سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

الطريق المسدود

عندما نتخذ القرار الصائب للأسباب الخاطئة، لا يعود القرار صائباً مهما كان القرار، ولكن كيف نستطيع أن نعرف أننا نتخذه للأسباب الخاطئه؟ أو أننا نتصرف تبعاً لأي عرض خارجي سيجعلنا نندم على إتخاذه فيما بعد؟

طوال الوقت نجد أنفسنا محاصرون من أنفسنا قبل المجتمع، لنسير على نفس الطريقة التي إتبعها الآخرون، كي لا نجرب ما قد يجعلنا نتفوق على الأخرين، أو يجعلنا نسقط لنعود ونحاول من جديد. بالتبعية  قد نجد أنفسنا نحاول أن لا نختلف كثيراً أو نقوم بالمجازفات حتى لا نخسر ما قد سبق وتم تحقيقه بالفعل، ولنوفر على أنفسنا اللوم والنصح الغير مرغوب فيهم، ولكن مع ذلك قد يقودنا هذا الأمر لتطبيق ما يجعلنا ننجح ونتفوق، ولكن لتطبيقنا الخاطئ للأمر ينتهي كل شيء نهاية غير المتوقعه عندما نكتشف لما فعلنا ما فعلناه بالفعل.

فعلى سبيل المثال، قد ندرس في مجال أبعد ما يكون عن شغفنا الحقيقي،أو ندرس ما نحبه بالفعل، لكن بدلاً من العمل على أنفسنا نعمل على منافسة من حولنا فيتحول الأمر لمنافسة غبية لم يطلبها أحد. أو نتزوج زيجة محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ حتى نثبت للآخرين أننا قادرون على إنجاح ما لا يمكن إنجاحه، أو لنثير غيرة أحدهم ولنشعر أنفسنا أننا بأننا مازلنا قادرون على الحصول على ما نريد وقتما نريد بدون مراعات أي شيء، سواء كان الطرف الآخر أو العلاقة التي كانت ربما لتنجح لو لم نبدأها بهذه الصورة المشوهة حتى نواكب توقعات الآخرون ممن حولنا عما يجب أن تكون حياتنا عليه.

أن نعاند أنفسنا ونعمل على تحقيق ما نسعى لتحقيقه، ولكن حتى نثبت للغير أننا نستطيع أن نكون قادرين مثلهم. أو أن نثبت حتى لأنفسنا أننا نستطيع أن ننجح بالرغم من كل شيء، ولكن لأننا نفعل كل هذا دون العمل على تحقيق الهدف الرئيسي لما نفعله تكون النتائج والتوابع كارثية.

ففي الطريق لا نعمل على أنفسنا، أو على إنجاح خططنا بالقدر الذي نعمل به لنتحدى أنفسنا بدون طائل.

فنخسر ما كنا نعمل عليه، ونخسر أعمالنا والأشخاص الذين كنا نحاول معهم، إلى جانب الخسارة الأكبر والتي لا تعوض، وهي خسارتنا لأنفسنا.

الأسباب التي تحركنا لا تقل أهمية عن أحلامنا وخطواتنا التي نخطوها، فإذا كانت الأحلام ممكنة، والطريق ميسرة وكل شيء بين أيدينا، ولكن كانت الأسباب خاطئة أو غير منطقية إنتهى كل شيء إلى غير رجعة.