من هو دراكولا
إن دراكولا شخصية خيالية ابتكرها الكاتب برام ستوكر في رواية تحمل نفس الاسم وكانت من أهم ما كتب. لكن من هو دراكولا؟
يعتقد العديد من الناس بأن مصاص الدماء دراكولا هو عبارة عن شخصية خيالية ظهرت برواية دراكولا التي ألفها الكاتب برام ستوكر، إلى جانب ظهوره بالعديد من أفلام الرعب، لكن بالحقيقة دراكولا هو شخص حقيقي عاش على سطح هذه الكرة الأرضية بيوم من الأيام وكان متعطش جدًا لإراقة الدماء وهو الأمير فلاد الثالث الذي حكم رومانيا لفترات متقطعة بالقرن الخامس عشر.
وبالرغم من إراقته دماء أكثر من 90 ألف شخص بدون شفقة أو رحمة إلا أن الرومانيون يعتبرونه بطلًا قوميًا استطاع إنقاذ أوروبا من غزو العثمانيين. لُقب هذا الشخص بدراكولا بسبب انضمامه لعصبة التنين وهو اتحاد سري كان يضم مجموعة من نبلاء وأمراء أوروبا الشرقية من أجل الوقوف ضد الاحتلال العثماني، يعني دراكولا باللاتينية ابن التنين، وبالرومانية ابن الشيطان.
ولد فلاد بمقاطعة سيجيشوارا التابعة لمملكة المجر عام 1431، وكان والده فلاد الثاني الذي حكم ولاكيا إلى أن تمت إزاحته عن الحكم من قِبل خصومه بالاشتراك مع ملك المجر فلاديسلاف الثالث بعد ترتيبهم المؤامرات لإزاحته عن العرش عام 1442، إلا أنه عاد لحكم ولاكيا عام 1443، بمساعدة السلطان العثماني مراد الثاني.
وبعد وفاة والده كان دراكولا ينتقل من مكان لآخر لحين رجوعه إلى المجر وإلى حكم ولاكيا ليرتكب خلال مدة حكمه الأخيرة التي لم تتجاوز السبع سنوات العديد من عمليات التعذيب والحرق والقتل بحق الناس إلى أن قُتل بعد ذلك على يد أحد عملائه.
ُُوُلدت شخصية دراكولا من قلم الكاتب الآيرلندي برام ستوكر في أواخر القرن التاسع عشر، وهي مستوحاة من الشخصيّة التاريخيّة لفلاد الثالث. وُلد فلاد الثالث في عام 1431 في ترانسلفينيا، رومانيا. لم يكن فلاد قد بلغَ الرابعة عشرة من عمره عندما اعتلى والده عرش ولاية ولاتشي، وهي مقاطعة في جنوب البلاد. في ذلك الوقت، كانت المنطقة في وضع سياسي دقيق للغاية.
تم تهديد السيادة في الشرق من قبل تقدم الأتراك، حيث كانت الإمبراطورية العثمانيّة قد بدأت في سياسة التّوسع التي امتدّت إلى البلقان. وصل الأتراك العثمانيون إلى البحر الأسود، وسيطروا على ضفتي نهر الدانوب وطرق الاتصال الرئيسيّة.
وقّع كل من المجر وولاية ولاتشي معاهدة سلام مع السلطان كعلامة على حسن النيّة لحماية حدودهما، دُعيّ أمير ولاية ولاتشي إلى بلاط الحاكم العثماني للاشتراك في اجتماع دبلوماسي فذهب مع ولديه، ولكن بعد وصولهم بقليل، ألغى البابا المعاهدة باسم الحملة الصليبيّة ضد الإسلام، واحتجز العثمانيون فلاد وشقيقه لمدة أربع سنوات.
عندما اعتلى فلاد الثالث العرش، بدأ في معركة مريرة وقاسية ضد العثمانيين. تفنن في أساليب خطف وتعذيب الضحايا؛ ويُقال أنّه قد بنى تحت نوافذ القلعة غابة من الأعمدة تمتد لعدة كيلومترات وكان يشاهد الأسرى يتألمون ببطء.
أكّد المؤرخ الروماني (Matei Cazacu) على أنّه من المستحيل إحصاء عدد ضحايا دراكولا، وقد أثار ضغينة قوية في البلاد بعد أن ألغى امتيازات جزء من السكان لاسترداد الأموال في ضوء الحرب ضد الأتراك. توفي فلاد الثالث في عام 1476 في ساحة المعركة ضد الأتراك.
انتشرت رواية دراكولا في أوروبا عام 1463 على الرغم من أن الرواية تحمل الاسم ذاته ولكن الشخصيتين لا تشتركان بشيء سوى الدموية وأحداث الرواية لا تشبه أبداً حياة فلاد الثالث.
تعتبر شخصية دراكولا من أشهر الشخصيات وأكثرها رعبًا في التاريخ، وعُرفت أيضًا باسم مصاص الدماء. ابتكر الكاتب برام ستوكر هذه الشخصية في روايته المسماة دراكولا، لتكون هذه الشخصية ملهمًا للكثير من أفلام الرعب والخيال، وعلى الرغم من أنها شخصية مولودة من الخيال البحت، إلا أنها مستوحاة من فرد حقيقي عائد للقرن الخامس عشر كان يسمى فلاد الثالث، وكان معروفًا بحبه الشديد للدماء.
من المتوقع أن شخصية دراكولا الحقيقي المتعطشة للدماء جاءت بسبب طفولته المليئة بالمعارك والحروب. نظرًا لكون موطنه ترانسلفيا أرضًا للمعارك بين العثمانيين والمسيحيين، حيث وقع فلاد أسيرًا في يد العثمانيين الذين علموه الكثير من فنون القتال، إضافةً لرفع قدرات التحمل والقساوة لديه، بسبب العذاب الكبير الذي تلقاه عندما كان في سجونهم.
كما تعرضت عائلته لأبشع أنواع التعذيب، وأشد طرق الموت قساوةً، حيث قُتل أبوه في المستنقعات، ودُفن أخوه وهو حي، مما ولد عنده كرهًا وحقدًا كبيرًا تجاه العثمانيين، فبدأ رحلته الدموية فور اطلاق سراحه، وقام ضدهم بالكثير من المعارك التي اشتهرت بالوحشية والدموية.
بينما شخصية دراكولا الخيالية المولدة في رواية دراكولا، لم تكن سوى متعطش للدماء يقرر الاستعانة بمحامي شاب يدعى جوناتان هاركر لحل إحدى معاملات التمليك، إلا أن هذا المحامي سرعان ما يكتشف شخصية دراكولا، ورغم محاولاته الكثيرة للهرب إلا أن دراكولا قد سجنه في قلعته المحاطة بالذئاب ليستمتع بدمائه. ومن الجدير بالذكر أن صحة دراكولا في الرواية كانت تعتمد على مدى قربه من موطنه، فقد حمل 50 صندوقًا من تراب وطنه عندما غادر إلى بريطانا بحثًا عن الدماء.
وعلى الرغم من حمل دراكولا الخيالي وفلاد الثالث الذي عرف بدراكولا الحقيقي لنفس الاسم، إلا أنهما لم يشتركا بأي شيء سوى بالتعطش الشديد للدماء، فالأول كان متعطشًا لسفكها، أما الثاني فكان يتغذى عليها.
دراكولا وهو شخصية مستوحاة من محض الخيال لمصاص دماء، جسدها الممثل ماكس شريك في فيلم “The Last Voyage of Demeter”. كانت هذه الشخصية من أبرز ما ألفه الكاتب برام ستوكر في رواية أطلق عليها اسم “دراكولا”؛ واستوحاها من شخصية حقيقية وهو فلاد الثالث “Vlad lll ” الذي عاش في عام 1431 بترانسلفينيا في رومانيا، وعرف بشغفه للدماء، وقد كان والده فلاد الثاني الملقب بدراكول Dracul (أي التنين Dragon) حاكم لمنطقة ولاتشي، وذلك بعد أن انضم لتنظيم التنين الذي يدعمه الامبراطور الروماني.
لذلك سمي فلاد الثالث بدراكولا Dracula أي ابن التنين “Son of the dragon”. كانت طفولة دراكولا مليئة بالحروب والمعارك التي كانت تحدث على أرض ترانسلفينيا وولاتشي بين المسيحين في أوروبا من جهة والمسلمين العثمانيين من جهة أخرى، حكم دراكولا فترة لم تتجاوزو السبع أعوام والتي تعتبر قصيرة بالنسبة لأعداد الناس الذين قتلهم.
كانت قصة دراكولا في الرواية أنه شخص نبيل توفي ودفن في كنيسة قلعته، ثم عاد إلى الحياة على هيئة مصاص دماء، وعاش في القلعة لعدة قرون مع ثلاث نساء مصاصات دماء كُنَّ قد دفنَّ معه في كنيسة القلعة بجانبه أيضاً. وقد وصف الكاتب شخصية دراكولا أنه نحيل وذو شارب أبيض طويل معقوف وآذان مدببة بارزة وأسنان حادة وشعره يتدلى على كتفيه، وكانت غاية دراكولا في الرواية السيطرة على العالم وممارسة رعبه وإرهابه للناس.