ما هو إعصار التورنادو؟

2 إجابتان

قد تظنّ أن التورنادو (Tornadoe) هو عبارة عن إعصار عادي، وجميعنا يعلم أن الإعصار هو رياح دائرية مركزية تتشكل في المحيطات، في منطقة منخفضة الضغط الجوي، أما التورنادو فهو مسار عمودي من الهواء العنيف سريع الدوران، يتشكل على اليابسة،  يمكننا تسميته “إعصار التورنادو”، وبذلك يمكننا القول أن كل تورنادو هو إعصار، ولكن ليس كل إعصار تورنادو!.

إذن، التورنادو إعصار قُمْعي (على شكل قمع)، ينشأ من العواصف الرعدية ويأخذ مساره ممتدًا إلى الأرض، أي يظهر هذا القمع من السماء فجأة كما لو أنه نازلٌ من سحابة، ويصطدم بالأرض، وغالبًا ما يصاحبه سقوط حبّات بَرَد بحجم كرة البايسبول. حقيقةً، يمكن أن يأخذ التورنادو عدة أشكال، فقد تراه بشكل قمع اعتيادي تقليدي (واسع من الأعلى وضيق من الأسفل) أو بشكل رفيع يشبه الحبل. يظهر بعضها أيضًا بشكل دخانيّ متماوج، وبعضها يظهر وكأنه يحتوي على دوامات متعددة، أي أعاصير صغيرة مفردة تدور جميعها حول المركز. بعض التورنادوز تكون غير مرئية، أي ترى تحوّم الغبار والحطام على مستوى قريب من سطح الأرض كدليل على وجوده فقط.

ما هو إعصار التورنادو؟

وأما عن كيفية تشكّل هذا الإعصار بشكل أكثر تفصيلًا، فإليك التفاصيل:

التورنادو بحاجة إلى التقاء كتلتين هوائيتين مختلفتين، الهواء الدافئ والرطب القادم من خليج المكسيك، وهواء بارد وجاف من كندا. عندما تلتقي هاتان الكتلتان الهوائيتان، يصبح الغلاف الجوي غير مستقر، يتغير اتجاه الرياح وسرعتها أيضًا. يؤدي تغيير اتجاه الرياح وزيادة سرعتها مع زيادة الارتفاع، إلى إحداث تأثير دوران أفقي غير مرئي في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي.

بعد ذلك، يؤدي ارتفاع الهواء داخل التيار الناشئ صعودًا، إلى إمالة الهواء الدوار من وضعه الأفقي إلى الوضع العمودي أو الرأسي، وتبدأ عندها منطقة الدوران في الامتداد والاتساع، بعرض 3-9.5 كيلومتر خلال معظم وقت العاصفة. يكون تأثير الإعصار أكثر قوة في منطقة تشكله حيث يكون الدوران قوي.

ما هو إعصار التورنادو؟

هكذا يتشكل إعصار التورنادو نعم، ولكن هذه ليست كلّ الحكاية، بل هناك شروط مناخية أيضًا لتساهم في دعم وتشكل هذا الإعصار:

  • ضرورة تواجد مستويات من الرطوبة المنخفضة لتتمكن العاصفة الرعدية من النشوء.
  • وجود بيئة ملائمة – إذا صحّ القول – لنشوء التورنادو، أو بمعنى محفّزات مثل جبهة باردة أو منطقة منخفضة المستوى من الرياح المتقاربة، وذلك بغرض رفع الهواء الرطب إلى الأعلى.
  • عدم استقرار الجو شرط مهم لنجاح تشكّل التورنادو، ففي الجو غير المستقر، تنخفض درجات الحرارة بسرعة كلما ارتفعنا لأعلى، لذا بمجرد أن يبدأ الهواء في الارتفاع ويصبح مشبعًا، سيستمرّ في الارتفاع إلى مسافات عالية جدًا لإنتاج سحابة العاصفة الرعدية. يحدث عدم استقرار الغلاف الجوي أيضًا عندما يغلّف الهواء الجاف الهواء الرطب وذلك بالقرب من سطح الأرض.
  • وأخيرًا، لا يكفي لتشكّل التورنادو أن تكون الرياح المشكلة له قوية في جميع مستويات الغلاف الجوي، بل يجب أن تدور أيضًا باتجاه عقارب الساعة مع الارتفاع، أو باتجاه منحرف على الأقل.

بشكل تقريبي، تبلغ مساحة الضرر التي يسببها إعصار تورنادو واحد حوالي 1.5 كيلومتر في العرض، و80 كيلومترًا طول، وذلك وسطيًا. إن أعنف أعاصير التورنادو قادرة على افتعال تدميرات هائلة بسرعات رياح تصل إلى 483 كيلومتر في الساعة، إذ يمكنها تدمير المباني الكبيرة واقتلاع الأشجار وقذف المركبات عاليًا لمئات الأمتار. تحدث هذه العواصف في جميع أنحاء العالم، ولكن تعتبر الولايات المتحدة موقعًا ساخنًا ورئيسي لحدوث التورنادو، مع ما يقارب 1000 إعصار سنويًا.

فعليًا، شهدت كل ولاية من الولايات الأمريكية إعصار التورنادو، لكن تحمل ولاية تكساس الرقم القياسي بمعدل سنوي يبلغ حوالي 120 تورنادو، كما حدث هذا الإعصار في بريطانيا العظمى والهند والأرجنتين ودول أخرى، ولكن أغلب حالات حدوثه هي في الولايات المتحدة. تتسبب أعاصير التورنادو الأمريكية في وفاة 80 شخصًا وحدوث أكثر من 1800 إصابة سنويًا.

أكمل القراءة

في عاصفةٍ رعديّةٍ تتلبّد فيها الغيوم السوداء، وتقترب من الأرض مُلقيةً وابلًا من المطر والبرد، وفي لحظةٍ ما، تبدو الغيوم وكأنّها تلد شيئًا ما؛ ليخرج منها ما يشبه العمود الرمادي اللون، الذي يمتدّ شيئًا فشيئًا نحو الأرض، حتى يصلها، لتزداد حلكتها سوادًا بسبب ما تلتقطه الدوامات الهوائية فيه من ترابٍ وحطامٍ، وكل ما يعترض طريقها، فللتورنادو القدرة على نقل بقرةٍ أو شاحنةٍ أو منازل بأكملها لمسافاتٍ طويلةٍ تصل حتى أميال عديدة.

فالتورنادو i, إعصارٌ هوائيٌّ يصاحب العواصف الرعدية، وهو عبارةٌ عن قمعٍ من الهواء الذي يصل بين الغيوم والأرض، تصل سرعة الرياح داخله إلى 300 ميل في الساعة، ويمكنها اجتزاز الأشجار والمنازل والسيارات وكلّ ما يصادفها؛ لتلقي بها مسافاتٍ بعيدةٍ تصل إلى مئات الأمتار، على طول مسارها الذي يصل حتى 50 ميل.

ما هو إعصار التورنادو؟

وهنا لابدّ أن تبادرت المزيد من الأسئلة إلى ذهنك، كيف تشكلت هذه الزوبعة العنيفة الممتدة من الغيوم وحتى الأرض؟ وكيف لها أن تقلب محيطها رأسًا على عقب، مُخلفة الدمار والفوضى في طريقها؟

لحدوث إعصار التورنادو، لا بدّ من توفّر عدة شروطٍ من حيث الظروف الجوية، ومنها:

  • انخفاض الرطوبة اللازم لتشكل العواصف الرعدية.
  • “الزناد” الذي يرفع الهواء الرطب الدافئ للأعلى؛ وهو في الغالب جبهةٌ باردةٌ.
  • انخفاض درجات الحرارة بسرعة مع زيادة الارتفاع لتكوين جوٍ غير مستقرٍّ، حيث يرتفع الهواء ويزداد تشبّعه بالرطوبة حتى تتشكل سحابة العاصفة الرعدية، بالإضافة إلى أنّ تراكب الهواء الجافّ مع الهواء الرطب في المنطقة القريبة من سطح الأرض، تساعد في تكوين جوّ غير مستقرٍّ.
  • اشتداد سرعة الرياح بقوةٍ كبيرةٍ، وتغيّر حركتها بالقرب من سطح الأرض في جميع الاتجاهات؛ مع وعكس اتجاه عقارب الساعة.

تشكّل العواصف الرعدية إنذار خطر، فحيثما تتواجد ترتفع احتمالات تشكل التورنادو، وبشكلٍ خاصٍّ العواصف الرعدية الشديدة أو ما يطلق عليه بالعواصف الرعدية الفائقة، بالإضافة لظروفٍ جويّةٍ أخرى مرافقةٍ للعواصف الرعدية، كارتفاع الهواء الدافئ نحو الغيوم، ممّا يكسبه السرعة ويتشكل التيار الصاعد، ومع تدفّق المزيد من الهواء الدافئ إلى التيار الصاعد يمتلك المقدرة على تغيير الاتجاه، ويسحب معه الرطوبة نحو السحب لتستخدمها لاحقًا في تغذية إعصار التورنادو.

عند اكتمال وتوافق هذه الظروف تتشكّل الدوامة الهوائية القمعية الشكل داخل العاصفة، وهي ما يدعى بالميزوسيكلون، والتي تهبط إلى الأرض بالتفاف الهواء البارد والجاف حول الميزوسيكلون، فتُحدث فروقاتٍ كبيرةٍ في درجات الحرارة بين داخل الدوامة وخارجها، ويبدأ القسم السفلي بالتضيّق؛ فتزداد سرعة دوران الرياح ليأخذ الميزوسيكلون شكل القمع أكثر فأكثر، وحالما تصل الرطوبة التي احتفظت فيها غيوم العاصفة إلى قمع الدوامة، سيسحب الميزوسيكلون الرطوبة  التي احتفظن بها سحابة القمع، والتي تشكّل الوقود اللازم لتشكيل الجدار الدوّار الضخم للغيوم، ليتشكل بذلك التورنادور.

تدوم الأعاصير غالبًا لمدّة عشر إلى أربعين دقيقة، وعلى الرغم من قصرها النسبيّ إلا أنّها كافيةٌ لإحداث كوارث بشرية، والتسبب بالخراب والدمار حولها، لذلك يسعى الخبراء الجويين لمحاولة الكشف عن حدوث التورنادو قبل وقوعه لتجنب الكارثة قدر المستطاع، وتقليل الخسائر البشرية والمادية، ومن أولى الإنذارات بالخطر هو العواصف الرعدية الشديدة المترافقة مع اشتداد سرعة الهواء وتغيّر اتجاه حركته المترافق مع الصفير بشكلٍ مستمرٍّ، ولكن من أكثر  المؤشرات دلالة هو تحديد تشكّل سحابة القمع.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "ما هو إعصار التورنادو؟"؟