ما فوائد الجري للظهر وما هو المعدل الذي يُنصح به
مهما كانت الحالة النفسية للشخص، فإنها ستتحسن بالتأكيد بعد أن يبدأ بالجري. هل تعلم ما هي فوائد رياضة الجري للظهر؟
الجري طريقة رائعة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنه يساعد في إنقاص الوزن والمحافظة على اللياقة البدنية، وصحة الجسم بشكل عام. ولكن قد تشعر بالقلق حيال المكان الذي تجري فيه، وتأثيره على فقرات ظهرك، أو تأثير الجري على صحة ظهرك بشكل عام، نتيجةً لهذا الشك، أجرى باحثون في استراليا اختبار على مجموعة مكونة من 79 شخص من الرجال والنساء البالغين، ثلثيهم كان من العدائين لمدة خمس سنوات على الأقل؛ والآخرين كانوا من عامة الناس، وارتدى الجميع مقاييس تسارع لتتبع مستوى نشاطهم.
باستخدام عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي المتخصصة، قام الباحثون بقياس حجم وسيولة أقراص العمود الفقري لكل شخص، إذ تعمل الأقراص بين الفقرات على امتصاص الصدمات ومنع الفقرات من الاحتكاك فيما بينها، والجدير بالذكر أن هذه الأقراص تتدهور بشكل طبيعي مع مرور الوقت بسبب الهرم والتلف الخلوي المرتبطة بالشيخوخة.
كانت نتيجة الاختبار أن أقراص العدائين كانت أكبر وتحتوي على المزيد من السوائل؛ وهذا يشير إلى مرونة أكثر وألم اقل، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يمارسون الجري، وبالتالي فإن فوائد الجري للظهر:
تحسين سوائل أقراص العمود الفقري.
تقليل آلام الظهر بشكلٍ عام، وبالتالي تقليل احتمالية التعرض لآلام مزمنة.
بالإضافة إلى تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
تناقضت الدراسات والأبحاث التي تناولت موضوع الجري وعلاقته بالظهر، فمنها من حاول إثبات أن الجري يقوّي الأقراص الموجودة في فقرات العمود الفقري –الأقراص الفقرية- وذلك من خلال زيادة حجمها عند الجري؛ مما يُسفِر عن زيادة في السائل الداخلي الموجود فيها والمسؤول بشكل رئيسي عن امتصاص وتلقّي الصدمات والضغط الحاصل على العمود الفقري أثناء حركات الجسد المتتالية بشكل عام وعلى مر الزمن؛ مما يُعطي صحة أفضل للقرص الفقري وبالتالي يُقوّي الظهر.
نُفّذت هذه التجارب في البداية على مجموعة فئران واستطاعوا إثباتها، إلا أنّها عندما نُفّذت على مجموعة من الأشخاص المُختلفين في البنية والجنس والعمر والسلوك الرياضي الروتيني تم إثبات أن هذه الفائدة تعود على من يملكون أقراص فقرية صحية في الأصل ولم يُعرّضوها لأي خطر انزلاق أو إصابة من قبل، ولذلك فهذه لا تُعتبَر فائدة مؤكّدة وثابتة للجري على الظهر كونه لا يساهم في معالجة الأقراص الفقرية أو حتّى تقويتها إن لم تكن هي جيّدة وصحية في الأساس.
أما الدراسة الثانية التي يتناقلها الخبراء منذ سنين عديدة فهي أن الجري يؤثّر بطريقة سلبية على الظهر من خلال تعريض الأقراص الفقرية لخطر الانزلاق وآلام أسفل الظهر التي تظهر غالبًا لمن يتّبعون الجري لأميال طويلة في زمن قصير.
واستنادًا على ما ذُكر أعلاه، لتجنّب مخاطر الجري على الظهر وتحقيق أهداف إيجابية جيّدة لظهرك عليك اتّباع المشي السريع أكثر من الجري أو ممارسة الجري لكن بقطع أميال متوسّطة في زمن وسطي مع مراعاة الطريقة الصحيحة للجري المتمثّلة في الإحماء الجيّد وزيادة المسافة المقطوعة بشكل تدريجي وتنويع التمارين الرياضية وعدم التغاضي عن فترات الاستراحة لتخفيف الضغط والتعب على العضلات والأقراص الفقرية بشكل عام.
حسب إحدى الدراسات التي بحثت في العلاقة بين الحركة وصحة الأقراص بين الفقارية الموجودة في العمود الفقري، وهي أقراصٌ بين الفقرات يتم تشبيهها بالوسادات المملوءة بالسائل، حيث تعمل على تحمل الصدمات وامتصاص الضغط الناتج عن الحركة؛ فإن الأشخاص الذين يمارسون الجري يمتلكون أقراصًا أكثر صحةً من غيرهم وعمودًا فقريًا أكثر ثباتًا، نافيةً بذلك ما كان سائدًا سابقًا عن أن التمارين الرياضية مثل الجري قد تسبب إجهادًا وأذيةً للعمود الفقري.
لكن إذا كانت العضلات والعظام تستجيب للضغط البدني بأن تصبح أقوى وأكبر، فلتأكيد التأثير الإيجابي للركض على الأقراص بين الغضروفية، تم إجراء أبحاثٍ على الفئران ومقارنتها بين حالة العمود الفقري قبل وبعد الركض لعدة أسابيع على جهاز المشي، لتظهر زيادةٌ ملحوظةٌ في حجم الأقراص بين الغضروفية، مما أكد أن هذه الأقراص كانت قادرةً على التفاعل مع رياضة الجري وتأمين الاستجابة اللازمة لها.
إلا أن الفئران في النهاية تركض على أقدامها الأربع وقد تختلف النتيجة بالنسبة للبشر، لذلك قرروا إجراء البحث على أشخاصٍ يمارسون الجري وآخرون لا، وقد جاءت نتيجة الفحص بالرنين المغناطيسي أن الأقراص بين الغضروفية لدى الذين يمارسون الجري كانت فعلًا أكبر واحتوت على سائلٍ أكثر من الأشخاص الذين لا يركضون، مما يشير إلى تمتع هذه الأقراص بصحةٍ أفضل.
وللجري السليم بعض القواعد الأساسية التي يجب اتباعها، وهي:
- الإحماء الجيد قبل البدء والتبريد بعد الانتهاء.
- زيادة مسافات الجري تدريجيًا لتجنب التعرض للإصابات.
- إجراء تمارين رياضية متنوعة لتأسيس الجسم بشكلٍ جيد.
- التخفيف من الجهد المطبق على العضلات أثناء الجري بأخذ فترات استراحة كالجري الهادئ مدة 15 دقيقة مثلًا.