ما هو علم الطاقة الروحية وما اساسات هذا العلم
في خضم تطور العلوم وتمايزها، نشأ علم جديد سمي بعلم الطاقة الروحية. فما هو هذا العلم؟ وعلام يقوم ويعتمد؟
الطاقة الروحيّة مفهوم واسع ومتشعّب جدًا ولا يقتصر على علم واحد أو تعاليم ثابتة، يظهر هذا المصطلح في الكثير من الثقافات بأشكال وأسماء مختلفة، ولكن في نهاية المطاف تعبّر هذه المفاهيم المختلفة للطاقة الروحيّة عن فكرة واحدة وهي الطاقة الداخليّة للإنسان، وهي القوة التي تربط الروح بالجسد، هناك أنواع مختلفة من الطاقة الروحيّة ولكن أكثرها شيوعًا هي:
- برانا (Prana): برانا تأتي من الثقافة الهندوسيّة والتي تعني التنفّس في اللغة السنسكريتيّة القديمة، وتوصف بأنّها القوة الكامنة الموجودة في كل شيء من حولنا، وهي طاقة تحافظ على الحياة وموجودة حتى في الأجسام غير الماديّة مثل الأفكار.
- تشي (Chi): وهي المصطلح الذي يعبّر عن الطاقة الروحيّة في الثقافة الصينيّة، وتعرف بأنها القوة التي تدفعنا للحياة، وتنقسم إلى طاقة الإناث ين (Yin)، وطاقة الذكور يانغ (Yang)، والهدف من تشي هو تحقيق التوازن المثالي بين الطاقتين المتناقضتين.
- الإيمان بالخالق: تصف العديد من الأديان مثل المسيحيّة واليهوديّة وغيرها، أنّ الطاقة الروحيّة تنبع من محبّة الله والإيمان به، فهذا النوع من الحب يعتبر أنقى وأعلى درجات الحب، ويتّصف بأنّه أبدي، وتختلف طرق التوصّل إلى الطاقة الروحيّة باختلاف تعاليم الأديان.
- روحانيّة الأرض (Mother Earth Spirituality): يؤمن سكان أمريكا الأصليون أنّ لكل أمة نظام الاعتقاد والإيمان الخاص بها الذي ينشأ من هذه الروحانيّة، والذي يُظهر الأرض على أنّها الأم والسماء بمثابة الأب، ويعدّ الاحترام الكامل لجميع الأشياء الموجودة على سطح الأرض بمثابة المتنفّس لهذه الروحانيّة.
تؤثر صحتنا النفسية على طريقة تفكينا وشعورنا وسلوكنا، وتحدد كيف ننظر إلى العالم ونتخذ القرارات، ومن الطرق التي تساعدنا في الحفاظ على الصحة النفسية هي الطاقة الروحية.
يستخدم مصطلح الطاقة الروحية للإشارة إلى كل ماهو باطني وروحاني، والطاقة الروحية تعتمد على الوعي والتحكم بالشعور والتفكير، وهي من أنواع الطب البديل تستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية.
يظهر مفهوم الطاقة الروحية في جميع أنحاء العالم وخصوصًا في شرق آسيا، ويُعتمد عليها في الفنون القتالية الصينية، والعلاج بالوخز بالإبر.
ظهرت العديد من الدراسات التي تحاول شرح هذا العلم وتفسيره بأشياء ملموسة إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب.
ومن هذه الأبحاث البحث الذي أجراه هارولد بور الذي شرح فيه ما يُعرف باسم حقل الحياة وهو حقل كهربائي ديناميكي يتأثر بالحالة الصحية والنفسية للإنسان، ويقول أن الحقل الكهربائي للإنسان يُنمذج بإشارة جيبية تتكرر كل شهر وتختلف هذه الإشارة حسب الصحة الفسيولوجية للإنسان،وتتأثر بالصحة والمرض.
يواجه علم الطاقة الكثير من الإنتقادات وخصوصًا أنه لا يملك قواعد ضابطة له، ويعتبر البعض أنه من الخطأ أن نطلق عليه مصطلح علم لأنه لا يشبه باقي العلوم الأخرى كعلم الفيزياء أو علم الكيمياء أو العلوم الطبية.
يعود تاريخ علم الطاقة الروحية إلى الحضارات الشرقية القديمة، وخصوصًا الحضارة الصينية والهندية، حيث استخدمه الأطباء الصينيون في مداواة مرضاهم طبقًا لاعتقادهم أن أسس هذا العلم يمكن إخضاعها لعلاج الإنسان وتيسير حياته.
يلجأ مفسرو الطاقة الروحية إلى بعض المفاهيم الراسخة، أولها أن الروح هي شيء خالد لا يفنى، والعلم قال أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكن تتحول من صورة إلى أخرى (قانون حفظ الطاقة)، وعليه فإن الطاقة والروح متشابهان في خاصية عدم الفناء، فإذن الروح هي طاقة وبالتالي هناك علم الطاقة الروحية.
وأشاروا إلى هذا العلم بأنه تسارع الأفكار الإيجابية، أي أنها الطاقة الإيجابية، ومثال على ذلك؛ الناس الذين تجد أفكارهم دائمًا إيجابية حتى في الظروف السيئة، ففسروا ذلك بأن هؤلاء الناس طاقتهم الروحية عالية.
وبناءًا على ذلك، استنتجوا أن الطاقة الروحية يمكن أن تزداد عن طريق زيادة التوازن بين الأحداث الجيدة في الحاضر والماضي (كرمة karma). كما يرى علماء الطاقة الروحية أن هذه الطاقة يمكن من خلالها معرفة بعض المعلومات بشكل الحياة السابقة والمستقبلية.