هل سيعود برنامج الدحيح؟
هل سيضحي الدحيح ببساطة بكل الشهرة التي ناله، أم أنه سيتجه لمنحى آخر ويتابع ظهوره عبر منصات إعلامية أخرى؟
نعم وبكل تأكيد.. money talks.
بعيدًا عن الضجة المثارة حول قيمة الأشخاص القائمين على تبسيط العلوم، وجدوى تبسيط العلوم في حد ذاته للعوام وغير المتخصصين، البرنامج من المنظور الاقتصادي استثمار جيد لأي منصة إعلامية، ترغب في ضخ استثمارات مالية لتعود عليها بأرباح عالية.
الدحيح يعني مشاهدات بالملايين، وبالتالي المزيد والمزيد من عائدات الإعلانات، وفي لغة الاستثمار المال 💵💵 هو صاحب السطوة والسيطرة بعيدًا عن أي أيديولوجية أو منهجية فكرية.. سيعود الدحيح، وقريبًا جدًا فهو استثمار جيد جدًا…
الحقيقة، سأقدم رأيًا قد لا يُعجب الكثيرين، ببساطة لأنه كالتالي:
أنا لم أتابع الدحيح يومًا لأكثر من دقيقة، ولا تستهويني أية برنامج تدعي تبسيط العلوم، لأنني أعتبر أن أي محاولة لتقديم العلم بطريقة معومة بدعوى البساطة هي جريمة بحق العلم، لا أعرف كيف يبسطون العلوم.!!
لكن ما كنت أتابعه هو الضجة المُثارة حول الدحيح، وحلقاته، تلك الضجة التي كانت تبلغ ذروتها حين تعرضه إلى هجومٍ من طرفٍ ما، لا سيما الهجوم الشهير للقنيبي عليه.
الحق يُقال، كاريزما أحمد الغندور رائعة، ويستحق فعلًا أن يقدم برامج يمكن للكاريزما الخاصة بالغندور أن تخدمها، نموذج كأحمد الغندور لا ينبغي أن يغيب عن الشاشة فبإمكان أي منتج أو جهة استثمارها ببرنامج يمكن أن يتلاءم وكاريزما الغندور، إذ يمكنه العمل على إيصال فكرة بأسلوب جميل إلى جمهور واسع.
اما إن كان سيعود بالنمط الذي كان عليه ، لا أعتقد. فإن حدث وتبنته جهة أكبر من الجزيرة، سيحظى بكل ما يلزم لينتج برنامجًا ربما كان أفضل وأضخم مما كان سابقًا، أما إن كان العكس هو الصحيح، فلا أعتقد أن تتوفر له الإمكانيات- التقنية على الأقل- التي كان يحظى بها سابقًا، ربما سيتحول إلى يوتيوبر عادي رصيده هو جمهور سابق جمعه أثناء رعاية الجزيرة له.
بالتأكيد سيعود برنامج الدحيح، لم لا يعود شخص لديه كل من المحتوى والجمهور، ولم لا ترحب به منصات أخرى
بالتأكيد كذلك ستكون عودته مدوية مثل خبر توقفه عن العمل مع قناة كبريت
أنا لست من كبار محبي الدحيح ولم أتابع سوى بعض حلقاته لكن بالتأكيد هو له ملايين المتابعين في العالم العربي، ربما يعتبر من أشهر اليوتيوبر في الشرق الأوسط لذلك إعلان اعتزال الدحيح لن يكون قريبًا بأي حال من الأحوال
أعتقد أنه سيعود لكن بشكل جديد؛ ربما يكون التغيير في المحتوى أو الطريقة التي يقدم بها الموضوعات التي يحب أن يتخصص في الحديث عنها والتميز بها، على الرغم من إني لم أكن ضمن إحدى متابعينه أو جمهوره خلال الفترة الماضية، لكنها كلمة حق في مسيرة شخص حاول أن يقدم جديدًا في المحتوى المتداول عَبر الميديا.
الإنسان يتطور بطبيعة الحال مع مرور الوقت؛ وهذا يتضح بدرجة كبيرة من خلال ردود أفعاله وطريقه تفكيره وحتى ما يقوله أي بمعن اَخر المحتوى الذي يقدمه؛ سواء بتأثرها بثقافة أخرى أو بزوغ نضج ما يتضح في أسلوبه ويميزه عن غيره. أحمد الغندور مثل أي شخص طموح اَخر، لابد وأن يتغير ويتطور بطريقة أو أخرى؛ سواء كان في المنصة الإعلامية التي كان يعمل بها أو بديلة عنها، ربما يكون حان وقت التغيير الاَن، وهو ما فرضته عليه الظروف الحالية، إذن الأمر لا يتعلق بوقوف مسيرته لأنه ما زال لديه الكثير ليقدمه في هذا المجال؛ خاصة وإنه استطاع تحقيق شعبية كبيرة واسم تجاري خاص به؛ سواء قولت “الدحيح” أنت تعلم أنك تتحدث عن أحمد الغندور ومتى تحدثت عن أحمد الغندور أنت تفتكر محتوى “الدحيح” المميز عن السائد أو المنتشر في عوالم السوشيال ميديا.
إذن هو فكرة والفكرة لن ينتهي أو تموت؛ الدافع الذي جعله يبدأ هذه المسيرة المختلفة، سيحفزه لاستكمالها، لكن هذه المرة لن يكرر أي من الأخطاء أو التحديات التي واجهها سابقًا..عليه أن يستعد لمرحلة جديدة بتحديات جديدة..وبالتأكيد جمهوره لا يزال ينتظره عَبر أي وسيط إعلامي اَخر.