ما سبب الحرب الاهلية في لبنان

زعزعت الحرب الأهلية استقرار لبنان بين 1975 و1990 وجزء كبير من البنية التحتية أصابه الخراب ما عدا القتلى الكثر، فماذا كان سببها؟

4 إجابات

لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط رمزًا لعدم الاستقرار الإقليمي، كان للبنان حصته من هذا، لمدة خمسة عشر عامًا (1975-1990)، انغمس لبنان في حرب أهلية شرسة، انتهت بتدخل عسكري سوري لإنهاء النزاع الدائر بين الميليشيات المتصارعة، أمّا عن سبب اندلاع هذه الحرب، فتعود إلى إطلاق عناصر من ميليشيات الكتائب النار على حافلة تقل فلسطينيين في منطقة عين الرمانة في بيروت، كانت متجهة نحو مخيم تل الزعتر، ردًا على اغتيال زعيمهم بيير الجميل،  لتنجذب بعدها كل الطوائف والطبقات اللبنانية إلى الصراع، إما كمشاركين أو كضحايا.

انجذبت بعدها العديد من البلدان إلى الصراع، كانت سوريا اول من تدخل إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، ليتبعها تدخل اسرائيل إلى جانب المسيحيين، مقدمة كل ما تستطيع من أموال وسلاح، تبعه غزو اسرائيل للجنوب اللبناني في السادس من حزيران من عام 1982، تحت ذريعة تأمين أراضيها الشمالية من غزوات منظمة التحرير، لكنها تمادت في ذلك ووصلت إلى العاصمة بيروت، منهية تواجد المنظمة في الأراضي اللبنانية، لتنتقل إلى تونس، بإشراف من قوة سلام متعددة الجنسيات، تلاها انسحاب القوات السورية.

لم يستمر تواجد القوات المتعددة الجنسيات طويلًا، ففي تشرين الأول من عام 1983، انسحبت القوات، بعد ازدياد الصراع بين الطوائف وتفجير مبنى السفارة الأمريكية، انسحب بعد ذلك الجيش الاسرائيلي في منتصف العام 1985.

وقع أعضاء البرلمان اللبناني اتفاق الطائف في 22 تشرين الأول من عام  1989، والذي ينص على مجموعة من الإصلاحات الدستورية، والتعهد على إلغاء الطائفية والدعوة إلى القضاء على الاحتلال الأجنبي المتواجد في الجنوب، مع بقاء القوات السورية لسنتين في لبنان، لكن هذا الاتفاق لمّ يلقَ إعجاب العماد ميشيل عون، الخائف من استمرار التواجد السوري في لبنان، لتدخل الميليشيات التابعة له بصراع مع مليشيات حزب القوات اللبنانية، برئاسة سمير جعجع، في كانون الثاني من عام 1990، راح ضحيتها الكثير من المواطنين اللبنانيين، ليتوقف الصراع في الثالث عشر من تشرين الأول من نفس العام، بتدخل القوات السورية وإنهاء النزاع.

أكمل القراءة

كان الواقع اللبناني في عام 1975 مؤهّلًا لنشوب حرب أهلية كبيرة اجتاحت مدنه وشرّدت أهله وذلك بسبب تدنّي المستوى الاقتصادي وتدهور الحال المعيشية لسكّان لبنان، وخاصةً أنّ السياسات المالية في الدولة والموازنات العامة لم تتغيّر أو تخطو للأفضل بعد الاستقلال.

بل على العكس تمامًا كانت تُوزّع وتُرجع في تبعيتها إلى المحسوبيات الدينية والعشائرية مما دفع قسم كبير من اللبنانيين للهجرة إلى بلاد أخرى بهدف رواتب تُغطّي احتياجاتهم ومستوى معيشي أفضل؛ مما أدّى إلى نقص كبير في اليد العاملة في لبنان. أما القسم الذي فضّل البقاء في لبنان أو لم يستطع الخروج منها بمعنى أصح، فقد عانى هذا التدهور الاقتصادي والمعيشي حتى رأى من الحرب الأهلية حقًا مشروعًا وسبيلًا لتحقيق مطالبه.

أما الواقع السياسي في تلك الفترة فقد شهد شرخًا واضحًا في أساسياته والسبب الرئيسي في ذلك هو انقسام الشعب اللبناني مناصفةً بين مسيحي ومسلم واختلاف مطالبهم وآرائهم وتوجهاتهم بشكل كامل، وقد ساهمت هجرة الفلسطينيين بعد الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان في تصعّد هذا الخلاف السياسي الديني، وخاصةً بعد محاولات واضحة من الجيش اللبناني في القضاء على جميع الفلسطينيين في لبنان.

وعندها شهدت لبنان عدّة اشتباكات بين مسلمين لبنانيين مُتحالفين مع الفلسطينيين القاطنين في لبنان والجيش اللبناني، اشتدّت هذه الاشتباكات وتحوّلت لحرب أهلية مدمّرة بعد محاولة اغتيال الزعيم الماروني “بيار جميِّل” التي أودت بحياة مرافقه، فعندها تم اتّهام الفلسطينيين بالإضافة إلى مجموعات مسلمة محدّدة في لبنان، وقد شهدت هذه الحرب تدخلًا قويًّا من الإسرائيليين والجيش السوري، مما جعلها ترتكز على ثلاث جبهات رئيسية هي:

  • الجبهة اللبنانية التي تمثّلت بالمسيحيين الموارنة وقد فازت هذه الجبهة بدعم إسرائيلي وسوري.
  • جبهة الحركة الوطنية اللبنانية التي مثّل غالبها المسلمون اللبنانيون من الطائفة الدرزية.
  • منظمة التحرير الفلسطينية التي عملت مع الحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة الجبهة اللبنانية والقوى الداعمة لها.

أكمل القراءة

للأسف مثلها كمثل العديد من دول العالم عبر التاريخ خاضت لبنان حربًا أهليّة قاسية، حيث تقسّمت الصفوف الشعبية واصطف كلٌ فردٍ إلى جانب طائفته رافعًا سلاحه في وجه الآخر، لكن إن كنت تظن أنّها اندلعت لأحد الأسباب الطائفيّة فأنت مخطئ! فالعنف الطائفي ليس مسببًا لهذه الحرب، بل وإنّما ناتجٌ عرضيٌ لها، فقد كان لحزب الكتائب اللبنانيّة والقضيّة الفلسطينيّة الدور الرئيسي والبادئ لصراع مدمّر.

حيث ترجّح العديد من الجهات والمصادر أن بداية الحرب الأهلية في لبنان كانت في 13- أبريل- 1975 عندما قام مسلحون من حزب الكتائب اللبناني بإطلاق النار على حافلة تقلّ فلسطينيين أغلبهم من المدنيين إلى مخيّم اللاجئين في تل الزعتر ما تسبّب بمقتل 27 راكبًا، ردًا على اغتيال بيير الجميل زعيم حزب الكتائب آنذاك أثناء خروجه من كنيسته المارونيّة في بكفيا، فكانت هذه شرارة اندلاع حرب دامت 15 عامًا، ما يزال لبنان حتى يومنا هذا يعاني من نتائجها.

تعمّق الشرخ بعد تلك الحادثة بين الطوائف والمذاهب اللبنانية حول المواقف المتخذة من القضية الفلسطينية، وبدأ الصراع بينها حول السلطة يصبح أكثر دمويّة ما تطلّب تدخلًا خارجيًا لإحلال السلام شمل العديد من الدول التي خرجت في النهاية من لبنان تاركةً إيّاه في وضعٍ أسوء ممّا كان عليه، لاسيما بعد إدراك تلك القوى الخارجية أنّ الديموغرافيا اللبنانيّة تشتمل أكثر من 20 حزبًا سياسيًا و18 طائفة دينيّة معترف بها، وذلك كلّه في بلدٍ محدود المساحة، بعد أن أعلن الهجوم البرّي الجوي التي شنتّه القوات السوريّة في 13- أكتوبر- 1990 نهاية الحرب الأهليّة اللبنانيّة.

أكمل القراءة

كغيرها من الأزمات التي عرفها العالم خلال القرن العشرين يُعزى سبب الحرب الاهلية في لبنان إلى أسباب غير مباشرة تتمحور حول الإنقسامات الطائفية والسياسية التي شقت صف اللبنانيين خاصة مع بداية شن الفلسطينيين هجمات ضد القوات الإسرائيلية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

زادت على تلك التعقيدات تدخلات جهات ودول خارجية أرادت فرض نفوذها على هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بدوره وأهميته على مختلف الأصعدة، ليزيد الانقسام ويتشعب ويتطور إلى حرب أهلية أتت على نسبة كبيرة من البنى التحتية في لبنان إضافة لعدد القتلى الكبير من كل الأطراف، قبل أن يتدخل الجيش السوري ويفرض سطوته وينهي الحرب بالقوة.

يرجع البعض أن سبب الحرب الاهلية في لبنان بشكل مباشر لاغتيال زعيم حزب الكتاب بيير الجميل عام 1975 لتقوم بعض الميليشيات التابعة له باستهداف حافلة تقل فلسطينيين راح ضحيتها 27 مدنياً، وتكون تلك الحادثة الفتيل الذي أشعل حرباً أهلية استمرت قرابة 15 عاماً.

عانى اللبنانيون منذ انتهاء الحرب الأهلية من تبعاتها بكل المجالات خاصة السياسية والتي ألقت بظلالها على حياة المواطنين العاديين وبالتالي فضّل عدد كبير منهم الهجرة إلى مختلف دول العالم، خاصة مع استمرار استخدام لبنان كساحة للاقتتال وتصفية الحسابات الدولية بالواسطة، هذا ويذكر أن قضية المفقودين خلال الحرب الأهلية لا زالت مفتوحة حتى الآن حيث يسعى أقاربهم إلى تحديد مصيرهم إن كانوا أحياء أم أموات.

أكمل القراءة

هل لديك إجابة على "ما سبب الحرب الاهلية في لبنان"؟