يُعرف السمن الصناعي أو النباتي أو المارجرين على أنّه أحد المواد الغذائية البديلة للسمن الحيواني، والذي يعرف باسم الزبدة، لكن الفرق الأساسي بين الأثنين أنّ الزبدة تشتق من منتجات الألبان الغنية بالدهون المشبعة، بينما يصنع السمن الصناعي من الزيوت النباتية أو الشحوم المهدرجة التي تحوي على الكثير من الدهون غير المشبعة اعتمادًا على نوع الزيت المستخدم في التصنيع، والتي يسعى المصنعون إلى التخلص منها، لا يتم تناول هذا النوع من السمن بشكل مباشر، وإنّما يستخدم كمكون إضافي في صناعة بعض المنتجات الغذائية كالكعك والمعجنات وغيرها.
تحتوي الدهون الموجودة في السمن الصناعي على فيتامين D وفيتامين A وفيتامين K وفيتامين E، بالإضافة إلى احتوائها على حمض أوميغا 3 الدهني الذي يعمل على تخفيض كمية الكوليسترول والالتهابات والدهون الثلاثية، كما يضاف على الزيوت المستخدمة في تصنيع السمن الصناعي ستريول نباتي وذلك لتقليل مستويات الكوليسترول فيها.
وجد هذا النوع من السمن لأول مرة من قبل العالم الكيميائي الفرنسي (Hippolyte Mege-Mouries) في فرنسا في العام 1869 بناءً على طلب الإمبراطور والحاكم نابليون بونابرت، الذي منح جائزة لمن يوجد حل بديل عن استخدام مشتقات الحليب للطبقات الفقيرة والقوات المسلحة وأطلق عليه حينها اسم أولومارجرين (oleomargarine) لتسمى فيما بعد بالمارجرين، لتحصل شركته على براءة اختراع في عام 1869م ووسع عملية التصنيع لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، الأمر الذي دفعه إلى بيع حقوقه إلى شركة (Jurgens) الهولندية في عام 1871، ليتبعه في نفس العام انشاء أول مصنع مختص بصناعة السمن الصناعي بعلامات تجارية تحمل اسم (Botteram) و (Overstolz) من قبل صيدلاني ألماني يدعى بنديكت كلاين ( Benedict Klein )، لكن كل عمليات التصنيع هذه كانت تتم بالاعتماد على لحم اليقر كبديل للحليب إلى أن حصل العالم الأمريكي هنري دبليو برادلي (Henry W. Bradley) على براءة اختراع في عام 1871 لقدرته على إنتاج السمن من خلط الزيوت النباتية مع الدهون الحيوانية، لكن بحلول أواخر القرن التاسع عشر توسع إنتاج السمن ليشمل أكثر من 37 معمل مخصص لصناعتها الأمر الذي تطلب تدخل الجهات الحكومية وفرض رسوم عقابية على المصنعين في عام 1886.
ازداد استخدام طريقة برادلي في التصنيع بين عامي 1900 و1920 بسبب التقدم الذي حققته شركتي (Sabatier) و (Boyce) في هدرجة المواد النباتية والمرتبط مع نقص كميات الدهون الحيوانية، الأمر الذي نتج عنه إنتاج الأولومارجرين في عام 1930، لكن سبب اندلاع الحرب العالمية الثانية نقص بإمدادات الدهون الحيوانية المطلوبة للتصنيع، ليختفي السمن الصناعي الأصلي من أسواق الولايات المتحدة الأمربكية في عام 1945 بشكل تام، الأمر الذي دفع الحكومة إلى تغيير بعض التشريعات والسماح بإنتاج السمن بالاعتماد على الزيوت والدهون النباتية فقط في عام 1950.
يوجد في يومنا هذا العديد من الأنواع للسمن الصناعي تختلف من شركة مصنعة لأخرى بناءً على المكونات ابمستخدمة في تصنيعها، حيث تعمل بعض الشركات إلى إضافة الملح وفيتامين A وبعض العناصر الأخرى كالمالتوديكسترين (Maltodextrin) والليسيثين (Lecithin) والصويا الأحادية أو المنزوعة الدسم للحفاظ على نكهة السمن وقوامه، بينما يمكنك إيجاد العديد من الأنواع من دون أي منكهات صناعية ومواد حافظة.
كما يختلف نوع الزيت المستخدم من شركة لأخرى فبعضها يستخدم زيت الزيتون بينما بعضها الأخر يستخدم زيت بذور الكتان وزيت السمك.
كن حذرًا عند تناول السمن الصناعي واقرأ الملصقات المسجلة على العبوة جيدًا قبل تناولها إن كنت ممن يعانون من حساسية للصويا أو منتجات الألبان، ابحث عن النوع المناسب لك جيدًا.
يسمى السمن الصناعي بالسمن النباتي أو السمن المهدرج أو المارغرين باللغة الإنجليزية (Margarine )، وهو عبارة عن مادة غذائية متماسكة القوام أقرب إلى الزبدة الطبيعية، تستخدم بدلاً من السمن الحيواني وتُصنع من الزيوت النباتية او الشحوم الحيوانية من خلال عملية الهدرجة، حيث ينتشر استخدامها بين الناس في صناعة المأكولات والحلويات المختلفة.
يحتوي السمن الصناعي على زيوت نباتية سائلة وزيوت مهدرجة إضافة إلى مواد دهنية متحولة تحوي فيتامينات A، D، K، E وحمض أوميغا 3، كما يتواجد في السمن نسبة من المواد المحسنة للطعم والمواد الحافظة.
أما عن طريقة صناعة السمن الصناعي فهي تعتمد بشكل كبير على الهدرجة، حيث يتم من خلالها إضافة الهيدروجين إلى المركبات او الروابط الكيميائية لتصبح المركبات العضوية مشبعة.
بمعنى آخر يصنع السمن الصناعي المعروف أيضاً بالسمن النباتي من خلال إضافة الهيدروجين إلى الزيوت غير المشبعة فتصبح بذلك دهون مشبعة، وذلك نتيجة تفكيك الروابط الثنائية والثلاثية وتحويلها إلى روابط أحادية، وهذا ما يدعى بالهدرجة، لكن لكي تتم عملية الهدرجة بشكل مثالي لابد من استخدام عامل حفاز وتواجد درجات حرارة مرتفعة لتتحول بذلك الزيوت إلى مادة صلبة أشبه بالزبدة، ولابد من معرفة أنه كلما كانت ذات بنية صلبة كلما دل ذلك على رداءة الزيوت المستخدمة في صناعة السمن.
الإقبال على السمن الصناعي:
منذ أن بدأت صناعة السمن الصناعي لاقى رواجاً كبيراً بين الناس نتيجة عوامل عديدة:
- سعر السمن الصناعي المنخفض مقارنة بالسمن الحيواني.
- نجاح صناعة الحلويات والمعجنات باستخدام السمن الصناعي بشكل أفضل من الحيواني.
- أثبتت التجارب أن السمن الصناعي والحيواني يقدمان نفس المقدار من الطاقة.
- أتاحت المواد الحافظة الموجودة في السمن الصناعي حفظه لفترة أطول بكثير من السمن الحيواني.
مضار استهلاك السمن الصناعي:
يحتوي السمن الصناعي على دهون غير مشبعة والسيترولات النباتية التي تزيد من كمية الكوليسترول الضارLDL ، إلا أنها تحتوي كما هو معروف على نسبة من الدهون المتحولة المسؤولة عن عدد من أمراض القلب والشرايين كونها تقلل نسبة الكوليسترول المفيد HDL من خلال تقليل نسبة البروتينات الدهنية.
كما أثبتت الكثير من الدراسات أن للسمن الصناعي تأثيراً على الجهاز المناعي وإضعافه، وزيادة فرص الإصابة بمرض السكري نتيجة الخلل في مستويات هرمون الأنسولين، ووفقاً لعدد من الدراسات توصل العلماء إلى أن تناول حوالي 2 غرام من السمن الصناعي قد يؤدي إلى زيادة في احتمال حدوث السكنات الدماغية والقلبية والأمراض المتعلقة بالدم والشرايين، كما قد تسبب السمنة.
تتنافس كبرى الشركات في صناعة أنواع مختلفة من السمن الصناعي بمواصفات متنوعة رغم أن جميعها تعتمد على مبدأ واحد وهو تحويل الدهون إلى شكل جديد، إلا أنها تختلف بالإضافات التي تحتويها مثل الملح والليسيثين والصويا خالية الدسم واستخدام أفضل أنواع الزيت كزيت الزيتون وزيت بذور الكتان وزيت السمك.