هل السجائر الإلكترونية آمنة؟
في عصرنا الحديث الذي تسوده الالكترونيات، أصبح كل شيء الكتروني، حيث انتشرت السجائر الالكترونية بشكل كبير حول العالم، وبات الكثير يستخدمها لاعتقاده بأنها غير مضرة، فهل السجائر الإلكترونية آمنة وغير مضرة؟
يعتمد مبدأ عمل السجائر الالكترونيّة على تسخين سائل باستخدام الكهرباء ثم استنشاق البخار الناتج عن هذا السائل وبالتالي الحصول على تجربة تدخين خالية من CO2 وبالتالي آمنة. لكنّ ذلك غير صحيح!
صحيح أنّ السائل المسخَّن ضمن السيجارة الالكترونيّة لا يحوي نيكوتين في معظم الأحيان كما لا ينتج عن تبخّره CO2، إلّا أنّ السائل يحوي مادة البروبيلين غليكول، والغليسرين، ومنكّهات ومواد أخرى؛ أظهرت الدراسات للأسف تأثيرها الضار بعيد المدى على مختلف الفئات العمريّة، وسواء كان المدخّن إيجابيًا أو سلبيًا. والآن لبعض التفاصيل؛
- أثبت التأثير الضار للرئة على مركب رباعي هيدرو كنابينول (THC) الموجود في بعض أنواع السجائر الالكترونيّة لتعزيز النّكهة. حتّى أنّ إدارة الأغذية والأدوية الأمريكيّة (FDA) حذّرت من استخدامه، وتنصح الإدارة نفسها أيّ شخص من مدخّني السجائر الالكترونيّة ويعاني من أعراض صدريّة (ألم صدري، سعال أو ضيق تنفّس) بطلب الرّعايّة الصحية الضروريّة فورًا.
- أثبت أنّ السجائر الإلكترونية الحاوية على النيكوتين غير آمنة للحوامل، والمراهقين، والبالغين الصغار؛ فهي تشكّل خطرًا على نمو الدّماغ عند الأجنّة، الأطفال والمراهقين.
- وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها؛ يمكن أن يحدث التسمّم لدى الأطفال وحتّى البالغين إذا تم ابتلاع، أو استنشاق، أو حتى دخول سائل السيجارة الإلكترونيّة إلى الجسم عبر العين والأغشية المخاطيّة والجلد.
- السيجارة الإلكترونيّة تسبّبب الإدمان مثل السيجارة العاديّة تمامًا، وتزيد من احتماليّة العودة إلى السجائر العاديّة في حال تمّ اللجوء إليها كخطوة أولى في سبيل الإقلاع عن التدخين.
- في بعض الحالات النادرة جدًا، يؤدّي تعطّل الجهاز الكهربائي المرفق بالسيجارة الالكترونيّة أثناء شحنها إلى انفجار الجهاز وحدوث حريق أو تضرر الشّخص الذي يستخدمها إلى كان قريبًا وإصابته بالحروق.
تُعتبر السجائر الإلكترونيّة E-Cigarettes أو Vape أحدث صيحات الموضة في عالم التدخين، والتي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة ولقيت إقبالًا شديدًا بين الناس، لما تقدمه من أشكال وأنواع ونكهات مختلفة، وللاعتقاد الشائع بأنّ هذا النوع من السجائر لا يرافقه آثار جانبيّة أو مخاطر صحية، والذي يجعل منها خيارًا مثاليًا لتحلّ مكان السجائر التقليديّة، لكن مع الأبحاث القائمة على هذا النوع من السجائر أثبت العلماء أنّ هذا النوع لا يقلُّ ضررًا عن الأنواع التقليديّة، وتشمل المخاطر الصحيّة للسجائر الإلكترونيّة:
- مخاطر على صحّة الدماغ: بالرغم من أنّ بعض مصنعيّ السجائر الإلكترونيّة يزعمون بأنّها خالية من النيكوتين إلا أنّ أغلب أنواع السجائر تحتوي على النيكوتين ومواد أخرى تؤثّر على صحّة الدماغ ونشاطه وتطوّره، حيث تُسبّب هذه السجائر تقلّبات مزاجيّة وضعف القدرة على ردود الأفعال، بالإضافة إلى تسبيب الضرر لأجزاء الدماغ المسؤولة عن عمليّة التعلّم والتركيز والانتباه، كما أنّ معظم التأثيرات قد تظهر على المدى الطويل.
- الإدمان: يُسبّب هذا النوع من السجائر على غرار الأنواع التقليديّة الأخرى الإدمان، إذ ترتبط حياة الشخص ونشاطاته المختلفة بالسجائر، ممّا يزيد من ضررها.
- مخاطر سلوكيّة: يرتبط استخدام السجائر الإلكترونيّة بشكل وثيق مع عادات أخرى سيئة، مثل تدخين التبغ أو الحشيش أو الإدمان على الكحول.
- أمراض الرئة والجهاز التنفسيّ: تحتوي هذه السجائر على مواد كيميائيّة خطيرة يؤدّي استنشاقها إلى الإصابة بأمراض الرئة، مثل سرطان الرئة أو الالتهاب الرئويّ.
ظهرت السجائر الإلكترونية كبديل عن سجائر التبغ وذلك للأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، فهي عبارة عن أنظمة إلكترونية تعمل ببطارية صغيرة تقوم بتزويد الجسم بالنيكوتين، وبعضها يحوي على منكهات ومواد كيميائية أخرى، وهي تشبه بالشكل السيجارة العادي أو السيجار، تؤكد بعض الدراسات أن استخدام السجائر الإلكترونية لها عدد كبير من المضار:
- قد تؤدي إلى الإدمان على العقاقير وربما المخدرات إضافة إلى الإدمان على النيكوتين.
- كما أنها قد تضر بالرئتين وتسبب تلف فيها، وذلك بسبب احتوائها على مركبات كيميائية، التي تعمل على تعزيز النكهة وأحيانًا تكون ناتجة عن عملية تبخير السائل الذي يكون مزيجًا من النيكوتين والمنكهات ومواد كيميائية أخرى.
- كما تقول بعض الدراسات أن سجائر الإلكترونية قد تؤدي إلى تسرع ضربات القلب، نوبات وألم في الصدر، وضعف في التركيز، تكون هذه الأعراض بحالات متطورة وشديدة، أما في الحالات الأقل شدة تكون أعراضها آلام في الرأس، وسعال وشعور في القياء، إضافة لألم في الحلق وعدم وضوح في الرؤية، وفي حالات عديدة ألم في البطن.
- في عام 2018 صدر بحث عن أحد المعاهد الوطنية للعلوم والطب في أمريكا وفحوى هذا البحث، يقول إن هذه السجائر تحتوي على مواد كالبروبلين غليكول، والغليسرين النباتي، والأسيتا ألدهيد، والأكرولين، والفورمالدهيد، مع بعض النيكوتين والمنكهات… وجميعها مواد مسرطنة.
لا يمكن القول أن السجائر الإلكترونية آمنة أو غير آمنة فهي جهاز يسمح للشخص باستنشاق النيكوتين في بخار بدلاً عن الدخان، فالسجائر الالكترونية لا تحرق التبغ ولا تنتج القطران أو حتى أول أكسيد الكربون وهم أكثر العناصر ضرراً في دخان التبغ.
وإليك بعض الحقائق التاي يحب معرفتها عن السيجارة الالكترونية ومدى خطورتها وأمانها:
- لا تعتبر السجائر الإلكترونية آمنة بالنسبة للأطفال والمراهقين وحتى الشباب.
- تحتوي السجائر الالكترونية على النيكوتين الذي يسبب الإدمان ويضر بنمو الدماغ خاصةً عند المراهقين.
- تحتوي السجائر الالكترونية على مواد أخرى ضارة إلى جانب النيكوتين.
- ومستخدمي السجائر الالكترونية هم أكثر عرضة لإدمان تدخين السجائر العادية في المستقبل.
- يمكن أن تكون بعض مكوناتها ضارة بالرئتين على المدى الطويل، فبعض نكهاتها قد تكون صالحة للأكل لكن ليس للاستنشاق لأن القناة الهضمية يمكنها معالجة بعض المواد أكثر من الرئتين.
- تسببت بعض بطاريات السجائر الإلكترونية المعيبة بحدوث حرائق وانفجارات، وأسفر بعضها عن إصابات خطيرة خاصةً للوجه والفم.
- يتعرض عدد من الأطفال والبالغين أيضاً للتسمم عند بلع أو استنشاق أو امتصاص سائل تلك السجائر عبر العين أو الجلد.
- إن رذاذ السجائر ليس مجرد بخار غير ضار، فهو يحتوي على مواد ضارة عديدة بما فيها:
- النيكوتين
- جزيئات متناهية الصغر يمكن استنشاقها في عمق الرئتين.
- مادة كيميائية مرتبطة بتسبب بأمراض رئوية خطيرة.
- معادن ثقيلة مثل النيكل والقصدير والرصاص.
- كما أن هذا الرذاذ يسبب ضرر للمدخنين السلبيين أيضاً ليس فقط للمدخنين الفعليين تماماً كخطر السجائر العادية.
- يصعب على المستهلكين معرفة محتويات ومكونات هذه السجائر، حتى عند ذكر أنها تحتوي على 0 % من النيكوتين ذلك لن يكون صحيحاً.