نعمت شاهين
نعمت شاهين

د

أسوأ ما في العمل، العلاقات السامة بين الموظفين!

في كل مرة أبدا بها في وظيفة جديدة هناك ما يلفت إنتباهي بشكل كبير ، أنهم جمعياً يتشاركون نفس المشكلة ونفس الخلل ، فهناك خلل كبير في العلاقات ما بين الموظفين ، يتعاملون مع بعضهم البعض كأنهم أعداء و يبالغون في محاولتهم ايذاء زملائهم في العمل ، ولكن ما هو سبب هذا العداء ، وما الذي يجعلهم يحاربون بعضهم بهذه الطريقة ؟؟؟!!!قد يكون السبب واضحاً للجميع ، وقد يراه البعض أنه سبب كافي لهذا العداء ، وقد يعتبره البعض الأخر تافهاً .أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء سوء العلاقات ما بين الموظفين وكرهم لبعض هو الخوف ، الخوف على كرسي لن يدوم والخوف على أنقطاع مصدر الرزق رغم أننا ندرك جمعياً أن الرزق لم ولن يكن يومياً بيد أحد غير الله.يتعامل الكثير من الموظفين مع بعضهم على أنهم وحوش وليسوا بشر ، و قد نرى داخل الموسسات الوظيفية نفاق كبير لا يحتمل وتفاهات تجعل الذهاب اليومي الى العمل امراً لا يحتمل .كما أن هناك نوع أخر من النفاق والمبالغة في التقدير و الاحترام والحب الزائف وإدعاء المثالية والأخلاق المهنية التي تكون واضحة لجميع الموجودين أن لا وجود لها من الأساس فنراهم بوجوه عديدة يغيرونها حسب مصالحهم ومواقفهم المتغيرة باستمرار .أستغرب كثيراً من الحاصل داخل الموسسات الوظيفية لأنه لا يوجد سبب مقنع لهذه الخلافات والحرب التي لن تجدي نفعاً والتي تجعل الموظفين يمقتون عملهم بشكل كبير وتجعل الذهاب للعمل أمر مرهق ومتعب من الناحية النفسية والجسدية .و الغريب بالأمر أن جميع الأشخاص الذين يدعون الكره أو الحب والاهتمام سوف يتخلون عنك وسوف ينتهي كل هذا الحب والكره معاً وقد تنقطع العلاقات ما بينكم اذا ما تم الاستغناء عنك وعن خدماتك الوظيفية وقد تتفاجأ بالسرعة التي أختفى كل هؤلاء من حولك وكل الحقد والعداوة والمحبة الزائفة وطريقة تعاملهم المبنية على معايير وأسس وأخلاقيات أقرب ما تكون للوصف بإنها غير إنسانية، وفي هذة اللحظة سوف تسقط الأقنعة ويصبح كل شيء واضح لك ولمن حولك .كيف تمكن الإنسان من تحويل نفسه عبداً للمال والوظيفة السخيفة التي تشعر فيها أن غير قادر على التطور والتقدم والانجاز.نعم جمعينا يحب المال ولكن عندما يصبح الإنسان عبداً للمال والوظيفة تجعل الحياة قاسية ويصبح الإنسان في كل يوم يمضي يفقد جزءاً من كرامته ومن نفسه واخلاقة وقيمه التي يؤمن بها ،ويصبح عندما ينظر في كل في المرآة كل صباح يستهجن نفسه وتصرفاته و يتعجب من نفسه كيف تغير وكيف له التأقلم والتعايش مع وضعاً كهذا حتى أنه يخاف من تفاقم الوضع ليصل لمرحلة لا يستطع فيها التعرف على نفسه أو يصل لمرحلة عدم التحمل أو الرغبة فقط في مغادرة المكان والرحيل بعيداً عن كل هذه الاجواء التي حاول طويلاً التأقلم معها دون جدوى.