أعاصير الهاريكين (بالإنكليزيّة: Hurricane) هي أحد أنواع العواصف التي تتشكّل في مياه المحيطات الدافئة عندما تتجاوز درجة حرارتها 26 درجة مئويّة، وهو ما يمكن إيجاده على عمق 50 متر على الأقل. تسبب هذه الحرارة اضطراباتٍ في الهواء فوق مياه البحر مما يسبب العواصف الرّعديّة.
كما يُشترط أن تكون الطبقات الجوّية عالية الرطوبة وباردة الحرارة، بالإضافة للرياح الخفيفة، حيث وعلى عكس المتوقع لا تسمح الرياح القويّة بتكوّن الأعاصير. أما عن الشرط الأخير فهو يتعلّق بمكان تشكّل الإعصار الذي يُفترض أن يكون على بُعد 5 درجات عرض من خط الاستواء.
تكون هذه الأعاصير بشكلٍ دائريٍّ مع انخفاض شديد في مستوى الضغط وزيادة في سرعة الرياح متزامنةَ مع أمطارٍ غزيرة. أما عن الرياح فقد تصل سرعتها في الأعاصير الخفيفة إلى 119 كم في الساعة، وفي الأعاصير الشديدة تتجاوز 320 كم في الساعة. كما يمكنك ملاحظة ارتفاع في مستوى سطح البحر ليصل علو الأمواج 6 أمتارٍ فوق الحد الطبيعي وهو ما يسمّى مرحلة اشتداد العاصفة (Storm surge).
بالطبع تعتبر دراسة الأعاصير من الأمور الصعبة، فقد قسّم المختصون الإعصار إلى 5 أجزاءٍ هي:
- عين الإعصار (Eye of a hurricane): وهي مركز الإعصار، أكثر منطقة مستقّرة من حيث الرياح كما أنها الأخفض ضغطًا.
- جدار العين (Eyewall): وهي المنطقة المحيطة بالمركز، وعلى عكسه فهي الأخطر حيث تصل سرعة الرياح إلى 250 كم في الساعة.
- الحزم المطرية (Rainbands): تلي جدار العين، ومن اسمها فهي محمّلة بالأمطار الغزيرة والتي يكون تأثيرها كبيرًا عندما تصل لليابسة لما تسببه من فيضاناتٍ قويّة.
- قطر الإعصار: ويختلف حسب شدّة وقوّة الإعصار.
- ارتفاع الإعصار: يُقاس من سطح البحر حتى الغيوم الماطرة التي تقوّي الإعصار وتمدّه بالطاقة.
ولتمييز الأعاصير تقسم إلى 5 فئاتٍ حسب قوّتها وسرعة رياحها. وهي:
- الفئة الأولى: وهي الأبطأ. تتراوح سرعة رياحها بين 119-153 كم في الساعة، ولتقريب الصورة أكثر فهي تسبق الفهد من حيث السرعة.
- الفئة الثانية: من 154 حتّى 177 كم في الساعة.
- الفئة الثالثة: من 187 حتّى 208 كم في الساعة.
- الفئة الرابعة: تفوز هذه الأعاصير في سباقها مع أسرع قطارٍ في العالم، تتراوح سرعتها بين 209 و251 كم في الساعة.
- الفئة الخامسة: الأعنف والأسرع من بين الأعاصير السابقة، وهي الأعاصير التي تزيد سرعتها عن 252 كم في الساعة.
ولفهم مدى خطورة هذه الأعاصير إليكَ بعضًا من أعنف الأعاصير المُسجلة:
- إعصار كاترينا (Katrina): كانت الخسارات الناجمة عن هذا الإعصار كارثيّة، فبالنسبة للأموال قُدّرت الخسارة 100 بليون دولار، وبالنسبة للأرواح فقد 1836 شخصًا حياته نتيجة للإعصار الأمر الذي جعله من أكثر أعاصير القرن العشرين دمارًا وفتكًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
- إعصار Galveston العظيم: حدث في عام 1990. دمّر آلاف المنازل مما تسبب بتشرّد ساكنيها، إضافةً إلى مصرع 12000 ضحيّة. كانت هذه المدينة تقع على ارتفاع 9 أقدامٍ فقط عن سطح البحر، ولذلك وتجنّبًا لأعاصير تالية تم العمل على رفع المدينة لما يزيد عن 17 قدم بالإضافة لبناء جدارٍ مائيٍّ لحماية المنطقة.
- إعصار Bhola: تزداد الأرقام عند إحصاء خسارات هذا الإعصار، توفّي أكثر من 50% من سكّان أحد مناطق بنغلاديش، وبالمُجمل بلغت الضحايا قرابة النصف مليون ضحيّة معظمهم من الأطفال دون سن العاشرة.
أعاصير الهاريكين عبارة عن عاصفة ضخمة ذات حركة دورانية، يمكن أن يصل قطرها إلى 600 ميل، وتكون رياحها قوية جدًا تندفع نحو الداخل وتتصاعد إلى الأعلى بسرعة كبيرة تتراوح من 75 إلى 200 ميل في الساعة، يستمر كل إعصار عادة لأكثر من أسبوع ويتحرك من 10 إلى 20 ميلًا في الساعة فوق سطح المحيط، تجمع هذه الاعاصير الحرارة والطاقة من خلال ملامستها لمياه المحيط الدافئة، ويزيد التبخر الناتج عن مياه البحر من قوتها.
تدور هذه الأعاصير عكس اتجاه عقارب الساعة حول مركزها “العين” في نصف الكرة الشمالي ومع اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي، ومركز العاصفة هو أهدأ جزء فيها، حيث تكون الرياح خفيفة والضغط الجوي منخفضًا، ويمكن للأمطار الغزيرة والرياح القوية والأمواج العاتية التي تنتج عن الأعاصير أن تلحق ضررًا شديدًا بالمباني والأشجار والسيارات.
يتشكل هذا النوع من الأعاصير فوق مياه المحيط عند توافر شروط مناخية معينة، حيث يجب أن تكون مياه المحيط بدرجة حرارة دافئة تصل حتى 80 فهرنهايت أي ما يعادل 26درجة مئوية أو أكثر، ويجب أن يبرد الغلاف الجوي بسرعة كبيرة كلما ارتفعت الرياح للأعلى، وأن تهب الرياح في نفس الاتجاه وبنفس السرعة لدفع الهواء من الأسفل للأعلى فوق سطح المحيط.
تتدفق الرياح من الأسفل إلى الخارج فوق العاصفة مما يسمح للهواء الموجود أسفلها بالارتفاع، وتحدث الأعاصير غالبًا على بعد يتراوح ما بين 5 إلى 15 درجة شمال وجنوب خط الاستواء.
غالبًا ما تكون الرياح العاتية العنصر الأكثر تدميرًا في الإعصار، فعندما تعصف تلك الرياح تدفع المياه نحو اليابسة على شكل أمواج مرتفعة جدًا حيث يصل ارتفاعها حتى 6 أمتار وتصبح هذه الأمواج خطرة جدًا لأنها تسبب فيضانات على طول الساحل.
تحدث العواصف الاستوائية الهاريكين في العديد من محيطات العالم، كالمحيط الأطلسي وخليج المكسيك وشرق المحيط الهادئ.
قسّم الباحثون بنية الإعصار إلى خمسة أجزاء، وهي:
- عين الإعصار (Eye of a hurricane): وتعتبر مركز الإعصار، حيث تكون فيها الرياح خفيفة والضغط الجوي منخفضًا.
- جدار العين (Eyewall): وهي منطقة تحيط بالمركز، وتعتبر أخطر جزء في الإعصار حيث تصل سرعة الرياح إلى 250 كم في الساعة.
- الحزام المطري (Rainbands): يلي جدار العين، ويكون محمّلًا بالأمطار الغزيرة والتي تسبب فيضانات قوية عندما تصل لليابسة.
- قطر الإعصار (diagonal of storm): ويختلف باختلاف قوة الإعصار وشدته.
- ارتفاع الإعصار (highet of storm): يُقاس اعتبارًا من سطح البحر حتى نقطة تلامسه مع الغيوم الممطرة والتي تزيد من قوة الإعصار وتمدّه بالطاقة.
يبدأ موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي من 1 يونيو حتى 30 نوفمبر، بينما يمتد موسم الأعاصير في شرق المحيط الهادئ من 15 مايو إلى 30 نوفمبر.
بعض هذه الأعاصير تحمل نتائج كارثية، نظرًا لتسببها بدمار الأبنية وتحطيم للسيارات والممتلكات وجرف الأشجار بالإضافة إلى إزهاق الأرواح، وقد صُنف إعصار Galveston كأحد أعنف الأعاصير المدمرة، والذي حدث عام 1990 حيث تسبب بتدمير آلاف المنازل وتشريد ساكنيها، إضافة لمصرع ما يقارب 12000 ضحيّة.