نادين عبد الحميد
نادين عبد الحميد

د

بين اليوم والغد: كيف تؤثر القرارات على المستقبل؟

أنا ابنة يومي، وابنة الأمس، الأمس الذي خططت على جدرانه يومي وغدي، رسمت عليه الأحلام ومن بين الشقوق خرج النور ليحول الظلام من حولي إلى أمل، الأمس الذي عشته بكل انسيابية دون أنا أفكر ماذا بعد؟ ودون أن أتصور أن أمسي هو الطريق الذي أمشيه إلى اليوم، تمر الساعات والأيام وتنساب من بين يدي، اليوم كالساعة إذا لم أعرف لماذا أنا هنا ومن أين أتيت، إذا لم أدرك أن نتاج هذه اللحظة هو الغد.

الإدراك فقط هو الذي يصنع المعنى، إدراكي لكل ما فعلت من قبل وما أحمله من بصيرة لكي أتجنب أخطاء الغد، بدون تلك الدروس لما اشتدت قوتي، القوة هي أن أعرف ما أقدم عليه، هي أن أفهم ماذا يحدث ولماذا حدث، أن أرى أين تنتهي حدود قدرتي التي تشكل القدر وأن أحسن تصريف تلك القوة، المعنى الحقيقي الذي يكمن في إدراك ماذا نفعل وما يمكن أن يحدث لأننا فعلناه.

اليوم يعرف عقلي جيدًا أن لا شيء يحدث عبثًا أبدًا، وأن جناح الفراشة يعرف ما يفعله جيدًا، كل شيء ما هو إلا تراكم الخطوات الصغيرة والهفوات عبر الزمن، ما هو إلا محصلة أجمع فيها نتيجة ما اخترته عن قناعة وما ترددت في اختياره فكان ذلك خيارًا أيضًا يحمل ما له من تبعات.

عندما تدرك حدود مقدرتك على تغيير الأشياء سترى أنك غير محدود القدرات، ولكن حل اللغز في إدارة ما تملك، أن تملك نفسك لا أن تملكك، أن تؤمن بأنك تستطيع أن تفعل شيئًا صحيحًا رغم رُكام الفشل، أن لا يمنعك ذلك عن البدء من جديد، فالصفحة البيضاء تحتاج إيمان داخلي أقوى من كل الصخور التي قد تتعثر بها في الطريق.

أنا ابنة أخطائي وعثراتي، أنا نتاج لكل ما فعلت وما لم أفعل، لا أحد يدفعني للأمام ما لم أدفع نفسي، وكذلك لم يتحمل أحد ثمن أخطائي، اليوم يدرك عقلي معنى أن أكون مسئولة عن كل ما حدث وعن كل ما قد يحدث، أحمل على عاتقي عبء أنني مخيرة وأملك القدرة على تحديد مصيري، بقدر ما تحمل هذه القدرة من حرية تحملك ثمن الاختيار، أنا أختار من أكون.