والأطباء أن مرضى السرطان كانوا الأكثر تأثراً وانفعالاً ولهذا كانوا الأعلى إيجابية لزيادة الخلايا السرطانية ،ولوحظ أن المتعافين من المرض هم الأكثر تفاؤلا وإرادة وقد شكل ذلك لديهم مناعة حادة استطاعت القضاء على الخلايا السرطانية ، وبالقياس على ذلك فإن امراض العظام والجهاز التنفسي يكون نسبة التعافي منها عند أصحاب الإرادة القوية أكثر بنسبة ٨٠بالمائة مما سواهم ممن انعدمت الإرادة لديهم .

المرض النفسي و مرضى الشلل

لقد ثبت الارتباط الشديد بين المرض النفسي و مرضى الشلل وفي بداية الإصابة بالوباء تسارع أسرة المريض بالكشف عن السبب العضوي الي أدى إلى الشلل وعندما يصعب تشخيص الحالة عضويا، فإن الطبيب يلجأ إلى البحث في جهة أخرى حيث يلعب العامل النفسي في بعض الحالات دوراً رئيسياً .

وتعد النفس عاملاً معقداً يفوق بمراحل الألم أو المرض العضوي، ويتم توصيف حالة هذا الشخص بشلل نفسي، ويصبح المريض مصاباً في أحد أطرافه، بحيث يصير غير قادر على تحريكه.هذا النوع من الإصابة بالشلل النفسي لا ينفع في علاجه أدوية أو عقاقير، حيث إن السبب وراء الإصابة هو تراكم مجموعة من الأسباب والعوامل النفسية التي أثرت في المريض، وبالتالي أدت إلى إصابته بالشلل. ويمكن لحالات الشلل النفسي أن تستمر لفترة قصيرة لا تتعدى الأيام، ثم يتعافى المريض بعدها، ويمكن أن تطول الفترة، والأمر مرهون بسرعة ذهاب المسببات النفسية التي تمخضت عنها هذه المشكلة.يقوم الطبيب المعالج بإعطاء بعض العقاقير والأدوية المضادة للاكتئاب، وينصح في أغلب الأحيان بتغيير الجو، من خلال السفر والنزهات والرحلات، وذلك في حالة قدرة المريض.ويتم تعويض هذا الأمر في حالة كبار السن والنساء بكثرة الزيارات الأسرية، والتذكير بأهمية الحياة وما فيها من أهداف نحتاج إلى إنجازها.