ما الفرق بين الكحة والسعال
يتشابه معنى مصطلحي السعال والكحة لذلك يخلط العديد الناس بينهما، ولا يتم التمييز بينهما فيُشار إلى الكحة على أنها سعالٌ والعكس صحيحٌ، وبالرغم من التشابه الكبير إلا أنه يوجد بعض الفروق البسيطة التي تجعل عدم التفريق بينهما أمراً مُبرراً.
فتُعبِّر الكحة أكثر عن الصوت الصادر عن السعال، ويُمكن أن تُشير إلى السعال الجاف غير المُنتج للبلغم، كما من الشائع أن تترافق مع احتقان الحلق أو ألمٍ في الأذن وبحةٍ في الصوت، ويُمكن القول بأن الكحة هي المصطلح العاميّ للسعال والتي يُمكن ألا تُشير إلى عرضٍ أو مرضٍ.
أما السعال بشكلٍ عامٍّ فهو طريقة جسمك في الاستجابة لفعل الأجسام الغريبة التي تُضايق أو تُهيِّج حلقك أو المسالك الهوائية لديك؛ حيثُ يقوم هذا الجسم الغريب بإثارة النهايات العصبية التي تنقل الإشارات العصبية إلى دماغك الذي يُصدر بدوره إشاراتٍ حركيةً لعضلات الصدر والبطن ليقوما بتقلصاتٍ معينةٍ تدفع الهواء من رئتيك إلى الخارج كمحاولةٍ لإخراج الجسم الغريب، وهو رد فعلٍ طبيعيٍّ وصحيٍّ، ولكن قد يُصبح عرضاً للعديد من الأمراض التنفسية وعلامةً لبعض الأمراض الخطيرة، وخاصةً إذا استمرَّ لفترةٍ طويلةٍ أو ترافق مع أعراضٍ أخرى أو تغير لونه وقوامه الطبيعيّ فأصبح مصحوباً بالمُخاط أو الدم أو إذا ازدادت شدّته، كما يُمكن أن يتسبب السعال المُعنِّد أعراضاً أخرى كتهييج الرئتين وازدياد السعال أو الإرهاق أو الدوخة أو الإغماء أو الصداع أو الأرق أو حتى السلس البولي أو الإقياء كما يُمكن أن ينتج عنه كسرٌ بسيطٌ في الأضلاع.
للسعال عموماً نوعين أساسيين هما:
- السعال الحادّ acute: وهو السعال الذي يستمر لمدةٍ لا تتجاوز ثلاثة أسابيعٍ، وتشمل بعض أسبابه:
- الزكام.
- الانفلونزا.
- الالتهاب الرئوي الحاد.
- السعال الديكي.
- استنشاق مادةٍ مُهيجةٍ كالدخان أو الغبار أو المواد الكيميائية.
- السعال المزمن Chronic:وهوالسعال الذي يستمر لأكثر من ثمانية أسابيعٍ عند البالغين وأكثر من أربعة أسابيعٍ عند الأطفال، وتتضمن بعض أسبابه:
- الحساسية الموسمية أو على مدار العام.
- الربو وخاصةً عند الأطفال: وهنا قد يأتي السعال المرتبط بالربو ويذهب مع المواسم، أو يظهر بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي، أو بعد التعرض للهواء البارد أو بعض المواد الكيماوية أو العطور.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن.
- مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD): حيث يتدفق حمض المعدة إلى المريء ويتسبب له بحروقٍ وتهيجاتٍ تؤدي إلى السعال المستمر.
- التهاب الجيوب الأنفية وحدوث التنقيط الأنفي.
- توسُّع القصبات المزمن: وهي حالةٌ رئويةٌ مزمنةٌ يحدث فيها توسع أنابيب الشعب الهوائية بشكلٍ غير طبيعيٍّ وصعوبةٌ في إزالة المُفرزات.
- الانسداد الرئوي المزمن (COPD): وهو مرضٌ مزمنٌ يتسبب في انسداد المجاري الهوائية، كما يشمل التهاب القصبات وانتفاخ الرئة وحدوث تليفاتٍ وحويصلاتٍ رئويةٍ.
- الخناق وخاصةً عند الأطفال الصغار.
- التليف الكيسي وانتفاخ الرئة.
- التدخين.
- سرطان الرئة.
- مرض الفيروس التاجي 2019 (COVID-19).
- استخدام بعض الأدوية التي تُسبب السعال الجاف كعرضٍ جانبيٍّ مثل خافضات الضغط المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- الجلطة الدموية في الشريان الرئويّ أو ما يُسمى بالانسداد الرئوي.
- الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) بالإضافة إلى الساركويد والسل وغيرها.
وعليك الاتصال بطبيبك عند ظهور الأعراض التالية بالتزامن مع السعال الشديد:
خروج بلغم أصفر مخضر وسميك القوام أو دم- الصفير- الحمى- ضيق التنفس أو ألم في الصدر- الإغماء- تورُّم الكاحل أو فقدان الوزن- الاختناق- التقيّؤ- صعوبة البلع والتنفس.
ويتمّ العلاج بعد معرفة العامل المًسبب وإزالته، وإذا أصبح مُزعجاً جداً ومنعَ المريض من النوم فيُمكن استخدام دواءٍ حسب نوع السعال فإذا كان جافاً فيُستخدم مُثبطٌ للسعال أما إذا كان رطباً فيُستخدم حالٌّ للمخاط أو مُقشعٌ.
الجهاز التّنفسي هو واحد من الأجهزة الحيويّة اللاإراديّة الّذي يعمل بلا ضغط من الإنسان بغضّ النّظر عن الشّهيق والزّفير القسريّ، وهو الجهاز العامل بشكل دائم دون توقّف حتّى موت صاحبهِ، كما أنّهُ المسؤول عن توفير الأوكسجين لجسم وخلايا الكائن الحيّ من إنسان وحيوان.
ويعدّ من أكثر الأجهزة الحيويّة حساسيّةً للعوامل الخارجيّة من حرارة وتلوّث وغيرها؛ لأنهُ متّصل بمكونات الوسط الخارجيّ مباشرةً، وإذا طرأَ أيّ تلوّث لبَطانة هذا الجهاز فإنّهُ سيقوم بردود فعليّة عكسيّة كالسّعال والكحة وغيرها.
إنَّ الفرق بين الكحة والسعال بسيط جدًّا حيث:
السعال: هو حركة إسعافيه سريعة يقوم الجسم بها للتخلص من الأجسام الضّارة كالبكتيريا العالقة في المسالك التّنفسيّة ولتخليص جوفهِ من الغبار العالق بمجسّات الرّغامى والغشاء البلعومي الرّطب.
ألية السّعال: يقوم هذا الجسم الغريب أو التّجمعات البكتيرية والغبارية في تنبيه النّهايات العصبيّة الحسيّة المتواجدة في غشاء الممرات التّنفسية، فتتشكل سيالة عصبية تنتقل بدورها في الأعصاب ثمَّ الدّماغ، فيعطي الدّماغ أمرًا لحركات معينة مميزة في عضلات الصّدر والبطن (الحجاب الحاجز)، ليقوم بانكماشات معيّنة الّتي بدورها تؤدي إلى السّعال الّذي عادةً يرافقهُ في الحالات المرضيّة خروج بلغم مخاطيّ.
وهو عرضٌ وشيءٌ طبيعي ولكن في بعض الحالات إن أصبح مستمرًا أو مزمنًا أو ترافقَ مع خروج بعض الدّم توجَّبَ على المصاب مراجعة الطّبيب المختصّ مباشرةً.
الكحة: هيَ شبيهة بالسّعال، ولكنّها سعال جافّ ذو صوت أقوى من السّعال العادي، وهيَ المعنى العام للسّعال، وربّما تترافق مع الاحتقانات البلعوميّة الجرثومية، أو مع البحة الصّوتية الناتجة عن تهيجّات في الحبال الصّوتية.
ألية الكحة: هي نفسها ألية السّعال، ولكنها تسبب في ضغط أكبر على الصّدر وصوت أقوى من السّعال.
بعد معرفة الفرق بين الكحة والسعال لا بد من الإشارة إلى وجود أسباب مؤقتة لكليهما ومن أبرزها:
- التّدخين المؤقت.
- الاستنشاق والتّعرض لمواد مهيّجة وخادشه للجهاز التّنفسي مثل رائحة المعقمات الكيميائية.
- الإصابة بالأمراض التّنفسية مثل الإنفلونزا والنّزلات الصّدرية.
أمّا إذا كانت الكحة والسّعال مزمنان فلهما عدّة أسباب أهمّها:
- التّدخين الدّائم والمستمر.
- الرّبو.
- سرطان الرئة أو القصبات الهوائية أو الرّغامى.
- التهابات مزمنة للشُعب الهوائية والقصبات.
- بعض الأدوية لها أثار جانبية على السّعال والكحة.
- التّوسعات القصبية الدّائمة نتيجة خلل في عمل الجملتين الوديّة والقرب وديّة.
- المعاناة من بعض الأمراض العصبية مثل داء باركنسون.
- الإكثار من المشروبات الغولية الكحولية.
- تعاطي المخدرات.
قد ينتج عن السّعال بعض المضاعفات منها:
- ألم ووجع في البطن والصّدر.
- سلس بولي أثناء السّعال الشّديد
- التّعب والإرهاق.
- اذا كانَ جافًا ( كحة) ممكن أن يسبب بعض التّخرشات في الحلق.
من المحتمل أن تؤدي نوبات السّعال كالرّبو مثلًا إلى فقدان وعي لمدّة قصيرة ( غيبوبة)؛ بسبب انخفاض الدّم الذاهب للقلب عبر الوريد الرئوي وارتفاع ضغط الدّم في الصّدر. ومن الممكن أن يسبب السّعال كسور في أضلاع القفص الصّدري ولكنّه من الحالات النّادرة.
وهكذا يمكن القول بأنَّ على الرّغم من الفرق بين الكحة والسّعال إلّا أنّه لا يمكن اعتبارهما شيء واحد لأنَّ لكل منهما عَرَض بسيط يميزهُ عن الآخر.